وقف المرأة الحرة يعمل على خلق فرص عمل للنساء وتنظيمهن

يقوم وقف المرأة الحرة بتنظيم المرأة في كافة مجالات الحياة وتوفير فرص العمل للمرأة ليس فقط في شمال وشرق سوريا بل في سوريا بأكملها من خلال مشاريع مختلفة.

زينب عيسى

قامشلو ـ بعد ثورة روج آفا التي اندلعت في شمال وشرق سوريا وتأسيس الإدارة الذاتية، كانت إحدى المؤسسات التي تم افتتاحها هي وقف المرأة الحرة التي تأسست عام 2014، بهدف تنظيم النساء وإيجاد حلول لمشاكلهن ومنحهن فرص عمل حتى تتمكنّ من إدراك ومعرفة قوتهن.

وعن عمل المؤسسة، قالت مديرة وقف المرأة الحرة روكن خشو إن الوقف تأسس من خلال استبيان تم توزيعه على 300 امرأة، وبحسب الاستبيان تم إطلاق المشاريع، وتتمركز لجان وقف المرأة الحرة في مدينة قامشلو، وتنتشر مكاتبها في مناطق شمال وشرق سوريا، في ديرك وكركي لكي وجل آغا والدرباسية والحسكة وكوباني، وفي المخيمات أيضاً مثل مخيم الهول، واشوكاني، روج، كما أن هناك لجان داخل الوقف، وهي لجان الصحة والتعليم والمشاريع والدبلوماسية والحقوقية والمالية، ولكل لجنة قسم عملي ونظري، ويقوم القسم النظري في اللجنة الصحية بتقديم ندوات ومحاضرات صحية للنساء.

 

علاج النساء والأطفال

ولفتت روكن خشو إلى العمل والأنشطة الصحية التي يتم تنفيذها في وقف المرأة الحرة "تشمل الندوات أحياناً الحملات الصحية أيضاً، ولدينا مراكز صحية، وأراد أطباء العلاج الطبيعي بناء هذه المراكز الصحية والمستوصفات لمساعدة النساء، فبسبب هذه الأزمة أصبحت أسعار معاينة الأطباء غالية، لذلك يوجد في كل مركز صحي من مراكزنا طبيب نساء وأطفال، ويتم معالجتهم دون مقابل، وكانت خطوة جيدة للغاية وقد شوهدت نتائج جيدة. لدينا مستوصف في ريف ديرك، نعالج الأشخاص الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المدينة، مثل النساء الحوامل".

وذكرت أن هناك أقساماً للطب الطبيعي ويحاولون فتح مراكز وأقسام له في بعض المدن الأخرى "كانت بعض الأمهات تعالجن أطفالهن في الماضي بالطب الطبيعي، وأردنا إعادة تلك الثقافة. لدينا مراكز للطب الطبيعي في الحسكة والدرباسية ونحاول فتحها في مدن أخرى، كما تقوم لجنة الصحة بتوفير الرعاية الصحية قبل الولادة وتدريبات قصيرة وطويلة المدى للنساء لمعرفة كيفية رعاية أطفالهن، فالتدريب القصير مدته شهر ويتناول كيفية علاج المرأة لأطفالها وحمايتهم من الأمراض، والتدريب الطويل مدته ستة أشهر، وهناك تنسيق بيننا وبين المستشفيات لكي يتابع الشخص الذي أنهى التدريب لدينا ويمارس ما تعلمه في المستشفيات".

وشددت روكن خشو على أهمية التعليم للتخلص من الذهنية الذكورية السائدة في المجتمع "لجنة التعليم العملي والنظري تقدم ندوات للنساء لتغيير ذهنيتهن لأنه قبل ثورة روج آفا لم تكن المرأة تعرف كيف تفكر وكانت تفكر بذهنية ذكورية، لذلك تم توفير التعليم والتدريب للمرأة داخل الوقف حتى نتخلص من الذهنية الذكورية وتدير المرأة نفسها وتعود إلى حقيقتها وطبيعتها وتدرك ما هو دورها في المجتمع".

وعن بعض الفرص التي تم توفيرها للنساء والأطفال، قالت "افتتحنا رياض للأطفال، لأن النساء العاملات تذهبن إلى العمل ولا تستطعن ترك أطفالهن بمفردهم في المنزل، وكان هدفنا أن تتمكن العاملات من القيام بعملهن على أكمل وجه، كما افتتحنا معهداً للموسيقى لتعليم الأطفال اللاجئين العزف على الآلات الموسيقية من أجل إخراجهم من حالة الحرب. لقد كان أمراً مهماً جداً لأن لجاننا الموسيقية كانت تشارك في بعض الأحيان في الحفلات والمهرجانات، كما افتتحنا صالة رياضية للنساء".

 

لجنة المشاريع

ولفتت روكن خشو إلى لجنة المشاريع التي تضم قسمين قسم عملي وآخر نظري، حيث يقوم القسم النظري بإعداد المشاريع من خلال الاستبيانات، ويحصلون على آراء النساء وما يريدونه في الحي والقرية وتنشئ المشاريع وفقاً لذلك، أما القسم العملي يحول النظريات إلى ممارسة، وتفتح دورات خياطة، أشغال يدوية، حاسوب، لغات، كما يوجد مشغل للخياطة في مدينة قامشلو، وقريباً سيتم افتتاح مشغل في الرقة أيضاً، مضيفةً "لدينا مصنع للصوف في قامشلو والرقة، وكلها تابعة للجنة المشاريع. العمل الذي نقوم به في الوقف موجود في جميع مكاتبنا، ومن هنا ترسل المعلومات وتنفذ في كل مكان".

وفي ختام حديثها، بينت روكن خشو أنهم يريدون توسيع مشاريعهم بشكل أكبر في المستقبل وتقديم الدعم لجميع النساء "منذ عام 2014 إلى عام 2020، كان اسم المؤسسة هو وقف المرأة الحرة في روج آفا، ثم قمنا بتغييره إلى وقف المرأة الحرة في سوريا، لأننا نعمل بهوية المرأة، لا نعمل فقط من أجل منطقة أو مكون. كل الذين يعملون في الوقف ينتمون إلى مكونات وطوائف مختلفة، وفي المستقبل، نريد تعزيز مشاريعنا أكثر. في العام المقبل، ومن خلال هذه الدورات التي تعطى للنساء سنفتتح جمعيات تعاونية".