قارتا أفريقيا وأوروبا تبتعدان عن الأميركتين سنوياً
أكد علماء بريطانيون في دراسة جديدة أن قارتي أفريقيا وأوروبا تبتعدان عن القارة الأمريكية سنوياً؛ بسبب اتساع المحيط الأطلسي بمقدار عدة سنتيمترات بشكل مترافق مع تقلص المحيط الهادي
مركز الأخبار ـ .
أقترح فريق من جامعة ساوثمبتون البريطانية بقيادة عالم الزلازل ماثيو أجيوس، في دراسة جديدة نشرتها دورية نيتشر العلمية في الـ 27 من كانون الثاني/يناير 2021، أن يكون لحواف منتصف المحيط التكوينات الجبلية التي تظهر على طول قاع البحر بين الصفائح التكتونية، دور هام ورئيسي في عملية نقل المواد تحت قشرة الأرض ما بين الوشاح العلوي والوشاح السفلي.
وأوضح أن التحول البطيء في المحيطات يعود إلى الحركة المستمرة لصفائح الأرض التكتونية حيث تنفصل الصفائح الموجودة أسفل الأمريكيتين عن تلك الموجودة تحت قارتي أوروبا وأفريقيا.
يطلق على جبال قاع المحيط الأطلسي والتي تمتد على طول قاع المحيط، "أعراف منتصف الأطلسي" وهي عبارة عن حد تباعدي ما بين الصفائح التكتونية التي تطفو فوقها القارات.
ووفق تقرير نشر على موقع ساينس ألرت العلمي، فقد استطاع فريق ماثيو أجيوس إثبات دور هذه السلاسل الجبلية في حركة الصفائح التكتونية التي تعتبر حدودها موقعاً رئيسياً للزلازل والبراكين.
وبهدف تسجيل الهزات الزلزالية تحت سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي تلك، التي تفصل حدود التلال الصفائح التكتونينة الخاصة بالأميركتين عن الصفائح التكتونية لقارتي أوروبا وأفريقيا.
وقد نشر الباحثون 39 مقياساً للزلازل، بهدف تسجيل الهزات الزلزالية تحت سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي التي تفصل حدود الصفائح التكتونية الخاصة بالأمريكيتين عن مثيلتها في قارتي أوروبا وأفريقيا.
رصدت تلك المقاييس القراءات الزلزالية المسجلة في التجربة تدفق المواد في منطقة الوشاح الانتقالية التي تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على توازن طبقات الأرض من حيث منع الانتقال السريع ما بين الوشاح العلوي والسفلي، وتقع هذه المنطقة على عمق يتراوح بين 410 و660 كيلومتراً.
وهكذا تمكن الفريق من رصد عملية نقل المواد على أعماق تصل إلى 660 كيلومترا تحت السطح، وأظهرت النتائج أن عملية النقل هذه ما بين طبقتي الوشاح لا تقتصر على الأعماق الضحلة في سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي، ولكن يمكن أن تظهر في أعمق مناطق الوشاح الانتقالية أيضاً، مما يشير إلى أن المواد ترتفع من الوشاح إلى الأعلى بالفعل.
ويقدر العلماء أن المحيط الأطلسي يتسع بمقدار عدة سنتيمترات سنوياً بشكل مترافق مع تقلص المحيط الهادي, وقد أرجع الباحثون هذا التحول البطيء في المحيطات إلى الحركة المستمرة لصفائح الأرض التكتونية، حيث تنفصل الصفائح الموجودة أسفل الأميركتين التي تبنى عليها هذه الظاهرة.
ويأمل فريق ماثيو أجيوس أن يكون قد قدم تقييماً جيداً لأحد العوامل المهمة التي تلعب دوراً هاماً في حركة الصفائح التكتونية، مما يدحض الافتراضات السابقة القائمة على تهميش دور جبال المحيطات في حركة الصفائح التكتونية.