اللجنة الوطنية للمرأة في اليمن... بوابة لتمكين النساء
تعمل اللجنة الوطنية للمرأة في اليمن على تمكين النساء سياسياً واقتصادياً وفكرياً وثقافياً، وإرساء قيم المواطنة المتساوية.
فاطمة رشاد
اليمن ـ رغم العراقيل التي تقف عائقاً أمام طريقها، استطاعت الدكتورة شفيقة سعيد أن تحصل على منصب في مركز قيادي لتتبنى قضايا المرأة وترصد الحالات الإنسانية للنساء المعنفات وتظهر قضاياهن إلى العلن وتحشد الآراء المجتمعية حولها.
قالت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة في اليمن شفيقة سعيد أن اللجنة تمثل الآلية الوطنية المعنية بقضايا المرأة وهي بوابة النساء لتمكينهن سياسياً واقتصادياً وفكرياً وثقافياً "اللجنة مختصة بالمرأة وقضاياها بشكل عام، وبمستوى المشاركة السياسية للنساء، كما تعمل على إرساء المواطنة المتساوية، فالمرأة شريكة في صناعة وبناء السلام وبناء المجتمع وتنميته".
وعن أبرز القضايا التي تعمل اللجنة عليها أوضحت "تعزز اللجنة من مشاركة النساء في مواقع صنع القرار ومشاركتهن في المفاوضات والحوار وبناء السلام، والتوعية بقضاياها ومناهضة العنف، إلى جانب التمكين السياسي والاقتصادي للنساء وإيلاء أهمية للنازحات وتقديم الدعم القانوني والصحي لهن". مشيرة إلى أن الكثير من التحديات يواجهونها في عملهم داخل اللجنة منها الاقتصادية "في اليمن نعاني من تهميش لدور المرأة، فنحن نسعى إلى خلق فرص عمل للمرأة دون أي معوقات".
جابت شفيقة سعيد دول عديدة حاملة معها قضايا نساء بلدها في المحافل وحاولت إيصال صوت بنات جنسها لكي تكون وسيط تعبر عن هموهن، وعن أبرز المشاركات التي قامت بها خارج اليمن وفي الداخل ومشاركاتها المتمثلة باللجنة الوطنية للمرأة في اليمن قالت "لدي مشاركات عديدة خاصة مع منظمة المرأة العربية والتي خلقت آفاق جديدة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات وأيضاً إظهار صورة المرأة اليمنية على مستوى المشاركات الخارجية يعكس صورة إيجابية بالرغم من الظروف التي تمر بها البلاد، كما شاركت مع مكتب المبعوث الأممي لليمن مع كوكبة من النساء في العديد من الاجتماعات واللقاءات الخارجية مع العديد من المنظمات الدولية وكذلك الحكومية، وطرحنا قضايا المرأة بكل شفافية لأن هناك من لا يقدم المرأة على أنها نموذج يستحق أن يكون شريك فعال في العملية السياسية وجعلها صوت يعبر عن نفسه وقضاياه".
خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي للسلام الذي أقيم عام 2023 في كوريا الجنوبية حصلت شفيقة سعيد على لقب سفيرة السلام من قبل المجموعة الدولية للمرأة والسلام، مؤكدة على أهمية مشاركة المرأة في محافل صنع القرار لتتمكن من خوض التجارب التي أثبتت العديد من اليمنيات نجاحهن فيها.
وقالت "أثرت الحرب بشكل كبير على التركيبة المجتمعية وعلى مستوى الوعي والفكر والثقافة وتنامي ظاهرة العنف ومعاناة النساء في ظل أزمة النزوح وتدهور الوضع الاقتصادي، الذي تسبب في عزوف النساء عن الانخراط في الأحزاب السياسية وضعف المشاركة السياسية".
وعن الإنجازات التي حققتها اللجنة الوطنية بينت "توقف عمل اللجنة مع تصاعد وتيرة العنف في البلاد وبعد جهود شخصية بذلت تم استئناف عملها من العاصمة المؤقتة عدن وفتح مقر للجنة، وهذا كان تحدي حقيقي نتيجة الأوضاع السياسية، ففي 2021 بدأنا العمل من الصفر برغم الكادر الذي لا يتجاوز العشرة أشخاص إلا أنه حققنا العديد من الانجازات منها إعادة نشاط فروع اللجنة في المحافظات المحررة، وتنفيذ العدد من الأنشطة منها تدريب النساء الحزبيات حول المناصرة كجانب من التمكين السياسي للنساء، وتدريب 100 امرأة حول مفهوم السلام والقانون الدولي الإنساني من الجهات الحكومية والمجتمع المدني والأحزاب والمكونات السياسية، والإعداد لقاعدة بيانات للنساء والكوادر النسائية في الجهات الحكومية للدفع بهن إلى مواقع صنع القرار".
وأضافت "سعت اللجنة أيضاً إلى تفعيل دور المرأة في الوزرات، وإنشاء الخطة الاستراتيجية للجنة، وإقامة المؤتمر الوطني الثامن الذي خرج بتوصيات تختص بقضايا المرأة في الوقت الراهن جراء الحرب، كما أقيمت حملات التوعية لمناهضة العنف ضد النساء، والعديد من الأنشطة والورش المختلفة المطالبة بوقف خطاب العنف والكراهية ضد النساء، كما طالبنا بزيادة المشاركة السياسية للنساء وعليه تم تعيين 20% من النساء في مجلس القضاء الأعلى، وبعض التعيينات للنساء في المحافظات، ومؤخراً تم تكريم عدد من النساء الرائدات بالعاصمة المؤقتة عدن في اليوم العالمي للمرأة".