وحدة إرشاد المرأة والتنمية الريفية تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي للنساء

ارتبط مفهوم الزراعة في ليبيا بالمرأة التي قدمت مساهمة فاعلة على مر السنوات، وشاركت في مواسم زرع وجني المحاصيل، ومواسم الحرث والحصاد، ولكن مؤخراً ومع دخول المدنية بدأت تتراجع نسبة النساء المشاركات في هذا المجال.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ انطلقت وحدة إرشاد المرأة والتنمية الريفية بمنطقة أم الرزم للعمل على توعية المرأة الريفية بأهمية الزراعة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي، وإقامة مشاريع اقتصادية صغيرة.

تأسست وحدة إرشاد المرأة والتنمية الريفية عام 2020 في المنطقة الغربية، أما في المنطقة الشرقية وتحديداً بمنطقة أم الرزم التي تبعد عن مدينة بنغازي حوالي 450 كم، فتم افتتاحها في العام الجاري.

وعن الهدف من تأسيس وحدة إرشاد المرأة والتنمية الريفية الإرشادية تقول المهندسة منى صابر العبيدي رئيس الوحدة "تهدف الوحدة إلى المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المناطق الليبية، سواء أكانت هذه المناطق ريفية أم ساحلية أم صحراوية، بحيث ندعم الأسرة ونعيد إحياء الأسرة المنتجة، لتكون الأسرة مكتفية ذاتياً".

وأوضحت أنه "ما زالت البلاد في حالة حرب وصراعات سياسية، لذلك ركزنا في عمل الوحدة على تشجيع المرأة ودعمها من أجل الزراعة في بيتها لجميع أنواع الخضار، وكذلك تجفيف الفواكه والخضروات وصناعة اللبن والزبدة، ولأن كل ذلك اختفى من المجتمع الليبي نحن نسعى لإعادته من جديد".

وحول سبب اختيارهم منطقة أم الزوم تحديداً كمقر للوحدة تقول "هي المنطقة الوحيدة التي رحبت بفكرة إقامة الوحدة، وقامت بتشجيعنا ووجدنا دعم كبير من قبل المجلس البلدي هناك، بالإضافة إلى أنها منطقة ريفية، يوجد فيها كل ما نحتاج إليه للعمل، وتنشط النساء في العمل هناك بشكل كبير خاصة في طرابلس وغريان والزاوية الغربية وزليتن".

وأوضحت أن هناك نساء في مناطق ريفية مثل منطقة مرتوبة تمتلكن مشاتل ومزارع صغيرة، وتقمن بزراعة كل أنواع الخضر والفواكه، لافتةً إلى أن "النساء في تلك المنطقة ورثن حرفة الزراعة، حتى أن بعضهن تقمن بإنتاج السماد لطبيعي لغرض الزراعة بأنفسهن، وأتمنى أن تقوم كل امرأة بهذا النشاط لأنه يحقق لها الاكتفاء الذاتي".

وشددت على أهمية الاستفادة من كل مساحة فارغة في المنزل من أجل زراعتها، وهذا ما تسعى الوحدة لتحقيقه والعمل عليه.

وعن كيفية عمل الوحدة من حيث تطوير النساء وتوعيتهن بأهمية الزراعة تقول "قمنا بفتح دورات تدريبية خاصة بالنساء لتبدأن بمشاريع صغيرة في منزلهن كإقامة مشتل صغير، ويمكن أن تبدأ هذه المشاريع كاكتفاء ذاتي ثم يتحول إلى مشروع اقتصادي، منها دورة إنشاء المشاتل، والتطريز، ودورة لمعرفة إعداد "برم الكسكسو" وكيفية تجفيف الفواكه والخضروات.

وأشارت إلى أن "مصطلح المرأة الريفية يشير إلى ليبيا كلكل، ولم يعد المصطلح ينطبق على المرأة التي تعيش في الريف التي دخلت جميع مناحي الحياة، واقتحمت جميع الحرف والمهن،  فقديماً عندما يقال امرأة ريفية نقول إنها قادمة من البادية، ولكن بالمفهوم العام نحن نساء ريفيات لأن ليبيا دولة ريفية".

وحول ما إذا تراجع دور المرأة في مجال الزراعة تقول "لقد كان دور المرأة في هذا المجال قديماً بارزاً ومهماً، أما اليوم فدورها تراجع ولكن لا يعد هذا تقصيراً من المرأة، فقد بدأ الرجل في الوقت الحالي، بالتوجه نحو التعصب بدلاً عن التحرر، فلم يعد يسمح للمرأة بالمشاركة في الزراعة"، لافتةً إلى أنه "هناك عدد قليل لازال يسمح للمرأة بالعمل في الزراعة فنراها تشارك في الحرث، وتقليم التربة وغيرها ويعتبروها من عادات الأجداد".

وأكدت على دور وحدة إرشاد المرأة والتنمية الريفية في تشجيع النساء على الخروج والمساهمة في الزراعة "لقد اقتحمت المرأة جميع مجالات العمل فهي الطبيبة والمعلمة، وحملت السلاح وحاربت أيضاً، وعندما كان الرجل يحارب هي وفرت وقامت بالأعباء المنزلية، لذلك أتساءل دائماً لماذا يمنع الرجل المرأة من الزراعة؟".

وأضافت "معظم الموظفات في قطاع الزراعة لا تذهبن للعمل وتتقاضين مرتبهن، وعندما تسألهن تقول إن زوجي لا يريد مني الذهاب للعمل، وعندما يتم توجيه خطاب لها بشكل رسمي تعترضن بحجة أنه سيحدث خلاف قبلي خاصة في المناطق الريفية الصغيرة، وبصفة عامة تم تهميش قطاع الزراعة في ليبيا الذي من المفترض أن يكون في المرتبة الأولى بالاهتمام قبل قطاعي الصحة والتعليم حتى".

ولفتت إلى أنه "لابد أن تسوق المرأة منتجاتها الزراعية بنفسها، فهناك مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي من خلالها تستطيع تسويق منتجاتها على نطاق واسع، فقد هيأت هذه الوسائل فرص جديدة للنساء للعمل من داخل المنزل، كما أنها تستطيع التسويق من خلال الصديقات".

وأوضحت المهندسة منى صابر العبيدي أن الوحدة ستقدم للنساء دعم مادي، بحيث تقوم بتبني 150 مشروع، ومن ثم يتم اختيار 50 مشروع من بينهن، وسيكون هناك دعم مادي، إضافة إلى إقامة معارض من أجل عرض منتوجات المزارعات، كما نسعى لإبراز المنتجات الليبية من خلال هذه المعارض، وفي المقابل لن نهمل باقي المشاريع وسنقوم بمتابعتها، ودعمها.