"استبدلها" حملة لإيقاف استخدام الأكياس البلاستيكية بغزة

تتسبب الأكياس البلاستيكية بإضرار عديدة لا تقتصر فقط على الجو، فجميع عناصر البيئة مهددة كالتربة والمياه الجوفية والبيئة البحرية أيضاً.

رفيف اسليم

غزة ـ يعد استخدام الأكياس البلاستيكية من أكثر الممارسات الضارة بالبيئة فقد يحتاج تحللها بشكل كامل إلى ما يقارب الألف عام، وعلى الرغم من ذلك نراها ترافق الأشخاص في مختلف رحلاتهم الشرائية، بل ويسعون للاحتفاظ وتكديسها، لذا جاءت حملة استبدلها التي قامت بها الشابة أزهار طنبورة لاستبدال الأكياس البلاستيكية بأخرى قماشية أو ورقية صديقة للبيئة.

أوضحت مسؤولة التوعية والإرشاد البيئي في مجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة في محافظتي غزة والشمال أزهار طنبورة، أن الفكرة جاءت بعد عقد عدد من جلسات التوعية حول مخاطر الأكياس البلاستيكية التي يصعب تحللها بالتعاون مع الوكالة اليابانية، فتم تعزيزاً لتلك الفكرة توزيع عدد من أكياس القماش على من يرتادون المراكز التجارية والبقالات بهدف اقناعهم لاستخدامها بديلاً عن البلاستيك.

وأضافت أنه بالفعل استجاب المواطنين لتلك الفكرة خاصة النساء اللواتي وجدن فكرة تجميع الأغراض الشرائية في كيس واحد أسهل بكثير حيث يمكنهن إعادة غسله عند اتساخه، مستنكرة فكرة تجميع النساء لأكياس البلاستيك التي تعتبر قنبلة موقوتة بالنسبة للبيئة مهددة استدامتها بشكل أمن وصحي يضمن استفادة الأجيال اللاحقة منها وعدم العبث في مكوناتها الأساسية.

وخلال الحملة وفرت أزهار طنبورة الأكياس القماشية بثلاثة أحجام مختلفة، الصغيرة للطلبة والموظفين، والمتوسطة لاستخدامات التسوق، والكبيرة للنزهات والرحلات، لتلبي تلك الأكياس احتياجات كافة فئات واستعمالات أفراد المجتمع، مبينة أن الحقائب الجلدية التي تستخدمها النساء بها نسبة بلاستيك كبيرة لا تتحل بالتالي عندما تصبح نفايات يصعب تدويرها أو التخلص بالمقابل استعمال الحقائب القماشية يعد حلاً لتلك المشكلة.

لاقت أزهار طنبورة، خلال جولاتها في محافظتي غزة والشمال إلى مراكز التسوق، أن المواطن/ة يجهلون تلك المعلومات خاصة النساء اللواتي تجاوبن مع الحملة وعزمن على عدم استخدام الأكياس البلاستيكية، بالتالي أصبح لديهن ثقافة حول كيفية استخدام أدوات صديقة للبيئة خلاف تلك الأكياس التي ينتج عن تفاعلها مع النفايات العضوية غاز الميثان الذي يعتبر أحد المسببات لظاهرة الاحتباس الحراري التي باتت تلعب دوراً رئيسياً في التغير المناخي.

وأضافت أن ضرر الأكياس البلاستيكية لا يقتصر فقط على الجو، فجميع عناصر البيئة مهددة كالتربة التي تمنع وجود بقايا البلاستيك المتحللة من امتداد جذور النباتات داخلها، والمياه الجوفية التي باتت مهددة بالتلوث على الرغم من الاعتماد عليها بشكل أساسي لتزويد مدينة غزة بالمياه، والبيئة البحرية التي تقتل داخل البحر عشرات الأنواع من الأسماك وتهاجر بعضها لتلوث المياه وتسممها عبر بلع تلك الجزئيات.

وقالت "تبعاً لأضرار الأكياس البلاستيكية التي أصبحت عبئاً على البيئة، كان لابد من إيجاد بدائل ومحاولة المحافظة على ما تبقى من البيئة"، مشيرة إلى أن هناك بعض أنواع البلاستيك يمكن تدويرها وتعتمد عليها بعض العائلات كمصدر دخل كالورشة الخضراء التي افتتحتها مجموعة من النساء جنوب قطاع غزة.

وأوضحت أنه على المشاريع القائمة اليوم أن تراعي كيف يمكن أن يكون مشروعها صديق للبيئة، ضاربة مثل مشاريع التسوق الإلكتروني التي تفتتحها اليوم شابات ويرفضن استخدام الأكياس البلاستيكية خوفاً على البيئة، بل تخصص تلك الرياديات أكياس ورقية لنقل المنتج على الرغم من ارتفاع التكلفة.

وبينت أن هناك ثقافة سائدة مغلوطة لدى المشترية وهي أنها تحصل على الأكياس البلاستيكية بالمجان، لكن الأمر على عكس ذلك، فالكيس البلاستيكي يحتسب سعره من ثمن المنتج الأصلي بالتالي تكون تكلفته مرتفعة مقارنة بالورقي وهذا ما لا يصرح به أصحاب المتاجر لتسويق تلك الأكياس وجعلها جزء أساسي من عملية التسويق.

ونوهت إلى أن الخطوة القادمة من الحملة ستكون عبر زيارة المحالات التجارية الكبرى والمصانع وتوعيتهم باستخدام أكياس صديقة للبيئة والامتناع عن استخدام البلاستيك المتحلل متسبب بكوارث صحية للإنسان، متمنية أن تعمم تلك الحملة على مستوى الدول العربية والامتناع عن استخدام البلاستيك خاصة في المناطق النامية الأكثر هشاشة وكثافة سكانية لأنه بالتأكيد تأثيراتها على البيئة ستطال الجميع.