خبيرة بيئية: نقل المياه من شرق كردستان يرتبط بأهداف سياسية
أصبح الاستخدام غير المستدام والعشوائي لموارد المياه في شرق كردستان، إلى جانب نقل المياه إلى أماكن أخرى وتلوث المياه، تحدياً خطيراً للمنطقة.
روجين قادري
سردشت ـ الموارد المائية هي أحد العناصر الأساسية للحياة والتنمية المستدامة لأي مجتمع، تمتلك شرق كردستان موارد مائية غنية ومتنوعة وهي مهمة للغاية لتلبية الاحتياجات المائية للمجتمع المحلي والزراعة والصناعة والبيئة. تحتوي هذه المناطق على الكثير من الإمكانات المائية، بما في ذلك الأنهار والبحيرات والمياه الجوفية وخزانات المياه الجوفية التي تستخدم لتوفير مياه الشرب والري والطاقة والأنشطة الاقتصادية.
إن الاستخدام غير المستدام والعشوائي لموارد المياه، ونقل المياه من شرق كردستان إلى أماكن أخرى، والاستخراج العشوائي للمياه الجوفية والأنهار، والاعتماد المفرط على المياه السطحية، وعدم وجود إدارة شاملة ومستدامة لموارد المياه، أصبحت تحديات خطيرة تواجهها كردستان، من بينها الحد من موارد المياه، والتغيرات المناخية، ومخاطر تلوث المياه، وتدمير المراعي والغابات، وبناء السدود، وتغيير النمط الزراعي، يمكن أن تؤثر هذه التحديات سلباً على استدامة موارد المياه في شرق كردستان وقابليتها للاستخدام في المستقبل.
وللتعرف أكثر على الموارد المائية في شرق كردستان والمخاطر التي تواجهها كان لوكالتنا مع الخبيرة في المجال البيئي ليلى محمودي الحوار التالي:
ما هي الموارد المائية الموجودة في شرق كردستان وما مدى أهميتها؟
تكمن أهمية الموارد المائية في شرق كردستان في أنه يعتمد عليه في تأمين مياه الشرب وري الأراضي الزراعية وتربية الحيوانات، كما أن الموارد المائية في هذه المنطقة مهمة جداً لبيئة هذه المناطق لحفاظه على التنوع البيولوجي، تلعب المياه دوراً مهماً في الحفاظ على الأنواع الحيوية مثل الحيوانات المائية والطيور والنباتات. لكن للأسف تواجه تلك الموارد مشاكل ومخاطر متعددة، كنقص المياه والتغيرات المناخية وإهمال الموارد المائية، والاستغلال غير المستدام، وتدمير البيئة، ونقل المياه إلى مناطق أخرى. يمكن أن يؤدي الافتقار إلى الإدارة السليمة والمستدامة لموارد المياه إلى تقليل حجم المياه وجودته وهو ما يؤثر على التنوع البيولوجي.
ما هي المخاطر الناتجة عن بناء السدود على بيئة شرق كردستان؟
قد يتسبب بناء السدود في تقليل التنوع البيولوجي والبشري في مناطق الغابات، والحفاظ على المراعي ومراكز تربية الحيوانات المائية، وله آثار بيئية خطيرة على النظم الإيكولوجية المحلية والحياة البرية. كما قد يتسبب في حدوث تغييرات في دورة المياه والجيولوجيا المائية لأحواض المياه، بما في ذلك التغيرات في تدفق المياه، ومستويات المياه الجوفية، ونوعية المياه، مما يؤثر سلباً على النظم الإيكولوجية المائية والحياة البرية في هذه المناطق. كما أن بناء السدود يمكن أن يحدث تغييرات اجتماعية وثقافية في العديد من المناطق، بما في ذلك التغييرات في الآليات الاقتصادية وأنماط الحياة والثقافة المحلية والهجرة والبنية الاجتماعية للمجتمع المحلي، مما قد يخلق تأثيرات اجتماعية وثقافية دائمة في هذه المناطق. وقد يؤدي أيضاً إلى فقدان الأراضي الزراعية وتقليل إنتاج المنتجات الزراعية وزيادة الاعتماد على المنتجات المستوردة في المناطق المتضررة، مما يؤثر على التغيرات الاقتصادية والأمن الغذائي في المنطقة.
ما التأثيرات الناجمة عن النفايات السائلة وكذلك نقل المياه إلى مناطق أخرى؟
تحتوي مياه الصرف الصحي في المناطق الحضرية والصناعية على مواد ملوثة، مثل المواد الكيميائية والأصباغ والمواد العضوية وما إلى ذلك، والتي يتم إدخالها مباشرة إلى مصادر المياه. يمكن أن تلوث هذه المواد مصادر المياه وتهدد صحة الأشخاص الذين يستخدمون هذه المياه. يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الماء وهو ما يؤدي إلى موت الكائنات الحية في الماء كما أنه يؤثر على التوازن البيولوجي لموارد المياه. وقد تؤدي إلى حدوث تغييرات في جودة المياه وجعلها غير صالحة للري والزراعة وتربية الأحياء المائية والشرب، وتقليل قابلية استخدام المياه وتنقيتها وزيادة الحاجة إلى توفير المياه والتخطيط لاستهلاكها.
كما أن نقل المياه من شرق كردستان إلى مناطق أخرى يؤدي إلى تقليص الموارد المائية في المنطقة. يمكن أن يكون لهذه المشكلة تأثير سلبي على الزراعة وتربية الحيوانات واستخدامات المياه الأخرى في هذه المنطقة، وبالطبع ستقلل من الوصول إلى الموارد المائية، بالإضافة إلى تأثيرها على الاقتصاد وأمن موارد المياه.
على سبيل المثال نقل المياه من نهر الزاب الصغير إلى بحيرة أورمية يرتبط بأهداف سياسية، منها سيطرة السلطات الإيرانية على موارد المياه في شرق كردستان، والضغط على إقليم كردستان. في الأيام الماضية، اتضح أن المياه التي تم نقلها من بيرانشهر إلى بحيرة أورمية، تستخدم للزراعة على الطريق وبالقرب من بحيرة أورمية، بينما المزارعون في منطقتي سردشت وبيرانشهر لا يملكون الحق في الاستفادة من تلك المياه.