"تذكار" معرض للمشغولات اليدوية يضم عشرات المشاريع الريادية

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، استطاعت ديما شعشاعة صاحبة مشروع "تذكار" أن تحقق حلمها بافتتاح مشروع خاص بها من خلال إنشاء متجر لمختلف أنواع الهدايا التذكارية بالمشغولات اليدوية.

رفيف اسليم

غزة ـ يستطيع المتجول في متجر "تذكار" أن يجد كل ما يحتاجه من الهدايا التذكارية في مكان واحد، فهناك المشغولات اليدوية وفن النقطة واللوحات والصور المطبوعة بجودة عالية، بالإضافة إلى العرائس المصنوعة من القماش، ومنتجات يدوية أخرى لا يتسع المجال للحديث عنها.

لمعت فكرة مشروع "تذكار" في ذهن ديما شعشاعة في عام 2009 عندما كانت ترسم على الزجاج ومن ثم تلونه، فحسب ما حدثتنا كان حلمها إنشاء متجر لمختلف أنواع الهدايا التذكارية، لكنها اختارت البدء بالرسم على الزجاج لأنه لم يكن هناك أحد قد تخصص بذلك النوع من المشغولات اليدوية، وبالفعل كان منتج غريب إلا أنه لاقى استحسان من قبل الكثيرين خاصة السياح.

ومن خلال مبلغ قليل من المال استطاع مشروع "تذكار" الانطلاق، فتقول ديما شعشاعة إنها كانت ترغب بعرض عدد محدود من المنتجات فقط لترى مدى تقبل المستهلك لها لتحديد إذا ما كانت ستكمل أم لا، وبالفعل نفذت الكمية كاملة، لافتةً إلى أنها خلال الخطوات التالية بدأت بإعداد دراسة جدوى للمشروع، والهيكل المالي والإداري مستفيدة من خبرات العديد من المدربين بعد تلقيها عدة دورات في المجال كي تسير الأمور وفق ما خطط لها.

وأوضحت أن تطور المشروع كان سريع وأصبح بإمكانها إنتاج عشرات القطع التي سرعان ما يتم بيعها، وتم تسويق منتجاتها اليدوية من خلال زاويا بأحد فنادق غزة، مضيفةً أنها أصبحت تضع منتجاتها في نقاط بيع عدة في القطاع، لكنها اكتشفت أن الأمر لن يجدي نفعاً وعليها افتتاح متجرها الخاص.

وفي بداية الأمر اتخذت ديما شعشاعة من شقة سكنية في القطاع مقراً لها، لكنها اكتشفت أن المشكلة لم تحل وأن عليها إيجاد مقر على الطريق العام يستطيع الزبون أن يصل له بسهولة، وهذا ما نفذته بالفعل، لافتةً أنها عندما استقرت في موقعها الجديد بدأت تستقطب مشاريع البيع عبر الانترنت لتعرض منتجاتها داخل معرضها، فجمعت ما يقارب 25 مشروع خاص بالمشغولات اليدوية في مكان واحد.

واكتشفت خلال تواصلها مع تلك الفتيات الرياديات أن أصحاب الحرف اليدوية ليس بالضرورة أن يكونوا خريجين كلية الفنون، فهناك رفيدا القيسي مدرسة رياضيات لكنها وجدت شغفها بامتهان فن النقطة، وهناك مشاريع تحوي أكثر من تخصص كإبرة وخيط الذي تملكه أماني الشرقاوي المختصة بتصميم الملابس والتطريز الفلاحي.

وتستكمل ديما شعشاعة سلسة المشاريع السابقة كالطباعة على الورق، وإنتاج المذكرات الورقية المميزة التي تعبر عن شخصية مالكها، بالإضافة إلى جميع أنواع الإكسسوار، وفواصل الكتب المطرزة، ورسم اللوحات الذي تختص به فرح الحلو وهي طفلة بدأت العمل مع "تذكار" منذ أن كانت في المرحلة الإعدادية، والآن هي طالبة في كلية الهندسة، معبرةً عن فرحتها حين ترى نجاح مشروع "تذكار" خاصةً على مدار تلك السنوات.

وأوضحت ديما شعشاعة أن في مشروع "تذكار" لا يتنافس الفتيات على صنع ذات المنتج فمن تقدم الفكرة لها حق الأولوية بالعمل عليها، وترفض الأفكار البقية المشابهة كي لا يتوقف الإقبال على منتج معين، لافتةً أنها تسعى كذلك لضبط الأسعار كي تكون في متناول الزبون.

وتحاول استقطاب تمويل لمشروعها لكن غالبية محاولاتها تبوء بالفشل لذلك أصبحت معتمدة بشكل كلي على التمويل الفردي، كما تسعى جادة للمشاركة في المعارض خارج قطاع غزة كي يرى العالم المنتجات اليدوية الفلسطينية، مشيرةً إلى أنها توصل تلك المشغولات لجميع دول العالم من خلال نقاط بيع متفق عليها.

أما عن هامش الربح فهو بسيط جداً ويكاد لا يذكر، فتقول ديما شعشاعة أنها مستمرة بالمشروع لتدعم غيرها من الفتيات، ولتستمر بمحاولاتها كي تنقل مشروعها لمرحلة أفضل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، مضيفةً أنها دوماً ما تحاول التسويق لمشروعها من خلال صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمعارض المحلية ليبقى "تذكار" يحفر ذكريات جميلة في ذهن زبائنه.