"تطعيم النباتات" مشروع زراعي لمواجهة الظروف الاقتصادية في غزة

استثمرت المهندسة تسنيم اللوح تخصصها الدراسي في مجال الإنتاج النباتي والوقاية بالعمل في مجال تطعيم النباتات، لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة وتوفير مصدر دخل لأسرتها.

نغم كراجة

غزة ـ أكدت المهندسة تسنيم اللوح أن عمل المرأة الفلسطينية في المجال الزراعي يعزز من دورها ويمكنها اقتصادياً ويزيد من قوتها في المجتمع، وأن النساء هن الأفضل في المجال الزراعي كونهن أسرع وأدق من الرجال وتتحملن ضغوطات العمل.

داخل مشتل زراعي تجلس مهندسة الإنتاج النباتي والوقاية تسنيم اللوح على مقعدها الخاص تجمع شتل النباتات وتحضرها عبر مراحل دقيقة وصولاً لعملية التطعيم التي تعد من أهم التقنيات الحديثة في تحسين جودة المنتج الزراعي وزيادته وتجعل النبتة اكثر مقاومة للتغير المناخي والظروف الجوية.

حول مشروع "تطعيم النباتات" قالت تسنيم اللوح البالغة من العمر 30 عاماً "في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها في كل فترة نضطر إلى اختيار تخصصات عملية تتماشى مع الوضع ومطلوبة في الأسواق بحيث يكون هنالك احتمالية كبيرة في إيجاد فرصة عمل تخفف عبء الأوضاع الاقتصادية وتحد من نسبة البطالة المنتشرة في القطاع".

وأوضحت "نحن حالياً نعمل على تطعيم بذور البطيخ لما لا مسناه في الآونة الأخيرة من مشاكل في إنتاجه بسبب أمراض التربة مثل النيماتودا "ديدان أسطوانية"، مما اضطررنا إلى وضع عدة اقتراحات كان أفضلها تطعيم النبتة، بهدف إنتاج أكبر وتكاليف أقل وعائد مادي جيد".

وعن مراحل تطعيم النباتات أوضحت أنها تبدأ بزراعة الطعوم قبل الأصول بفارق زمني 10 أيام تقريباً حتى يتناسب الطول مع الحجم، ومن ثم تتجه لغرفة التطعيم لقص الشتلة بزاوية 45 درجة، والحصول على الجذور لعملية التركيب ومن ثم وضعهم في الحاضنة الرئيسية لمدة ثلاثة أيام، وبعد ذلك تركهم في الأقلمة لفترة تستغرق من 10-15 يوم وصولاً للمرحلة النهائية وهي تسليمها للمزارع.

وحول أهمية التطعيم النباتي قالت "وجدنا أن عملية تطعيم النباتات هي الطريقة الأقوى لحماية التربة من الأمراض الخطيرة التي تصيب المنتج الزراعي إلى جانب ذلك تعطي أنتاج أكثر من العادي وتكاليف أقل من المفترض" لافتةً إلى أن الغاية الأساسية هو توفير فرص عمل للكثير من العاطلين/ات عن العمل مما تقلل من نسبة البطالة.

وأكدت على أن عمل المرأة الفلسطينية في هذا المجال تحديداً يعزز من دورها ويزيد من قوتها في المجتمع،  لتتمكن من خلالها إعالة نفسها وأسرتها دون تعاطف الآخرين عليها، كما ترى أن النساء هن الأفضل في المجال الزراعي كونهن أسرع وأدق من الرجال ويتحملن ضغط العمل.

 

 

وأشارت إلى أن المرأة حين تعمل في الزراعة بشكل عام تواجه العديد من التحديات أولها قضاء ساعات طويلة في دوام العمل حيث تقضي يومياً تسع ساعات وتترك أسرتها "لا زالت المرأة تواجه مجتمع ذكوري منغلق ومقيد لا يسمح لها بالخروج للعمل ويتحكم في تحركاتها" مؤكدةً على أن المرأة رمز الصمود والتحمل حيث تتمكن من العمل في داخل المنزل وخارجه.

وأوضحت أن المرأة تواجه العديد من الانتقادات والمضايقات بسبب عملها في مجال يعتبرونه حكر على الرجال فقط "لم ألتفت إلى التعليقات السلبية التي كنت أسمعها ممن حولي، كنت أسعى إلى تطوير ذاتي وتأمين مصدر دخل يلبي احتياجاتي ومتطلبات العائلة".

وأشارت مهندسة الإنتاج النباتي والوقاية تسنيم اللوح إلى أنه "لابد من زيادة الوعي بأهمية المرأة ودورها ومنحها المساحة الكافية، لتطلق إبداعها وطاقاتها بدلاً من فرض الحدود والمضايقات عليها"، موضحةً أن النساء تتحملن كافة أعباء الحياة وتسعين إلى إثبات وجودهن في كافة المجالات.