تحديات كبيرة تواجه عمل المرأة في إدلب

تواجه النساء في إدلب الكثير من التحديات التي تواجههن في سبيل إنجاز عملهن، أولها قيود العادات والتقاليد ونهايتها سلطة الأمر الواقع التي تقيد تحركاتهن وتمعن في زيادة الأعباء الملقاة على كواهلهن المثقلة

سهير الإدلبي
إدلب ـ .
تقول ريم المحمد (٣٢) عاماً وهي نازحة من بلدة حزارين ومقيمة في مدينة إدلب، أنها اجتهدت لإيجاد عمل تساعد به زوجها وعائلتها الفقيرة مادياً، في نفقات المنزل التي فاقت قدرتهم على تحملها مع قلة فرص العمل بعد نزوحهم وزيادة المصاريف وسط الغلاء الذي راح يحول دون تأمينهم الكثير من الاحتياجات الأساسية.
وتواجه ريم المحمد صعوبة الوصول إلى عملها في بيع الألبسة الجاهزة بسوق مدينة إدلب، ما يعرضها لخصم الراتب نهاية الشهر، عدا عن عدم وجود تأمين مرض أو أمومة، إضافةً للتأخر في الحصول على الراتب الشهري من قبل صاحب العمل.
من جهتها تواجه سناء الحمدان (٢٥) عاماً وهي نازحة من بلدة حاس ومقيمة في مدينة سلقين، مشكلة تأمين أبنائها الثلاثة الصغار ريثما تعود من دوامها اليومي بمركز التمكين النسائي، فلا توجد حضانة في مكان عملها ولا مكان آمن تضع أبنائها فيه، ما يضطرها لوضعهم عند جارتها أو أقربائها.
ولسارة الريان (٢٢) عاماً، معاناة أخرى حالت دون استمرارها بعملها وهي بعد مكان عملها عن مكان إقامتها وعدم توافر المواصلات، ما يضطرها للمشي مسافات بعيدة وتعرضها للتحرش والمضايقات ما دفع أهلها لمنعها من الذهاب لعملها كممرضة في إحدى المشافي على الرغم من حاجتها للعمل.
في حين تشكو رائدة الإسماعيل تدخل "هيئة تحرير الشام" المدعومة من تركيا، بعملها في إحدى مراكز التدريب بين الحين والآخر، حيث يتعرض المركز للمداهمة من قبلهم بذريعة "التجاوزات والاختلاط" الذي تعتبره محرماً وممنوعاً ويعرض الموظفين للمسائلة والفضيحة أيضاً. 
وتذكر رائدة الإسماعيل إحدى الحوادث أواخر عام ٢٠١٩ حين داهمت عناصر "هيئة تحرير الشام" مركزهم الكائن في مدينة إدلب بسبب بعض التدريبات المختلطة كالمراقبة والتقييم وإدارة الحالة وغيرها، فكان أن اصطحبوا كل من في المركز لمقراتهم واجبروهم على كتابة تعهد بعدم تكرار الأمر وهو ما أثر على عمل المركز بشكل كبير بعد أن قل مرتاديه من المتدربين.
لم تقف التحديات التي تواجه المرأة في إدلب عند هذا الحد وإنما تعدتها لمواجهة النساء العوامل الأمنية والقصف والتهجير من مكان لآخر وعدم توفر الأمان والاستقرار ويضاف إلى كل ذلك عدم المساواة بين المرأة والرجل في الأجور والميزات والمناصب.
المعلمة سهيلة مروان (٣٥) عاماً، تنتقد عدم تكافؤ الفرص بين النساء والرجال في القطاعات المختلفة لا سيما القطاع التعليمي وتقول "ترشحت عشرات المعلمات لمناصب التوجيه التعليمي لنفاجئ بعدم وجود أي اسم لمعلمة في التوجيه وجميع المعينين هم من المعلمين الذكور" وتتساءل "لما لا يحق لنا الوصول للمناصب الإدارية والقيادية في المجتمع رغم أن مؤهلاتنا لا تقل عن خبرات ومؤهلات الرجال".
ورغم أن العديد من الإحصائيات والأبحاث أثبتت تفوق المرأة على الرجل في كثير من الوظائف والمجالات، وكل ما قدمته وتقدمه المرأة في إدلب من تضحيات وصمود واكتساب مهارات وتفاني في عملها في سبيل أن تنجح وتثبت ذاتها وتعيل أسرتها، لا تزال تواجه كافة أشكال التمييز وحصر عملها ببعض المهام النمطية التي تحد من تقدمها وإبداعها.