ثقافة البازار تراث يخفف العبء على نساء عفرين

ثقافة السوق الشعبي الذي يسمى البازار تتعدد فيه المنتجات والأصناف ويعتبر أقل تكلفة من المحلات والأسواق التجارية الأخرى لينتظره الأهالي حسب يومهم في الأسبوع.

فيدان عبد الله

الشهباء - حافظ أهالي مدينة عفرين المحتلة بشمال وشرق سوريا على ثقافة تنظيم البازارات المتنقلة بين ناحية وأخرى حتى بعد تهجيرهم صوب الشهباء وهذا ما يساهم في تخفيف العبء على الأهالي وسهولة تأمين مستلزماتهم ويفتح المجال لتسويق منتجاتهم.

يعرف أن مصطلح البازار نشأ من اللغة الفارسية، ومع مرور الوقت انتشر استخدامه في الكثير من بلدان الشرق الأوسط والعالم، ويعود تاريخ وجود البازارات إلى حوالي 3000 قبل الميلاد، وطورت في البداية خارج أسوار المدينة وعندما أصبحت البلدات والمدن أكثر ازدحاماً بالسكان انتقلت هذه البازارات إلى وسط المدينة وتطورت في نمط خطي على طول الشوارع الممتدة من بوابة مدينة إلى بوابة أخرى.

 

ثقافة البازار من نواحي عفرين إلى الشهباء

يقال إن هذه الأسواق والبازارات الشعبية شكلت شبكة من المراكز التجارية التي سمحت بتبادل المنتجات، فمنذ سنوات طويلة تحافظ نساء عفرين على هذه الثقافة، وحتى قبل 5 سنوات من اليوم كن تنظمن الأسواق الشعبية على مدار الأسبوع كل يوم الى المناطق مثل شرا، وشيه، وراجو، وشيراوا، وموباتا، وجندريسه ومركز مدينة عفرين، فيما يعرضن من خلال هذه الأسواق الكثير من المنتجات الغذائية المتنوعة، والألبسة والأحذية، والمنظفات، والأدوات المنزلية، والكهربائية، بالإضافة لتصليح الكثير من الأدوات بتواجد أصحاب الخبرات فيها، وغيرها من الاحتياجات.  

مع تهجير أهالي عفرين صوب مقاطعة الشهباء منذ 5 سنوات حافظ الأهالي على هذه الثقافة وعاودوا تنظيم هذه البازارات الشعبية على مستوى النواحي في المقاطعة وذلك وفق نظام أن كل يوم من الأسبوع مخصص لتجمع البازار في ناحيةٍ ما من "أحرص، تل رفعت، بابنس، ديرجمال، أحداث، فافين، أم الحوش".

 

الحفاظ على هذه الثقافة

لتسليط الضوء على هذه الثقافة وكيفية حفاظ النساء عليها وما تقدمنه من فوائد للأهالي قالت معزز حنان والتي تبيع على بسطتها العديد من المنتجات أنها كانت تعمل في هذا المجال في عفرين وخاصةً في بازار ناحية جندريسه مسقط رأسها.

وأشارت إلى أنها هي وزوجها وحسب أيام البازار التي تنظم على مستوى المقاطعة ينطلقون من ساعات الصباح إلى مكان تجمع البسطات، ويفردون ما يتوفر لديهم من منتجات ومستلزمات متنوعة على بسطتهم.

وبينت أن هذا النوع من الأسواق الشعبية والبسطة مصدر رزقهم لتأمين لقمة العيش "هذا النوع من العمل يتطلب الكثير من الجهد ويحمل معه الكثير من المتاعب بالتنقل من مكان إلى آخر إلا أنه جزء من ثقافتنا وتراثنا الشعبي الأصيل والقديم وحفاظنا عليه والاستمرار به يساهم في الحفاظ على وجودنا وتراثنا".

وعن المزيد من إيجابيات وما تقدمه الأسواق الشعبية للأهالي قالت ذكية محمد "يساعد تجول البازار في النواحي والقرى بمساندة الأهالي ومساعدة النساء في العمل وتأمين احتياجاتهن بشكل أسرع وأسعار أقل تكلفة من بيعها في المحلات التجارية".

من جانبها قالت فاطمة حسين البالغة من العمر 70 عاماً أنها كانت كل يوم من الأسبوع تقصد بازارات متعددة بنواحي مقاطعة عفرين وتبيع ما تملكه من منتجات وأطعمة طازجة وطبيعية مصنوعة بيدها وأضافت "كانت هذه الأسواق في عفرين أكثر شعبية وتنوع حيث أن كل امرأة تملك منتجات كالألبان والأجبان من مواشيها، والفاكهة المجففة وغيرها الكثير من المنتجات المصنوعة في المنزل ويبعنها في البازار ليستفدن ويفدن الأهالي منها".