أبرز الأزمات التي واجهت النساء في الشرق الأوسط خلال عام

اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار يتم خلاله الاحتفاء بالنساء وقدرتهن على اجتياز الكثير من الصعوبات وتخطيهن لعدد أكبر من التحديات والعقبات على الصعيد المحلي والدولي.

أسماء فتحي

القاهرة ـ مر عام منذ الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في آذار/مارس الماضي حتى اليوم وعلى الصعيد المحلي تأثرت النساء في مصر بحجم التوافد من الجنسيات الأخرى للداخل وما تبع ذلك من ارتفاع في مستوى المعيشة بسبب زيادة معدل للطلب، فضلاً عن التضخم والأوضاع الاقتصادية التي جعلت الكثيرات منهن تقررن العمل من أجل توفير مصدر دخل إضافي لتأمين احتياجات أسرهن.

على صعيد الوضع في الشرق الأوسط تعرضت الكثير من النساء لأزمات نالت من حقوقهن الإنسانية بفعل الحروب والنزاعات التي دفعن فاتورتها من أرواحهن وخسرن فيها الأهل والولد والاستقرار والشعور بالأمان.

كما أن الأوضاع الاقتصادية ألقت بظلالها السلبية عليهن طوال العام الماضي تأثراً بالأحداث المحلية والدولية، وهو الأمر الذي جعلهن في وضع لا يمكن الاحتفاء به ولكنهن أحق بالاحتفال لقدرتهن على التعاطي مع تلك الأزمات وتجاوزها والتعايش في ظل ما يحدث من ضغوط.

 

التأثر بارتفاع مستوى المعيشة  

قالت زينب علي، استشارية دعم نفسي ومهتمة بقضايا المرأة التي تعاونت في عدد من المشاريع مع مؤسسات محلية ودولية لمساعدة النساء وتمكينهن في مواجهة العنف، إن هناك عدد من الجنسيات التي وفدت إلى مصر خلال هذا العام نتيجة ما يحدث من حروب في دول الجوار ونزاعات.

وأوضحت أن المرأة المصرية تأثرت بالوفود القادمين من ليبيا والعراق والسودان وفلسطين وهو أمر أثر في ارتفاع مستوى المعيشة المحلي وتأثرت به الأوضاع الاقتصادية، فأسعار الإيجارات ارتفعت بشكل ملحوظ وغيرها من التبعات التي زودت من أعبائها.

مضيفةً أن الكثيرات في الداخل خرجن للعمل في المجال العام من أجل توفير احتياجات أسرهن التي ترتفع يوماً تلو الآخر، حتى من لا تمتلكن وظائف اتجهن للمشاريع الخاصة وتعلمن الأعمال اليدوية والترويج لها، لافتةً إلى أن المرأة باتت تحصل على قدر من الامتيازات نظراً لاتجاه الإرادة السياسية الداعم لذلك والتي فتحت المجال أمامها لتولى المناصب القضائية ووزارية ومنها التضامن الاجتماعي والتي تمكنت وزيرتها من دعم النساء في المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر وتمكينهن اقتصادياً.

وعلى المستوى الاجتماعي فقد أكدت زينب علي، أن النساء كن تخفن من البوح بما تتعرضن له من انتهاكات، وهو أمر انتهى كلياً في الوقت الراهن وباتت جريمة كالتحرش يعاقب عليها كجناية ولا تتردد الفتيات من الإبلاغ عنها وكشف الممارسات التي تنال من حقوقهن الإنسانية.

 

 

تتجه نحو الأسوأ

وأكدت زينب علي، أن المؤسسات الدولية باتت تولي نساء الشرق الأوسط اهتماماً كبيراً وتوجه لهن الدعم في شكل مشاريع تساعدهن على مواجهة ما قد يتعرضن له من أزمات بأدوات وإجراءات مختلفة ساهمت بالفعل في مساعدتهن.

واعتبرت أن للحروب والنزاعات دور محوري في زيادة أعباء النساء وأزماتهن خلال العام الأخير فالكثير من الأسر فقدت عائلها وباتت المرأة هي المسؤول الأول عنها، فضلاً عن تعرض الكثيرات لفقر في الغذاء وغيره من الأمور التي تأثرت بالأحوال المرتبكة ومنها الحروب، وأن النساء في طليعة الفئات التي تدفع فاتورة الحروب والنزاعات فهن أول من يموت ويجوع ويمارس عليه العنف الجنسي، فضلاً عن تفريغ الضغوط والكبت فيهن وهو ما يتضح جلياً في ارتفاع معدل العنف خلال العام الماضي.

وتوقعت أن الأحداث الراهنة في دول الشرق الأوسط لا تنذر بتحسن في أوضاع النساء على الأقل خلال العام المقبل، مؤكدةً أن التضامن النسوي على الصعيد المحلي والعالمي يمكنه التأثير فعلياً على أرض الواقع ولكن بدرجة بسيطة لا ترقى للتعويل على نتائجها بشكل كامل.

 

سلسلة متصلة من الانتهاكات

فيما قالت الدكتورة كريمة الحفناوي، القيادية بالحزب الاشتراكي المصري، والجبهة الوطنية لنساء مصر، إن الثقافة المجتمعية مازالت تميز بين النساء كما أن المشوار مازال طويلاً لمناهضة العنف بمختلف أشكاله، مؤكدة أن هناك نظرة دونية مازالت توجه للنساء رغم تحقيقها بعض النجاحات في الوصول لمناصب صنع القرار، كاشفة أن هناك عدد من الاتفاقيات والقوانين التي لم تدخل حيز التوقيع والنفاذ ومنها اتفاقية 190c الصادرة عن منظمة العمل الدولية في عام 2019 ولم يتم اتخاذ إجراء بشأنها حتى اليوم.

وعلى الصعيد المحلي لفتت إلى أن النقاشات مازالت مستمرة حول قانون العمل والعنف الموحد والأحوال الشخصية وجميعها لم يصدر بشأنها قرار حتى الآن.

وبينت أنه بمجرد انتهاء شهر آذار/مارس من العام الماضي نشب القتال بين طرفي الصراع في السودان ولهذا الأمر تأثير كارثي على السودان التي وصلت لحد المجاعة، وكذلك النساء اللواتي عادة ما تدفعن ثمن العنف نتيجة الحروب والصراعات أو حتى التطهير العرقي.

وأوضحت أن النساء في السودان تتعرضن للقتل والضرب وتطهير عرقي في دارفور، وأيضاً الاغتصاب، مؤكدة أن فلسطين تمر أيضاً بأزمة إنسانية منذ نحو خمسة أشهر والتي أسفرت عن قتل نحو 31 ألف شخصاً 70% منهم نساء وأطفال فضلاً عن اعتقال نحو 7500 أسير/ة.

وأكدت أن هناك العديد من الانتهاكات مازالت تقع على النساء وكذلك الضغوط كونهن ماصات الصدمات والكوارث بشكل رئيسي، مضيفةً أن الحقوق الإنسانية للنساء لم تتحقق بعد وتحتاج لعمل وجهد من جميع الجهات والمؤسسات والجمعيات المهنية بملف المرأة في مصر والشرق الأوسط.