تعمل في محل لبيع الدجاج لإعالة أسرتها
لم تسمح زهية التركي لأي مصاعب أن تمنعها من مساندة عائلتها، وعملت دوماً على تحدي الانتقادات التي واجهتها لتعيل أسرتها
زينب خليف
دير الزور ـ .
تظهر في بلدة هجين بريف دير الزور الشرقي بشمال وشرق سوريا مشاهد عديدة لظروف الحياة الصعبة التي خلفتها الحرب وخاصة على النساء، حيث أصبحت المرأة الأب والأم والمعيل لأطفالها.
زهية التركي (40) عاماً لديها خمس أطفال وتسكن هي وعائلتها في بيتهم المدمر والذي لم يبقى منه إلا الجدران المتداعية. وتعمل في محلها منذ سبع سنوات تقريباً، تقف منذ ساعات الصباح الأولى وحتى ساعات متأخرة من الليل في محل لبيع الدجاج. وتقول إن الناس لم يعتادوا على مشاهدة امرأة تعمل في هذه المهنة.
وتؤكد وهي تعمل في محلها الذي لم يبقى منه إلا بعض الأعمدة وسقف قابل للسقوط، أنها لا تلقي بالاً لهذه الانتقادات "لا تهمني نظرة المجتمع فأنا أعمل لكي أعيل أسرتي ولكي أؤمن لأطفالي لقمة العيش، ومستقبلاً جيداً". مبينةً أن لا معيل لأطفالها "أعمل لأقدم لأطفالي ما يطلبونه مني".
وتبدأ عملها في ساعات الصباح الباكرة "أنهي أعمالي في المنزل وأقوم بواجبي تجاه أطفالي ثم أتوجه إلى المحل"، مبينةً أن "الجميع يستغرب وجودنا في هذا المكان الشبه مهدم، كذلك عملي في هذه المهنة المتعبة وذات المردود القليل مقارنة بالجهد الذي يتطلبه الوقوف على الأقدام لساعات طويلة في تنظيف الدجاج وتقطيعه وبيعه"، مشيرةً إلى أن "لقمة العيش لا تأتي بسهولة".
إعالة الأسرة هي أهم الأسباب التي تدفعها للعمل لكنها أيضاً مقتنعة بأن على المرأة العمل لتكون عنصراً فاعلاً ومنتجاً في المجتمع.
وتستذكر زهية التركي فترة سيطرة داعش على المنطقة والانتهاكات التي تعرضت لها على يد المرتزقة "تعرضت للضرب المبرح والكلام القاسي من قبل مرتزقة داعش، كانوا يقولون لي أنه لا يجوز لي العمل والاختلاط بالرجال والتحدث معهم فصوتي كما يقولون عورة، وقاموا بإغلاق محلي لأني لا اتبع تعليماتهم".
وأضافت "رغم المعاملة التي كان داعش يعاملني بيها تحملت كل شيء الضرب والشتم وحتى السجن، وأثبت أن المرأة لا تهزم".
وفي ختام حديثها أكدت أن "مشقة العمل في سبيل رؤية ابتسامة أطفالي عند عودتي إلى المنزل وأنا أحمل ما طلبوه مني تنسيني كل التعب وكأنه لم يكن".