التلوث المتعمد لمياه نهر جقجق حرب بيئية ضد سكان المنطقة

تسبب التلوث في مياه نهر جقجق المحاذي للعديد من الأحياء في مدينة قامشلو بانتشار الأمراض والأوبئة.

دعاء أسعد

قامشلو ـ تعيش العائلات بالقرب من نهر جقجق في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا أزمة بيئية حيث الروائح الكريهة التي تنبعث منه، جراء التلويث المتعمد لمياهه من قبل تركيا.

ينبع نهر جقجق من هضبة طور عبدين في تركيا، ويجري داخل الأراضي السورية في مدينتي قامشلو وتربة سبيه في إقليم الجزيرة بشمال وشرق سوريا، كما يندمج مع نهر الخابور في مدينة الحسكة ليصب بعدها في الفرات.

وبعد أن كانت مياه نهر جقجق تسقي نحو 50 ألف دونماً من الأراضي الزراعية أصبحت مياهه غير صالحة لأي شيء بسبب رمي النفايات والفضلات فيها.

تقول سهيلة شكري من سكان حي قدوربك في مدينة قامشلو "الاحتلال التركي يستمر بشن هجماته على المنطقة، لقد قتل وشرد الآلاف ولم يكتفي بذلك إنما يهاجمنا بكافة الطرق حيث يقطع عنا المياه الصالحة للشرب، ويضخ مياه ملوثة تنبعث منها روائح كريهة ومليئة بالشوائب والفضلات مما يتسبب بانتشار حكة وطفح جلدي وحالات إسهال وجراثيم تضر بصحة الأطفال وكبار السن".

وأشارت إلى أن "هذه المياه الملوثة تختلط بالمياه النقية التي نستخدمها". مؤكدةً أن "تركيا تهدف إلى نشر السموم والوباء لتقضي على أهالي المنطقة". مطالبةً المجتمع الدولي بإيجاد حل لهذه الأزمة التي أودت بحياة الأطفال وتسببت بانتشار العديد من الأوبئة.

من جهتها أكدت منيرة إسماعيل وهي من أهالي حي الأشورية على حديث سابقتها بأن الهجمات التركية تشمل جميع النواحي السياسية والعسكرية والثقافية والبيئية، مشيرةً إلى أن "مياه نهر جقجق كانت نظيفة وصالحة للاستعمال، لكن في السنوات الأخيرة انخفضت نسبتها وبدأت تطفو على سطحها أوساخ حملت معها الأمراض والأوبئة فالعديد من القاطنين بقرب النهر مصابون بحالات ضيق تنفس، إضافة لأمراض جلدية ناهيك عن الرائحة الكريهة".

أما إيمان علي فقالت "كانت مياه نهر جقجق نظيفة يستفاد منها المزارعين لري المحاصيل، إلا أنه في سنوات الأخيرة انقطعت هذه المياه واستبدلت بمياه الصرف الصحي".

وبينت أنه ازدادت الشكاوى المقدمة للكومين لمعالجة هذه المشكلة "يعاني الأهالي بشكل خاص من الرائحة، لذلك يطالبوننا بحل سريع خاصة مع دخولنا فصل الصيف حيث تزداد حدة هذه المشكلة".

وطالبت إيمان علي الجهات المختصة والبلديات بمعالجة هذه القضية "لا يمكن إيقاف ضخ هذه المياه الفاسدة من تركيا لكن يمكننا التصدي لها والتخفيف من آثارها عبر رش المبيدات الحشرية، ويمكن أيضاً تشكيل لجنة لمراقبة الوضع وإيجاد حلول مناسبة".