يصنعنَّ خبز التنور خدمة للنازحين

تم إنشاء أول فرن لإعداد خبز التنور وخدمة أهالي مخيم واشوكاني من قبل أم وابنتها، والهدف من إنشائه هو تأمين الخبز لأهالي المخيم.

رونيدا حاجي 
الحسكة -  
تتميز النساء بالارتباط الوثيق بالثقافة والتقاليد، وتنشرن الحياة أينما وجدن، وتعملن من أجل تأمين معيشتهن ومعيشة عائلتهن. بعد احتلال مدينة سري كانيه/رأس العين من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، اضطر أهالي سري كانيه للنزوح إلى مدينة الحسكة في شمال وشرق سوريا، حيث بادرت الإدارة الذاتية بإنشاء مخيم واشوكاني لإيواء النازحين. ويقوم نازحوا مخيم واشوكاني بتأمين معيشتهم وحياتهم اليومية بالإمكانات الضئيلة المتوفرة لديهم. فيما تبتكر النساء في المخيم العديد من الوسائل من أجل تقديم الخدمة للأهالي.
خضرة موسى دياب وابنتها زكية محمد، بادرتا لإحياء ثقافة إعداد خبز التنور في المخيم. هذا التنور يقدم الخدمات لجميع أهالي مخيم واشوكاني. زكية محمد تحدثت حول عملها في التنور وإعداد الخبز.
 
"المهم هو أن نؤمن الخبز"
حول عملهم في إعداد خبز التنور تقول زكية محمد "يتم توزيع الخبز على النازحين، ولكنه لا يكفيهم، لذلك قمت مع والدتي بالعمل على مشروع إنشاء التنور في المخيم، وبيع الخبز. كما أننا نبيع الخبز بأسعار مخفضة، وإذا كان هناك من لا يمكنه دفع الثمن فإننا نعطيه الخبز مجاناً. نحن جميعنا هنا نازحون ومعاناتنا مشتركة، لذلك فإننا نتفهم جيداً معاناة بعضنا. أنا ووالدتي نقوم الآن بخدمة أهالي مخيم واشوكاني، وهذا يساهم في تقليل وتخفيف معاناتنا".
 
"المنظمات الإنسانية لا تقدم الخدمات للنازحين"
زكية محمد تطرقت أيضاً إلى عمل المنظمات الإنسانية في المخيم "ارتفعت أسعار الدولار، الأمر الذي تسبب بأزمة اقتصادية، ولذلك فإننا نعاني كثيراً أثناء شراء الطحين، كما أن المنظمات الإنسانية لا تقدم الدعم والمساعدة للنازحين في المخيم ولا تقدم لهم احتياجاتهم. نحن نستخدم المازوت في إشعال التنور، وطبعاً نحن نشتري المازوت. هدفنا هو خدمة النازحين، لذلك فإننا لن نستكين لأية مصاعب وعوائق. نقوم بإعداد الخبز 4 مرات في اليوم. ونتمنى من منظمات حقوق الإنسان تحكيم ضميرها وتقديم الدعم والمساعدات للنازحين".
 
"النساء تبتكرن في الحياة"
تقول زكية محمد إن النساء هن أساس بناء المجتمع وهن الدعامة الأساسية في الإدارة، "شخصية المرأة تتمتع بالقدرة على الابتكار، لذلك فإن المكان الذي تتواجد فيه النساء، فإنها سوف تقوم بابتكار شيء ما حتى لو لم تتوفر الإمكانيات، وسوف تتمكن في كل الظروف من تأمين معيشتها ومعيشة عائلتها. كما أن النساء تتمعن بروح المقاومة في كل الظروف والشروط. طبعاً من المؤكد أنه لا يمكن إنجاز أي عمل بدون بذل الجهد. إلا أن النساء تميل أكثر إلى الجهد الذاتي. أنا ووالدتي نقوم الآن بإعداد الخبز، بلا شك نحن نتعب ولكن هدفنا هو أن لا يبقى النازحون محرومون من الخبز. وفي الختام أناشد الجهات المعنية بتقديم الدعم والمساندة لنا، لنتمكن من توسيع مشروعنا وتنمية اقتصادنا".