جفاف بحيرة هشيلان يهدد حياة الكائنات الحية

جفاف بحيرة هشيلان بشرق كردستان، يتسبب بأزمة كبيرة ويفاقم معاناة المزارعين، ويهدد حياة المئات من الكائنات الحية.

جوان کرمي 

کرماشان ـ تعتبر بحيرة هشیلان الأرض الرطبة الوحيدة في مدينة كرماشان بشرق كردستان، تبلغ مساحتها ما يقارب 450 هكتار، تقع على سفوح جبل خورين وعلى حافة سهل الهيرخاني الشاسع والخصب، ويطل على جبل ويس.

 

 خصائصها الطبيعية

تعود مصادر مياه بحيرة هشيلان إلى الينابيع الموجودة في سراب سبز علي التي تخرج من الأرض على شكل فقاعات من ثم تتجه إلى البحيرة وتشكل الأرض الرطبة، وتغطي البحيرة أعشاب تنمو على سطح الماء، تضم هذه البحيرة 110 جزيرة صغيرة وكبيرة، التي يطلق عليها سكان المنطقة باللغة الكردية "جویلكه"، فيما يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي 451 مليلتر، كما أن الرياح تهب في اتجاه مختلف في هذه المنطقة.

 

معنى اسم هشيلان

"هشيلان" اسم كردي مركب يتألف من جزأين (هشي ـ لان)، الـ "هشي" تعني الدب في اللهجة الكورانية، وتعني العش في اللهجات الكردية الأخرى، ويدل الاسم على أنه في الماضي كانت هنالك دببة تعيش بالقرب من هذه البحيرة.

 

أنواع الحيوانات

لسنوات عديدة كانت هذه البحيرة موطناً لمختلف أنواع الحيوانات كالمائية والبرمائية والزواحف والطيور وحتى الثديات، ومن بين الحيوانات المائية هنالك الأسماك والسلاحف وسرطان البحر والضفادع، والبط بأنواعه المختلفة، بالإضافة إلى الحجل والفهود والذئاب والخنازير والثعلب وابن آوى وماعز الجبل، والقط البري والأرنب والأفعى لجرسية وثعبان الماء.

وتضم البحيرة عدد كبيراً من الأسماك بأنواع نادرة، منها الأسماك الذهبية والأسماك السوداء والصفراء كذلك، كما أنها تعد أهم وجهة يختارها الطيور في كل عام للهجرة إليها، مثل طيور الأوز الرمادي، والبلشون، ومالك الحزين والبط الأخضر، لذلك اعتبرت هذه البحيرة منطقة محمية.

 

بحيرة بلا ماء

كانت بحيرة هشيلان تفيض بالمياه وتعج بكل أنواع الكائنات الحية، لكنها اليوم أصبحت أرض رطبة بلا ماء وتقلصت مساحة سطحها المائي إلى أقل من 100 متر، وربما سيجف بالكامل في الشهر القادم، وهو ما سيهدد حياة أنواع كثيرة من الحيوانات والنباتات، بالإضافة إلى تدمير حياة المزارعين الذي يعتمدون على البحيرة في ري مزروعاتهم ومربي الماشية، كما ستسوء حال القرى والمدن المجاورة لكرماشان وكامياران.

وجدت المؤسسات المعنية حل لمنع جفاف بحيرة هشيلان وهو نقل المياه إلى سد كاوشان، بالإضافة إلى ردم الآبار الغير مصرح بها في المنطقة، وعلى الرغم من أن المشروع تم تنفيذه وأنفقت عليه مبالغ طائلة إلا أنه لم يستفد منه الكثيرين، لأن سد كاوشان نفسه يعاني من نقص في منسوب المياه بسبب الاحتباس الحراري والجفاف الذي يعاني منه العالم أجمع.

 

حلول بديلة

وكحل بديل للأزمة قامت المؤسسات المعنية بردم الآبار غير مرخصة في المنطقة، والتي بلغت حوالي 100 بئر، وبغض النظر عن حقيقة أن هذا الإجراء بحد ذاته هو المتسبب في الأزمة، فإن المزارعين الذين حفروا الآبار لري بنظام الري الآلي، لن يتحملوا هذه الصعوبات، كان ينبغي أن تحل مشكلة نقص المياه، من خلال توفير التسهيلات والمساعدة لهم للوصول إلى الري الآلي، كان ينبغي أن تمنع ظهور أزمات في المستقبل، يجب على المؤسسات توفير التسهيلات والمساعدات للوصول إلى الري الآلي قبل أن تجف بحيرة هشيلان.