دراسة جديدة: التلوث الكيميائي تجاوز الحد الآمن للبشرية

حذرت دراسة جديدة من أن التلوث الكيميائي تجاوز الحد الآمن للبشرية، ودعت إلى وضع حد أقصى للإنتاج والإطلاق حيث يهدد التلوث النظم البيئية العالمية التي تعتمد عليها الحياة

مركز الأخبار ـ .
خلصت دراسة أعدتها مجموعة من العلماء، نشرتها مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا أمس الثلاثاء 18 كانون الثاني/يناير، إلى أن التلوث الكيميائي من قمة جبل إيفرست إلى أعمق المحيطات قد تجاوز "حدود الكوكب"، وهي النقطة التي تدفعها التغييرات البشرية للأرض إلى خارج البيئة المستقرة على مدار 10000 عام الماضية.
وأوضحت الدراسة أن التلوث الكيميائي يهدد أنظمة الأرض من خلال إتلاف العمليات البيولوجية والفيزيائية التي تقوم عليها جميع أشكال الحياة.
وأوضح العلماء من خلال الدراسة أن المواد البلاستيكية تشكل مصدر قلق كبير بشكل خاص، إلى جانب 350 ألف مادة كيميائية صناعية بما في ذلك المبيدات الحشرية والمركبات الصناعية والمضادات الحيوية، فمبيدات الآفات تقضي على العديد من الحشرات غير المستهدفة، والتي تعتبر أساسية لجميع النظم البيئية، وبالتالي لتوفير الهواء النظيف والماء والغذاء.
وأشاروا إلى أن "بعض التهديدات تمت معالجتها على نطاق أوسع، مثل المواد الكيميائية الكلوروفلوروكربونية التي تدمر طبقة الأوزون".
وأوضحت الدراسة أنه تم رصد التلوث البلاستيكي من قمة جبل إيفرست إلى أعمق المحيطات، وبعض المواد الكيميائية السامة، مثل مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور، طويلة الأمد وواسعة الانتشار.
وقالت باتريشيا فيلاروبيا غوميز مساعدة باحث في مركز ستوكهولم للصمود (SRC) والتي شاركت في إعداد الدراسة "كانت هناك زيادة بمقدار خمسين ضعفاً في إنتاج المواد الكيميائية منذ عام 1950، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا ثلاث مرات مرة أخرى بحلول عام 2050".
وأضافت "الوتيرة التي تنتجها المجتمعات وتطلق مواد كيميائية جديدة في البيئة لا تتسق مع البقاء ضمن مساحة عمل آمنة للبشرية".
وأوضحت أن تحديد ما إذا كان التلوث الكيميائي قد تجاوز حدود الكوكب يعد أمراً معقداً، لذلك استخدمت الدراسة مجموعة من القياسات لتقييم الوضع، وشمل ذلك معدل إنتاج المواد الكيميائية، الذي يرتفع بسرعة، وإطلاقها في البيئة، وهو ما يحدث بشكل أسرع بكثير من قدرة السلطات على تتبع الآثار أو التحقيق فيها.
كما أن الآثار السلبية المعروفة لبعض المواد الكيميائية، من استخراج الوقود الأحفوري لإنتاجها إلى تسربها إلى البيئة، كانت أيضاً جزءاً من التقييم، وأقر العلماء بأن البيانات كانت محدودة في العديد من المجالات، لكنهم قالوا إن ثقل الأدلة يشير إلى خرق لحدود الكوكب فقد أوضحت البروفيسور بيثاني كارني ألمروث من جامعة غوتنبرغ، أن "هناك دليل على أن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ في كل خطوة". 
وقال الباحثون إن هناك حاجة إلى تنظيم أقوى وفي المستقبل تحديد سقف ثابت لإنتاج المواد الكيميائية وإطلاقها، بالطريقة نفسها التي تهدف بها أهداف الكربون إلى إنهاء انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ودعت الدراسة إلى اتخاذ إجراءات دولية بشأن المواد الكيميائية والبلاستيك، بما في ذلك إنشاء هيئة علمية عالمية للتلوث الكيميائي على غرار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
والجدير ذكره أن أكثر من 100 زعيم عالمي توصلوا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، إلى اتفاقية غلاسكو للمناخ، بعد أسبوعين من المفاوضات المكثفة، لتجنب أسوأ آثار الاحتباس الحراري، وتضمنت الاتفاقية لأول مرة نصاً يطالب حكومات العالم بتقليل اعتمادها على الفحم والتراجع عن دعم الوقود الأحفوري، وذلك بشكل تدريجي.