العنف الإلكتروني والعمل المنزلي على قائمة Fe-Male ضمن حملة الـ 16 يوماً

أكدت عضوة مؤسسة ومديرة البرامج والمشاريع في جمعية Fe-Male، حياة مرشاد أن العنف الإلكتروني والعمل المنزلي سيكون على رأس قائمة Fe-Male ضمن حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي

مع قرب انطلاق حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، تعمل العديد من المنظمات والجمعيات النسائية على دعم المرأة وقضاياها بشتى الوسائل ومن خلال عدة برامج ومشاريع. وقد اختارت جمعية Fe-Male هذا العام استكمال ما بدأته منذ سنتين من خلال حملة "العنف الإلكتروني"، وتسليط الضوء على العمل المنزلي الذي تم حصره بالمرأة فقط.
 
كارولين بزي
بيروت ـ أكدت عضوة مؤسسة ومديرة البرامج والمشاريع في جمعية Fe-Male، حياة مرشاد أن العنف الإلكتروني والعمل المنزلي سيكون على رأس قائمة Fe-Male ضمن حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وتعتبر حملة الستة عشر يوماً العالمية واحدة من أطول الحملات المستمرة في العالم، تبدأ في كل عام من اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة المصادف لـ 25 تشرين الثاني/نوفمبر، وتستمر حتى اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف العاشر من كانون الأول/ديسمبر.
وتساهم العديد من المنظمات والجمعيات الحقوقية والنسوية بالنهوض بالحملة التي تدعم القيم النسوية ومبادئ حقوق الإنسان، وتسلط الضوء على دور المرأة وتسعى إلى تحقيق المساواة بين الجنسين.
 
"نبتكر وسائل خلاّقة للدفاع عن قضايا المرأة"
تقول الصحافية والناشطة النسوية وعضوة مؤسسة ومديرة البرامج والمشاريع في جمعية Fe-Male، حياة مرشاد أن "الجمعيات والمنظمات النسائية الموجودة في لبنان أصبح عددها مقبولاً وهو دليل صحة إذ كلما زادت هذه الجمعيات زاد الدعم أكثر للنساء".
وعما يميز الجمعية عن غيرها والقضايا التي تعمل عليها إن كان خلال حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي التي ستنطلق في 25 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أو على مدار السنة، تقول "ما يميز جمعية Fe-Male وهي مجموعة نسوية شابة، عن الجمعيات والمنظمات النسائية الموجودة في لبنان، بشكل أساسي عدة عناصر أبرزها أنها تأخذ في عين الاعتبار في الطرق التي تعتمدها كل الوسائل الحديثة، إن كان عبر أدوات الإعلام الرقمي وابتكار وسائل خلاقة وحديثة للدفاع عن قضايا النساء. لذلك نعتمد في نشاطاتنا على الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ أن طريقة الحملات التي نطلقها تكون أكثر ابتكاراً ونستخدم فيها أدوات جديدة".
وتتابع "تتواجد "في مايل" في مختلف المناطق اللبنانية، نحن منظمة قاعدية تضم متطوعات وعضوات من مختلف المناطق حتى الأكثر تهميشاً والتي تبعد عن العاصمة بيروت. والأهم من كل ذلك أننا نقوم بدعم كل الحملات والنشاطات التي تقوم بها المنظمات والجمعيات النسوية الأخرى من خلال موقع "شريكة ولكن"، كما أننا ندعم القضايا النسوية الأخرى عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ولسنا محدودين بقضية أو اثنتين كما أننا لا نكرر عمل أحد بل على العكس ندعم كل الجهود التي تبذلها المنظمات الأخرى".
 
"تستند Fe-Male على عدة عوامل في حملاتها"
وأوضحت حياة مرشاد أن الأولويات التي يختارونها ضمن نشاطات Fe-Male تستند على عدة عوامل "أولاً يجب أن تكون القضية التي نسلط الضوء عليها ذات حاجة معينة ولم يتم التطرق إليها على الرغم من أهميتها. ثانياً يجب أن تكون القضية جديدة ولم يتناولها أحد سابقاً، مثلاً قضية العنف الإلكتروني كنا السباقين بطرحه في لبنان، وكنا أول من تناول العنف الإلكتروني ضد النساء والفتيات ولا زلنا نستكمل هذا الملف. كذلك كنا أول منظمة نسوية ترفع الصوت وتتحدث بخطاب واضح وتتطرق لموضوع فقر الدورة الشهرية الذي يعتبر من المحرمات ويتم التكتم عليه حتى من قبل العديد من الجمعيات النسائية التي كانت تتجنب الخوض فيه بالرغم من أهميته. باختصار، نحن نتناول قضايا مغيبة عن المشهد العام، ولكنها في الوقت نفسه ملّحة". 
 
"حصر العمل المنزلي بالمرأة نوع من أنواع العنف"
وتلفت إلى أن واحدة من القضايا التي عملت عليها "في مايل" على مر السنين كانت قضية عاملات المنازل المهاجرات، وأنهن مغيبات طوال الوقت عن العمل بشكل أساسي وكبير عن الوسط النسوي.
وتضيف "نسمع يومياً عن حوادث موت وقتل وابتزاز واستغلال وعنف، تمر هذه الأخبار عند الجمهور مرور الكرام كأخبار عادية، لذلك نولي العاملات الأجنبيات الأولوية في عملنا. هذا العام وضمن حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، سيكون لدينا حملة خاصة حول موضوع العمل المنزلي".
ولأن الجمعية تعتبر حصر الأدوار المنزلية فقط بالنساء نوع من أنواع العنف الممارس ضدهن، ويشجع على تكريس العنف بحقهن، فإن حملتهم لهذا العام ستركز على العمل المنزلي وسيسلطون الضوء عليه من عدة جوانب "سنتناول العمل المنزلي بشكل عام كيف تم حصر العمل المنزلي بالنساء فقط على مر السنوات، وكيف أصبح عبء العمل المنزلي واجبهن ودورهن بالمقابل تنصل الرجل من هذا الدور، كيف تم حصر النساء بالحيز الخاص بينما خرج الرجال إلى الحيز العام، ولعبوا أدوارهم في الاقتصاد والسياسة والمجتمع، وبالتالي سيتم تسليط الضوء على هذا الجانب، كما سيكون هناك الجانب الذي يرتبط بالنساء اللواتي يقمن بالعمل المنزلي وأغلبهن مهاجرات" وأضافت "مؤخراً، أصبح هناك عاملات لبنانيات وفلسطينيات وسوريات ولغاية اليوم يتم استثناء العاملات بالخدمة المنزلية من قانون العمل اللبناني. والأهم من ذلك أن هذه الحملة ستأخذ بعداً إقليمياً لأن نظام الكفالة والتمييز والنظرة الذكورية والأبوية للنساء وللعمل المنزلي مشتركة بين عدة دول عربية".   
وتتابع "كما أننا سنتناول عدة قضايا مختلفة من خلال موقع "شريكة ولكن"، وبالتأكيد الموضوع الأساسي لحملة الـ16 يوم هو موضوع العنف الإلكتروني، ونحن عملنا كثيراً على العنف الإلكتروني وسنحاول أن نعيد نشر مواد توعوية حول هذا الموضوع". تؤكد حياة مرشاد بأنهن في "في مايل" لا ينتظرن مناسبات عالمية مثل حملة الـ16 يوم أو يوم المرأة العالمي لكي يسلطن الضوء على قضايا النساء، بل نعمل طوال العام، ولكن نساهم من خلال هذه المناسبات برفع الصوت عالياً".
 
"العنف الإلكتروني على قائمة حملة الـ 16 يوماً"
وتشير حياة مرشاد إلى أن Fe- Male عملت على العنف الإلكتروني خلال العامين الماضيين وتستكمل العمل عليه هذا العام خلال حملة الـ 16 يوماً التي تنطلق بعد أيام وستتابع العمل عليه في المستقبل، ولفتت إلى أن الجمعية ستعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي والمحتوى الرقمي في الترويج لموضوع الحملة، وكذلك عبر إنتاج محتوى وتحريك الناس وتوعيتهم لهذه القضايا.
وتؤكد على أن الوصول للناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي الطريقة الأسرع مقارنةً بالطرق التقليدية. وتوضح "إذا قررت أن أقوم بحملة توعوية ووضعت خطة لأجول المناطق وأصل إلى فئات مختلفة، ستتطلب مني الكثير من الوقت والموارد أكثر من منصات مواقع التواصل الاجتماعي".
وتلفت إلى أن "الاعتماد على الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح أكثر من ذي قبل ولاسيما بعد انتشار وباء كورونا، وبالتالي نحن قادرون على الوصول إلى فئات أعلى بسرعة أكبر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. ونحن نستفيد من هذه الوسائل لكي نوصل رسالتنا بشكل أسرع وأكثر انتشاراً، ولكن هذا لا يعني أن عمل "في مايل" يقتصر على الأونلاين، بل تعمل الجمعية أيضاً على أرض الواقع، ولكن تعتبر "في مايل" أن هذه المنصات توفر مساحةً جيدة لنوصل قضيتنا من خلالها وبالتالي نستفيد منها بأفضل الطرق الممكنة".