تركت التمريض لتعمل في تصميم ديكورات وأواني منزلية
مريم حمداوي شابة مغربية درست التمريض وعملت لفترة في إحدى المستشفيات، لكن بعد وضعها لمولودها، اضطرت إلى ترك عملها من أجل الاهتمام بطفلها، ففكرت في إطلاق مشروع خاص من منزلها.
حنان حارت
المغرب ـ
أطلقت مريم حمداوي التي تبلغ من العمر 27 عاماً، مشروعها الخاص من منزلها بمدينة الدار البيضاء، محولة أحد أركانه إلى ورشة للعمل لتصميم ديكورات وأواني منزلية في غاية الإبداع، باستخدام مادة الريزن، حيث تقضي وقتها في العمل على تلبية طلبات زبائنها.
تقول مريم حمداوي "في ظل عدم امتلاكي لرأس مال كبير فكرت أن أطلق مشروعي من البيت وأروج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مر على إطلاق مشروعي سنتين، وأنا اليوم سعيدة بهذا الإنجاز فالأمر سمح لي بتربية ابني وأن أكون متواجدة في البيت باستمرار معه، لكن هذا لا يعني أنني لا أفكر في تطوير مشروعي وامتلاك شركة وتأسيس علامتي التجارية".
وجدت مريم حمداوي في فن تصميم الريزن ذاتها، بعد أن تعلمته انطلاقاً من اليوتيوب، "أحب الأعمال اليدوية، فأنا أتقن فن التطريز وصناعة الشموع، وعندما فكرت في إطلاق مشروع خاص، كنت أبحث عن فكرة جديدة، بدأت في البحث المتواصل عبر اليوتيوب، ما قادني إلى فن الريزن الذي أثار فضولي وأيقظ بداخلي روح الإبداع".
وحول ماهية فن ومادة الريزن التي تعد أحد أبرز الحرف اليدوية تقول "هو فن موجود في الخارج ولكنه غير موجود بالمغرب، ويعتمد على تشكيل مادة الريزن الموجودة في الطبيعة التي تستخرج من الأشجار وأشبه بالصمغ، أو يتم صنعه كيميائياً".
وتضيف "شدتني صور وفيديوهات الأعمال الفنية التي تستخدم فيها مادة الريزن على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، ومن هنا بدأت أبحث على نوع هذا الفن للتعرف عليه أكثر، وكنت أشاهد لساعات طويلة فيديوهات لأشخاص يتقنون هذا الفن، ومع كل فيديو كنت أكتسب معلومة جديدة وأدون كل المواد التي يمكن استعمالها في صناعة القطع الفنية إلى جانب مادة الريزن".
وبعد أن تمكنت مريم حمداوي من تدوين كافة المعلومات المتعلقة بصناعة قطع فنية من مادة الريزن، انتقلت إلى مرحلة التنفيذ مع تشجيع ودعم عائلتها إن كان مادياً أو معنوياً، لمساعدتها في اقتناء المواد الخام.
وعن المادة الخام التي تستخدمها مريم حمداوي تقول "إنها عبارة عن مادة كيميائية شفافة عالية اللزوجة، تخلط بنسب معينة ومحددة مع مادة مصلبة بنسبة معينة، وهذه النسب تختلف من تصميم للآخر مع الاستعانة بقوالب، لقد تعلمت أن أصنع من مادة الريزن أواني للمطبخ وديكورات".
أحبت مريم حمداوي هذا الفن لكونه يحتاج إلى الدقة والإبداع وهو ما تتميز به، فصناعة قطعة واحدة يتطلب وقتاً طويلاً، "فالبداية أقوم بشراء المادة الخام والإكسسوار والقوالب، لأبدأ مرحلة التنفيذ، وذلك بإعداد مادة الريزن وصبها في القوالب وانتظارها لتجف، ثم تلوينها أو لصق أي قطع خارجية، من أحجار أو بعض الإكسسوارات عليها، ثم تلوين القطعة، العمل يمر من عدة مراحل وكل خطوة تلزم مني ترك المادة ليوم كامل أو أكثر حتى تجف وأعود لأكمل العمل عليها".
التعامل مع مادة الريزن لا يخلو من الصعوبات، كما توضح مريم حمداوي "عندما أرغب في العمل أحرص على العمل في الليل حتى أنهي كافة واجباتي المنزلية وأتأكد من نوم زوجي وطفلي تفادياً لأي مكروه، فالأمر يحتاج أولاً إلى التركيز والهدوء حتى أخرج بتصاميم تروق زبائني".
وتضيف "إن عملية خلط مادة الريزن تطلق أبخرة قد تصيب الجهاز التنفسي بحساسية، لهذا فأنا خلال هذه المرحلة أكون حريصة على تهوية المكان الذي أعمل فيه جيداً، وارتداء الكمامة والقفازات ومعطف واقي حتى لا تلامس المادة الجلد، لتفادي حدوث أي التهابات".
وعن الصعوبات الأخرى التي تواجهها تقول "الأصعب هو إيجاد المادة الخام لأنها غير منتشرة في المغرب، إضافة إلى التشكيل، فالريزن يحتاج قوالب جاهزة وهذه القوالب يتم طلبها من الخارج وهي باهظة الثمن"، وتتابع "لكن بالرغم من ذلك فأنا أحببت هذا الفن الذي بات عملي الذي أطمح من خلاله تحقيق العديد من الأمور".
وعن إن كان زبائنها يقدرون عملها اليدوي، تقول "إن قطعة الريزن الواحدة تأخذ وقتاً طويلاً في تشكيلها وهو ما يجعلها مرتفعة الثمن، ولكن للأسف هناك من لا يقدر قيمة هذا الوقت والجهد".
وتنصح مريم حمداوي النساء الراغبات في إطلاق مشاريع خاصة، البحث عن أفكار جيدة والبدء في تنفيذها وعدم المماطلة والانتظار لحين التوفر على رأس مال كبير "كل شيء يبدأ صغيراً ومع الوقت يكبر".