206 شكوى مقدمة لدار المرأة منذ بداية عام 2024
لعب دار المرأة في مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا دوراً مهماً في حل قضايا النساء والمجتمع، والعمل على توعيتهم، وتعريف النساء بحقوقهن، وذلك من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين وتحقيق العدالة الاجتماعية.
دلال رمضان
الحسكة ـ بلغت الشكاوى الواردة إلى دار المرأة بمدينة الحسكة منذ بداية العام الحالي، 206 شكوى حُل 92 منها و87 قيد النظر وتحويل 19 إلى المحكمة و8 إلى مؤسسات أخرى، وبذلك تشكل الدار سنداً للمرأة ولمجتمعها من أجل تحقيق مبدأي العدل والمساواة.
اُفتتحت دار المرأة في مدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا منذ انطلاق ثورة 19 تموز، وتعمل فيها عشرات النساء من جميع مكونات المنطقة، وذلك لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، ولأن قضية المرأة الحل لجميع المشاكل في المجتمع، ولأن الحرية والديمقراطية لا تتحققان إلا من خلال تحقيق حرية المرأة ومشاركتها في كافة المجالات الحياتية، ومع ازدياد حالات العنف ضد النساء، تسعى دار المرأة للقضاء على كافة ظواهر العنف الممارس بحقها، وإيجاد الحلول المناسبة من خلال تكثيف الدورات التوعوية للنساء والرجال معاً في سبيل الحد من ظاهرة العنف الأسري، حيث يوجد في مقاطعة الحسكة عشرة مراكز تابعة للدور منها في مدينة الحسكة والدرباسية وتل تمر بالإضافة للعريشة، ومخيمها والهول وزركان، وكما تم افتتاح فرع في مخيم واشو كاني الذي يؤوي سكان مدينة سري كانيه المحتلة على يد تركيا.
وحول القضايا التي تم حلها منذ بداية عام 2024 قالت الإدارية بدار المرأة بمدينة الحسكة نورا موسى "مع تزايد حالات العنف بكافة أشكاله ضد المرأة تعمل وتسعى دار المرأة في المدينة على حل الخلافات الزوجية والعائلية منها الخلاف على حضانة الأطفال حتى تلك التي تحدث في الفضاء العامية، ووضع حد وإيجاد حلول مناسبة لجميع هذه المشاكل والقضايا بشكل يرضي كافة الأطراف"، مبينةً أن أبرز أسباب انتشار حالات العنف في المجتمع تكون الذهنية الذكورية خلفها كونها المسيطر الأول على المجتمع والمرأة بوجه الخصوص ثم العادات والتقاليد البالية التي تحرم المرأة من حقوق وحريتها.
وعن أبرز الحالات التي ترد إلى دار المرأة وتكثر بشكل كبير في المجتمع أوضحت أن "تعدد الزوجات وزواج القاصرات، وحالات الهروب من المنزل، وزواج الحيار أو البدل، وجميع هذه الشكاوى نقوم بحلها والإصلاح بين الطرفين سواء كان الخلاف زوجي أو أي خلاف أخر"، مبينةً أن جميع الخلافات والشكاوى الواردة تحل من خلال عقد مجموعة من الجلسات وعلى مدار أشهر "نستدعي كافة الاطراف التي قدمت الدعوة وبالتنسيق مع النيابة العامة نعقد جلسات صلح بين الزوجة والزوج أو أياً كان الطرفان وذلك حسب نوع الدعوة المقدمة، فهناك دعاوي هروب وتعنيف من قبل الأسرة بحق المرأة أو تعنيف الرجل لزوجته وأطفاله".
وعن الفعاليات التي تنظمها دار المرأة للحد من ظاهرة العنف قالت نورا موسى "منها الفعاليات التي تناهض العنف بكافة أشكاله عن طريق إعطاء دورات تدريبة للرجال والنساء معاً وزيارة القرى والعوائل، وزيارة المراكز والمؤسسات والتنسيق معها من أجل إعطاء محاضرات خاصة عن العنف وتعريف المرأة بحقوقها" مشيرةً إلى الدور الكبير الذي تساهم به المحاضرات في التقليل من حالات العنف.
وأكدت أن دار المرأة تشكل مصدر ثقة لكافة النساء والمكونات في مدينة الحسكة "هدفنا مناهضة العنف الممارس بحق المرأة والفتاة، وتقديم الحلول ومساعدتها على مواصلة حياتها بشكل حر والحصول على كافة حقوقها، ومنذ تأسيس دار المرأة عام 2012 أصبحت دار المرأة مصدر ثقة للعديد من النساء تلجأن إليها دون تردد".
وعن احصائيات دار المرأة والمشاكل والقضايا الواردة إليها منذ بداية عام 2024 قالت نورا موسى "تختلف الاحصائيات في كل عام والشكاوى والقضايا التي سجلت منذ بداية العام الجاري جلها من الخلافات الزوجية والتي بلغ عددها 118 دعوة تم حل 59 دعوة منها و50 أخرى مازالت قيد النظر وتم تحويل 9 منها إلى المحكمة، والقضايا الشائعة والوارد إلى الدار هي الخلافات العائلية والتي عددها 14 دعوة تم حل 10 منها و4 قيد النظر، أما الخلافات العامة فعددها 14 حل 4 منها وتم تحويل واحدة إلى المحكمة و9 منها قيد النظر، وعن حالة الديون فهناك 6 دعوات تم حلها عن طريق لجنة الصلح التابعة للدار، وثلاث قضايا لتعدد الزوجات تم حل اثنين منها في دار المرأة وواحدة منها مازالت قيد النظر، وبلغ دعاوي زواج القصر ثلاثة دعوات تم حل اثنان منهما وواحدة قيد النظر، ودعاوي الحضانة والنفقة بلغ عددها 22 دعوة حُلت 5 منها وبقيت قيد النظر15 وتحويل اثنين منهما إلى المحكمة، ودعوة رؤية الأطفال 2 فقط تم حل واحدة منها والأخرى قيد النظر، أما طلب الحقوق 7 دعاوي تم حل واحدة منهم وخمسة قيد النظر وتحويل واحدة الى المحكمة، وبالنسبة لقضايا العنف والضرب حُولت إلى المحكمة ستة منها، و11 حالة هروب، 7 منهم تم حلها وقيد النظر 2 وتحويل 2 إلى المؤسسات الأخرى ".
وأضافت "نلاحظ ازدياد حالات الخلافات الزوجية في المنطقة، وذلك نتيجة الحرب المستمرة ووسائل التواصل الاجتماعي، والابتزاز الإلكتروني، والخيانة الزوجية، جميع هذه الأسباب أدت إلى زيادة الخلافات الزوجية، وترد الدعاوي إلى دار المرأة من أجل وضع الحلول المناسبة لها وتفادي التبعيات التي من شأنها تتلف النسيج المجتمعي".
وناشدت نورا الموسى أهالي مدينة الحسكة والمرأة بوجه الخصوص للتحلي بالوعي والتفكير قبل اتخاذ أي خطوة خاصة عند الزواج "على الفئة الشابة بوجه الخصوص مواصلة تعليمهم والتمتع بالوعي وتأمين مستقبلهم من الناحية الاقتصادية لأن معظم المشاكل الزوجية ناجمة عن تردي الوضع الاقتصادي في المنطقة وما تمر به منذ 13 أعوام من الحروب والحصار والتي أثرت على حياتنا الاجتماعية والاقتصادية وتسبب بالتفكك الأسري والاجتماعي وانتشار ظاهرة العنف، بالإضافة إلى الزواج المبكر، وعلى كافة النساء التسلح بالفكر والوعي، وأن دار المرأة أسست لحمايتهن وملجأهن لتحقيق حياة كريمة تسودها المساواة والعدل بين الجنسين، وعلى النساء أن تدعمن بعضهن البعض وتكن سنداً لأنفسهن ولمجتمعهن".