فاطمة الزهراء أبوزيد: الحقائق المرعبة حول التغييرات المناخية دفعتني للتوجه نحو الزراعة المائية

الزراعة المائية أو العمودية، وأهميتها في الإنتاج الزراعي والمحافظة على المناخ

ابتسام اغفير

بنغازي ـ الزراعة المائية أو العمودية، وأهميتها في الإنتاج الزراعي والمحافظة على المناخ، هي المشروع الأول الذي سيتم طرح منتجاته في السوق الليبية في القريب العاجل.

تحدثت الطالبة بكلية علوم وتقنية الأغذية بكلية الزراعة في جامعة طرابلس، والمدير التنفيذي لشركة قوت للإنتاج والاستثمار الزراعي فاطمة الزهراء أبوزيد عن فكرة إنشاء المشروع، وقالت إنها بدأت بـ "دورة تدريبية"، وأضافت "قمنا بدراسة هذا المشروع أنا وشقيقتي من خلال التدريب الذي قدمه معهد الزراعة العمودية في النمسا، وكان التدريب في تونس واستغرقت منا فترة الدراسة أكثر من شهر".

وبينت أن "الدورة التدريبية تحدثت عن المشاكل التي تواجه العالم من تغيير مناخي، ومشاكل الزراعة، والجوع، مع العلم أن ليبيا من أكثر الدول في العالم التي تضررت وتأثرت بالمناخ، فالغطاء النباتي لدينا يقل بشكل كبير".

وأشارت فاطمة الزهراء أبوزيد إلى كمية المعلومات التي تلقتها حول تهديدات تغيير المناخ "عندما بدأنا بالاطلاع بشكل أكبر على الحقائق والاحصائيات كان الموضوع مرعب جداً، حتى النهر الصناعي الذي نعتمد عليه في الشرب، خلال السنوات القادمة سيتوقف، وهذه جميعها كوارث لم يكن لدينا علم بها، وعندما تعرفنا على هذه المعلومات قررت تنفيذ مشروع في ليبيا، وهدفي الحد من تأثيرات المناخ، وخلق فرص جديدة للاستثمار الزراعي".

فاطمة الزهراء ذات 22 ربيعاً سعت بجد واجتهاد من أجل أيجاد ممول ومستثمر لمشروعها، من أجل تطوير فكرتها وتطبيقها في أرض الواقع، فالمعرفة التي تم اكتسابها من التدريب الذي تلقته في تونس لم تكن كافية دون وجود داعم ومستثمر للمشروع، تقول "اشتركت أنا وأختي في برنامج قدوة وهو برنامج مدعوم من الاتحاد الأوروبي، ويتم من خلاله الالتقاء بمستثمرين من أجل دعم هذه المشاريع، وحصلنا من خلاله على دعم مستثمر ليبي معروف، حيث أعجبته الفكرة فقرر دعمها وهو سعيد بالمشروع، وننتظر طرح المنتج في السوق حتى نرى رد فعل الناس، ومن ثم نعمل على تطويره والعمل في مزارع أكبر داخل وخارج طرابلس".

وأضافت "اشتركت في حاضنة أعمال من أجل الاطلاع على كيفية تأسيس شركة وبداية المشاريع، والتعرف على الأسس والقواعد التي تقوم عليها الشركات، ثم اشتركنا في مسابقة كأس العالم لريادة الأعمال، وحصلنا على جائزة أفضل مشروع ريادي في ليبيا 2020".  

وعن سبب اختيارها لاسم قوت لشركتها تقول فاطمة الزهراء أبوزيد " كلمة قوت تعني أمن غذائي، وهذا ما نسعى إلى تحقيقه من خلال مشروعنا، وهو تحقيق الأمن الغذائي في ليبيا، لأنه في الفترة الأخيرة عانت عدد من المدن الليبية من عدم توفر الأمن الغذائي مثل الكفرة وزوارة، وهذه مشكلة تواجه الدولة بصفة عامة ونحن المواطنين بصفة خاصة".

وحول المنتجات التي سيتم طرحها في السوق حالياً تبين أنه "أولا سنطرح الخضروات الورقية، ثم ثمرة الفراولة، ثم في مرحلة لاحقة الفواكه"، مضيفةً "زرعنا حالياً مزرعة واحدة وكل جزء خصصناه لزراعة نوع معين من الخضروات".

وعن أهمية المشروع وما الفائدة التي يقدمها للمجتمع بينت أن "الفائدة الكبرى التي يقدمها هذا المشروع هو أنه يختصر الوقت ويوفر المياه، فمثلاً  زراعة الورقيات بصفة عامة في التربة العادية تحتاج من ثلاثة إلى أربعة أشهر من أجل النمو، أما في الزراعة العمودية أو المائية تستغرق من شهر إلى شهر وأسبوع على أعلى تقدير ثم تنمو، فنحن بالزراعة المائية نقلل الوقت إلى النصف، وفي ذات الوقت الإنتاج أو قوة الإنتاج ستكون ضعف الإنتاج المزروع في التربة العادية، على الرغم أننا نزرع نفس المساحة، حيث يزيد الإنتاج في المتر المربع في الزراعة المائية بحوالي سبع إلى تسع مرات بناء على نوع النبات عنه في الزراعة التقليدية، ونحن نقوم بتقليل نسبة استهلاك المياه بحوالي 90 بالمئة، فعلى الرغم من إنها زراعة تعتمد على الماء بشكل رئيسي، ولكن ستكون في دورات زراعية ولن تضيع المياه هكذا، ولكن توضع في خزانات وأنابيب وتعود من جديد للري".

وتشير فاطمة الزهراء أبوزيد إلى أن المنتج لن يتعرض لأي مبيدات حشرية التي تستخدم في الزراعة، لأنه بحسب آخر تقارير للفاو إن نسبة 60 بالمئة من الإصابة بالسرطان في ليبيا كانت بسبب المبيدات، وهذه أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتنا نتوجه إلى زراعة خضروات وفواكه عضوية".

وعن الفرق بين عملها وعمل باقي أفراد المجموعة التي تلقت التدريب بينت أنه "بعد عودتنا لليبيا توجه الشباب الذين كانوا معي في الفريق للجانب التدريبي بعد تركهم الفريق، ولكن نحن قمنا به كعمل تجاري على أرض الواقع، وسوف نقوم بطرح المنتج قريباً في السوق"، مؤكدةً أن "المنافسة مطلوبة في هذا المجال".

وفي ختام حديثها أوضحت أن مشروعهما هي وأختها يساهم بشكل كبير في المحافظة على المناخ وتحقيق الأمن الغذائي، "الزراعة في مكان مغلق والتحكم في جميع الظروف المناخية التي تساعد على نمو النبات مثل الحرارة والرطوبة والضوء والنبات مغطى بزجاج له مواصفات معينة، تمنع استخدام المبيدات التي تؤذي التربة، تقلل من استخدام المياه وبالتالي المحافظة عليها، كما إننا بتحكمنا في الظروف التي ينمو فيها النبات نستطيع انتاج خضار الصيف في فصل الشتاء والعكس".