العنف الممارس ضد المرأة يؤدي إلى تفكيك المجتمع

تعمل منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة في منطقة صرين بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا على توعية النساء من الناحية الفكرية لكي تستطيع المرأة البحث عن حريتها، وتساهم في تحقيق المساواة بين الجنسين لكي تعيش حياة حرة

نورشان عبدي 
كوباني ـ
بهدف القضاء على العادات والتقاليد التي تنتقص من حقوق المرأة والتي تسيطر على ذهنية المجتمع في منطقة صرين خاصةً بعد استفحالها خلال سيطرة مرتزقة داعش، تم افتتاح العديد من المؤسسات النسائية للدفاع عن حقوق النساء المضطهدات، وبدأت منظمة سارا العمل ضمن مركز مؤتمر ستار منذ بداية عام 2020 ولكن تم افتتاح المركز بشكل رسمي في أواخر عام 2020. 
حول عمل المنظمة قالت عضو لجنة التدريب إيمان جوهر "هدفنا الرئيسي في العمل ضمن مجال المؤسسات النسائية ومن بينها منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة هو احتضان النساء المعنفات اللواتي يحتجن للمساعدة من جميع النواحي وأهمها النفسية لذلك نحن في المركز كنساء نقوم بدعم المرأة المعنفة من الناحية النفسية من خلال تقديم الدعم النفسي"، مضيفةً "نستقبل جميع النساء بصدر رحب، ونعمل على المساعدة بكل السبل والإمكانيات المتاحة، ونستمر بتقديم المساعدة حتى حل العراقيل والمشاكل".  
تقول إيمان جوهر عن تعرض النساء للعنف الجسدي "في قضايا الضرب والإيذاء لدينا تنسيق بشكل مباشر مع قسم الجريمة إضافةً للمحكمة من أجل الدفاع عن حقوق المرأة المعنفة وإعطائها حقها، كذلك نحتفظ بجميع القضايا وبسرية تامة".  
أما عن تدريب وتوعية النساء من المكون العربي في صرين وأهميته بينت أن ذلك يكون بالتنسيق مع مؤتمر ستار في المنطقة "طرق التوعية تتضمن محاضرات عن مناهضة العنف ضد المرأة وعن الانتحار، وزواج القاصرات وتعدد الزوجات ويتم توضيح ذلك للأهالي عن طريق التعريف بالقوانين المتعقلة بتلك القضايا". 
أما عن آلية العمل توضح "عندما نستقبل قضية نعمل في البداية على الاستماع للجانبين سواء بين الزوجين أو بين الفتاة وعائلتها، فمن خلال اتباع أسلوب المساواة بين الطرفين نبدأ بمعالجة المشكلة". 
وترى أن سبب ارتفاع نسب العنف تعود لـ "الظروف المعيشية والأزمة التي يمر بها السوريون في جميع المناطق، إضافةً لاستمرار ظاهرتي الزواج المبكر وتعدد الزوجات وهو ما ينتج عنفاً مستمراً"، مبينةً أن "تعدد الزوجات من أهم أسباب المشاكل الاجتماعية الزوجية، وهذا ما يؤدي بالعلاقة الزوجية للطلاق، وزيادة حالات الانتحار".  
منظمة سارا منظمة نسائية اجتماعية مدنية تناهض العنف بكافة أشكاله وتكافح جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وتقبل في عضويتها النساء من كافة الطوائف والأعراق والقوميات، وهذا ما يرتكز عليه نظامها الداخلي، كما أنها تسعى لتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعمل على توعية المرأة ورفع سويتها الفكرية؛ لترفض الممارسات اللاإنسانية بحقها ولتكون شجاعة لطرح مشاكلها.
العمل على مناهضة العنف ضد المرأة دائماً ما يواجه رفضاً مجتمعياً كما تقول إيمان جوهر وتصف تفاعل الأهالي مع أعمال وفعاليات منظمة سارا في صرين بالقول "في البداية رفُضت نشاطاتنا فالمجتمع في صرين عشائري يتبع العادات والتقاليد بشكل صارم، ولكن بعد لجوؤهم إلينا لحل مشاكلهم والنتائج الإيجابية التي تحققت بعد ذلك تشجع الكثيرون لزيارتنا وطلب المساعدة منا".
وترى أن لحملات التوعية دور كبير في تغيير ذهنية المجتمع "ساهمت حملات التوعية بإزالة الكثير من المفاهيم المغلوطة، وكان التغيير بشكل خاص بشخصية المرأة التي باتت على اطلاع ومعرفة بحقوقها في الدفاع عن نفسها وعدم تقبلها للظلم والعنف". 
تقول عضو لجنة التدريب في منظمة سارا عن طبيعة القضايا التي يستقبلونها "العنف الجسدي هو أكثر القضايا التي تصلنا ونعمل على حلها من خلال الحوار وتعهد الرجل بعدم التعرض للمرأة مرة أخرى، كما تتم متابعة حالتها لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر". 
وقالت بأن هذا العام سيحمل معه الكثير من الأعمال والنشاطات "سنكثف فعالياتنا من ناحية توعية المرأة والحد من ظاهرة العنف ضدها، والزواج المبكر، وتشجيع المرأة لضرورة البوح عما تعانيه وأن تدافع عن حقوقها، كما أننا سنبدأ حملة من أجل التعريف بالمنظمة، كما يتم التنسيق مع منظمة سارا في كوباني من أجل إيواء المعنفات في الدار المخصصة لذلك".
وفي ختام حديثها توجهت عضو منظمة سارا في منطقة صرين إيمان جوهر برسالة للنساء قالت فيها "يجب على جميع النساء أن يمتلكن القوة والإرادة لطلب المساعدة من منظمة سارا ونؤكد لهن بأننا سنعمل على مساعدتهن".
والجدير بالذكر أن منظمة سارا ساهمت باستقبال 30 دعوة متعلقة بالمرأة، وتم حل 16 دعوة بطرق سلمية ما بين الانتحار والعنف ومنها 3 حالات انتحار، فيما تم تحويل الدعاوى التي لم يتم حلها إلى دار المرأة لكي تحول بدورها إلى المحكمة.