تراجع موسم الفستق الحلبي للعام الثاني على التوالي

رغم مواجهتهن لمشاكل مناخية بالإضافة إلى نقص مياه الآبار تعمل نساء مقاطعة كوباني في شمال وشرق سوريا بجني محصول ما تبقى من أشجار الفستق.

نورشان عبدي

كوباني ـ بدأت نساء مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا بجني محاصيل أشجار الفستق الحلبي منذ بداية الشهر الجاري، مشيرات إلى أن الموسم في هذا العام أقل من العام الماضي.

مع بداية شهر آب/أغسطس، بدأ أهالي مقاطعة كوباني بجني محصول الفستق الحلبي وسيستمرون بذلك حتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر.

تزيد أعداد أشجار الفستق الحلبي في مقاطعة كوباني عن 600 ألف شجرة مزروعة على مساحة تقدر بـ 3500 هكتار، وتحتل قريتي جبنة وخرخوري غربي مقاطعة كوباني المرتبة الأولى في زراعة أشجار الفستق من حيث الجودة، كما وتوجد أشجار في القرية تجاوزت أعمارها الـ 70 عاماً، والوارد الاقتصادي منها يحتل المرتبة الأولى بكونه يعطي انتاجاً جيداً وبأسعار مناسبة.

وتشتهر قرية جبنة الواقعة غربي مقاطعة كوباني بإقليم الفرات بزراعة أشجار الفستق وتقول حني درويش (70) عاماً التي تملك ستة ألف شجرة "لا توجد عائلة في قريتنا لا تمتلك أشجار الفستق، لكن منذ عاميين قل موسم الفستق في مزرعتنا جراء حرارة الطقس التي أثرت على الأشجار". وأضافت "أعتني بأشجار الفستق كما أعتني بأحد أفراد أسرتي".

وأضافت "في كل عام نبدأ بجني المحصول وهناك من يجني موسمه مبكراً عندما يكون الفستق أخضر، كونه مرغوب ويفضله أصحاب المعامل مثل الحلويات والمثلجات"، لافتةً إلى أنه "يجب الاعتناء بأشجار الفستق طيلة أشهر السنة ففي الشتاء نقوم بسقايتها ومن ثم ننظف بقايا الأعشاب التي تعيق نمو الأشجار ونعمل على تقليمها أيضاً مرة كل عام، وعندما ينضج الفستق نرشه بالمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية والمقوية لكي تنضج بشكل جيد".

وتابعت "لأن قريتنا تشتهر بالفستق نعمل كل عام على افتتاح مزاد لبيع وشراء الفستق من جميع القرى المجاورة، وتتعاون النساء في القرية مع بعضهن البعض لجني الموسم، لكيلا نحتاج للأيادي العاملة، وبعد الانتهاء من الحصاد نوزع بعضاً من الفستق على المعارف والأقرباء".

ومن جهتها قالت نايلة محمد (45) عاماً "مساحة أرضنا 8 هكتار تبلغ عمر أشجارنا 40 عاماً"، مبينةً "لدي ارتباط خاص بالطبيعة لذلك أرغب بالعناية بأشجاري بنفسي، ويعود ذلك لارتباط المرأة بالأرض، وأيضاً لأن النساء تستطعن تحمل العمل الشاق لذلك فكل العاملين في الأرض هم نساء".

 

"نقص المياه يخلق عوائق أمام المزارعين"

ومن قرية خرخوري غربي مقاطعة كوباني قالت عائشة مصطفى (45) عاماً التي تملك 3 هكتار من أشجار الفستق أن عمر أشجارها يصل لـ 50 عاماً "هنالك تراجع كبير في موسم الفستق في هذا العالم من المفترض أن يكون هذا الموسم أفضل من العام الماضي ولكن أثرت الأوضاع الجوية والعواصف ونقص المياه بشكل سلبي على أشجارنا وتساقطت حبات الفستق قبل نضوجها"، موضحةً أن جميع الأشجار تأثرت بذلك وليس فقط الفستق الحلبي.

وأكدت على أنه "نواجه عوائق في ري الأشجار لأننا نشتري المياه لهذا الغرض كما أن الآبار جفت في القرية فشجرة الفستق تحتاج للمياه كثيراً لكي تنضج بشكل جيد وتكون حباتها مكتملة وناضجة".