"تويزة" مشروع لدمج النساء التونسيات في سوق العمل

مكنت فكرة مشروع "تويزة" 15 امرأة من تونس تعشن أوضاع صعبة من تسويق منتجاتهن، وخلق فرص عمل لتمكينهن من تحقيق اكتفائهن الذاتي.

زهور المشرقي

تونس ـ أشرفت جمعية دعم المبادرات في القطاع الفلاحي على مشروع "تويزة"، بالتعاون مع جمعية التعاون من أجل السلام، ويأتي المشروع كخطوة لتدعيم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ووصول النساء إلى السوق في المناطق الشعبية.

قالت رئيسة جمعية دعم المبادرات في القطاع الفلاحي، سلوى كنو، إن مشروع "تويزة" يضم 15 امرأة من حي هلال في العاصمة تونس تعملن في بيع منتجاتهن المختلفة كمعجون التمر وحلويات ومشتقات أخرى للتمر ومياه تقطير وزيوت النباتات العطرية والطبية وملابس ومنتجات الصناعات التقليدية.

ولفتت إلى أن الحي يعاني من إشكاليات وظروف مأساوية انعكست على واقع النساء، مشددةً على أن "تويزة" يأتي في إطار دعم النساء لتسويق منتجاتهن لا سيما وأن المشاريع الصغرى تعاني من مشاكل التسويق، ويهدف المشروع إلى نشر ودعم حقوق النساء الاقتصادية.

وأضافت "نقدم للنساء شهادة معترف بها محلياً فضلاً عن دعمهن بالمواد الأولية لكل مشروع من أقمشة وآلة خياطة ومكواة للمجموعة التي اختصت في مهنة الخياطة، وآلة عصرية لتقطير النباتات العطرية وتوفير مشتقات للتمر لإنتاج الدبس، باعتبار أنهن كن تفتقرن لها للانطلاق بمشاريعهن الصغرى".

وأوضحت سلوى كنو أن "هذا الموسم أسميناه موسم الحصاد بعد افتتاح نقطتي بيع لفائدة النساء، أي توفير فضاءين في حي هلال والسرس لعرض منتجاتهن"، مؤكدةً على أنه "سيتم افتتاح نقطة بيع في محافظة منوبة لفائدة فلاحات برج العامري لعرض منتجاتهن الفلاحية، لدعم وصول النساء إلى سوق العمل".

وأشارت إلى أن الجمعية تسعى لتطوير العلاقات مع مركز بحوث مختص في الزراعات والمنتجات الغابوية؛ لتمكين بعض الطلبة من القيام ببحوث علمية في ختام دراستهم حول كل ما يتعلق بتقطير النباتات الطبية والغابوية.

واعتبرت أن انفتاح حي هلال على الجامعة ومؤسسات البحوث الغابوية للتعريف بمنتجات النساء وإضفاء مصداقية عليها، كما وسيتم إبرام اتفاقية في هذا الإطار بين الجمعية ومعهد البحوث الغابية في تونس وسيتم العمل مع المجموعة الحالية من النساء وغيرهن.

وفي ختام حديثها تمنت سلوى كنو نجاح هذا المشروع حتى يتم النسج على منواله في جهات أخرى كما حدث في منطقة السرس في محافظة الكاف، لدعم النساء حتى تثبتن قدراتهن على العمل والإبداع وتحققن ذواتهن بعيداً عن أي وصاية، مطالبةً السلطة التونسية بدعم المشروع النسائي حتى يتسنى إعادته في مناطق منسية ومهمشة أخرى.

 

 

من جانبها تقول سنية بيباس وهي منسقة مجموعة النساء المختصات في تقطير النباتات الطبية، إنها تلقت تدريباً مكثفاً في هذا المجال المغرمة به منذ طفولتها، وتمكنت من تطوير مهارتها أثناء التدريب الذي تلقته من مؤسسة مختصة؛ لتبدأ مشروعها برفقة مجموعة من النساء.

ولفتت إلى أن المشروع عالج مشكلة التسويق حيث كانت تجد إشكالاً في التسويق، مشيرةً إلى أنها كانت بحاجة لتحقيق اكتفائها الذاتي، وتمكنت بفضل التدريب والدعم المادي الذي قُدم لها من المضي قدماً في مشروعها.

وأوضحت أن تجربة مشروع "تويزة" مختلفة من حيث الوصول إلى سوق العمل والسلع والخدمات التي ينتجها الاقتصاد التقليدي، مشددةً على أهمية التضامن بينها وبين زميلاتها لتحقيق نتائج إيجابية ونجاح المشروع، لا سيما وأن فكرة وصولهن إلى السوق في ظل المنافسة الشديدة باتت صعبة.

وفي ختام حديثها قالت سنية بيباس "هذا المشروع سيجعلنا فاعلات في حيّنا من خلال تحقيق اكتفائنا الذاتي ودعم عائلاتنا".

 

 

أما مريم الشهيدي التي اقتحمت مجال إنتاج الدبس ومشتقاته وهي منسقة المجموعة المختصة في إنتاج الدبس، أوضحت أن علاقتها بالدبس هي علاقة امرأة تربت في بيئة معينة وهو بالنسبة لها ليس مجرد منتج، بل موروث ثقافي ورثته عن محيطها.

وعن بداية مشروعها تقول "في عام 2014 كانت بداية تطبيق فكرة المشروع، لكن سرعان ما توقفت بسبب غياب الدعم وعدم الإيمان بهذه الفكرة من قبل المحيط"، مضيفةً "بعد سنوات من الانقطاع جاءت هذه الفرصة لتكون مشرفة على مجموعة من النساء لإحياء ثقافة تونسية منسية أُثبت علمياً أنها صحية باعتبار الدبس مكمل طبيعي أفضل من السكر".

وأشارت إلى أن "تكلفة إنتاج الدبس بالطريقة التقليدية مرتفعة جداً، ويمكن أيضاً الاستفادة من التمر لاستخراج العجوة والقهوة والسكر الطبيعي، حيث نصنع من مجرد منتج تقليدي مجموعة من المنتجات الأخرى، لتأتي فكرة مشروع "تويزة" الذي وفر للنساء الفضاء المجاني لعرض منتجاتهن".

ولفتت مريم الشهيدي إلى أن "من الصعوبات التي تواجه المشروع النسائي هو التسويق باعتبار أن فكرة المشاركة في المعارض أو استئجار محل صعب في بداية أي مشروع للنساء، لذلك يسعى مشروع "تويزة" إلى وصول المنتجات للسوق".

 

 

وبدورها قالت فاطمة القاسمي وهي منسقة مجموعة الخياطة والتفصيل، "شاركت في المشروع برفقة مجموعة من النساء وحصلت على شهادة معترف بها وعلى أقمشة وآلة خياطة ومكواة للانطلاق في مشروعي"، لافتةً إلى أن مشروع" تويزة" مكنها كغيرها من النساء من إيجاد فرصة لتسويق تفصيلاتها بطريق مجانية.