ناشطتان بيئيتان تؤكدان على دور العنصر الشبابي في تحقيق العدالة المناخية

أكدت ناشطتان بيئيتان على أن انبعاثات الغازات الدفيئة حول الأرض، تحبس حرارة الشمس، مما يؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ، وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة حول العالم بسرعة لم يسبق لها مثيل.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ على ضوء التغيرات المناخية الأخيرة التي شهدها العالم من أقصاه إلى أدناه، والتأكيد على أن الاحترار العالمي بلغ درجة "الغليان العالمي"، وانعكاساً لتلك التحديات نشطت حركات بيئية من قبل العنصر الشبابي، وتبلورت على شكل منظمات وجمعيات وفرق متطوعة بهدف العمل للحد من تغير المناخ والمناصرة في القضايا البيئية.

يشكل التقاطع في ملفات البيئة والمرأة دوراً محورياً في هذا المجال، لذا كان لا بد من الإحاطة بهذه الملفات من منظور شبابي للاطلاع على التحديات والخطوات المستقبلية، وخصوصاً من دول شرق المتوسط التي تعد أكثر الدول تأثراً بتغير المناخ ومنها لبنان.

وتقول الناشطة البيئية روى غاوي أنه من منطلق عملها في مجال المناصرة البيئية مع ناشطات وناشطين ضمن جمعية "الموجة الخضراء اللبنانية" التي تأسست من قبل مجموعة من الشباب/ات، تدعو إلى الحد من العنف وتحقيق العدالة الاجتماعية، والاستدامة، واحترام التنوع والبيئة.

وعن التحديات والمعوقات التي تواجهها خلال رحلة الدفاع عن البيئة والتغيرات المناخية، أوضحت أن "المواطنين في لبنان يواجهون تحديات على كافة الأصعدة، أولها عدم وجود الكهرباء التي يجب توفيرها بطرق تحافظ على البيئة، ففي بلادنا للحصول على الكهرباء نعتمد على المولدات التي تحتاج إلى الوقود الأحفوري للعمل، والتي بدورها تتسبب في انبعاث الدخان الذي يلوث الهواء"، مشيرةً إلى أن العديد من الدول تلجأ إلى الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، وهو الحال في لبنان حيث يتم استخدام ألواح الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء عوضاً عن المولدات، إلا أن ذلك يقتصر على البعض فقط وتعتبر امتيازات خاصة ورفاهية للذين يستطيعون دفع ثمنها.

ولفتت إلى أن الجميع يتأثر بالتغيرات المناخية خاصة الفئة الشابة لأنهم سيعيشون جزءاً كبيراً من حياتهم على الأرض التي تتغير ظروفها بشكل متزايد بسبب تغير المناخ، وستتأثر الأبعاد المختلفة لحياتهم بما في ذلك أمنهم ورفاهيتهم وحتى صحتهم العقلية، سلباً جراء تغير المناخ "إننا نعاني فعلياً وننازع لنتمكن من إيجاد حلول للمشاكل البيئية التي تواجهنا وتعود أسبابها إلى الأجيال السابقة، لأننا لا نملك الوقت الكافي، فأزمة المناخ تزداد حدة وتتطور بسرعة".

وتواجه النساء في لبنان مصاعب ومعوقات مضاعفة، فالتحديات التي تواجههن بسبب نوعهن الاجتماعي، يصعب عليهن مهام حماية البيئة كما أوضحت روى غاوي، مشيرةً إلى أن والدتها وهي ناشطة بيئية، ساهمت بتكوين شخصيتها، كما أنها استلهمت القوة من الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ التي ناضلت رغم صغر سنها وإصابتها بطيف التوحد، من أجل الحد من التغيرات المناخية.

وشددت على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من المخاطر البيئية والمناخية بحلول عام 2030، مشيرةً إلى أنه "إذا لم نغير مسارنا الحالي فالأرض التي نتواجد عليها الآن لن تكون موجودة بحلول عام 2080".

 

 

وتتفق عضوة شبكة شباب آسيا والمحيط الهادي للخضر آية عبدوني، على أن للشباب والشابات القدرة والطاقة الكافية لتغيير المعادلة والحد من التغير المناخي والاحتباس الحراري وتحقيق العدالة المناخية، مؤكدة على ضرورة التكاتف والتشبيك لتبادل التجارب، وتسهيل الوصول إلى مواقع صنع القرارات في كافة المجالات.

وحول الآثار الناجمة عن التغيرات المناخية، تقول "لا يمكننا أن نعتبر أنفسنا في لبنان بمنحى عن التغير المناخي، لأن درجات الحرارة لم تصل إلى الـ 40، أو يحدث فيضان نتيجة هطول الأمطار الغزيرة وحدوث إعصار مثلما حصل في ليبيا، فما يحدث حول العالم تصل تأثيراتها جميع الدول".

ولفتت إلى أن التغيرات المناخية تتسبب في ارتفاع عدد المهاجرين واللاجئين، بالإضافة إلى تدهور الاقتصاد وتدمر البنية التحتية، وبالتالي يؤثر على القدرة المعيشية.

وأشارت إلى أن توعية المجتمع والضغط على الحكومات لتقليل استخدام الوقود الأحفوري والتقليل من الانبعاثات الكربونية، من الطرق التي ستساهم في التخفيف من آثار الاحتباس الحراري وكذلك التغيرات المناخية "لن نبقى مكتوفي الأيدي، سنسعى للحد من التغيرات المناخية التي تهدد مستقبل أبنائنا والأجيال القادمة".