سوسن بالشيخ: التمكين الاقتصادي للنساء طريق لمجابهة الفقر الذي مسهنَّ
يعتبر تمكين المرأة اقتصادياً عاملاً ضرورياً لتستفيد من حقوقها وتحقيق مبدأ المساواة مع الرجل، لكن فرص التمكين بقيت ضعيفة في تونس خاصة مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد منذ سنوات
زهور المشرقي
تونس - .
في إطار معاضدة جهود الدولة التونسية لتحقيق التمكين وخلق فرص عمل للنساء خاصة غير الحاملات لمؤهلات دراسية جامعية، تعتزم معتمدية "باب سويقة" بالعاصمة تونس تنظيم دورة تكوينية اليوم الاثنين 15 تشرين الثاني/نوفمبر لعشرين حرفية في مجالات متنوعة.
وكالتنا، التقت معتمدة منطقة باب سويقة، سوسن بالشيخ التي أفادت أن المعتمدية تعمل مع شركائها في المندوبية الجهوية لوزارة السياحة والصناعات التقليدية والتكوين المهني والتشغيل على تمكين النساء اقتصادياً عبر مشروع تكوين في مجال الصناعات التقليدية، موضحةً أن المشروع يستهدف خلق فرص عمل لتحصيل مورد متجدد للرزق والحياة الكريمة.
وأشارت إلى أن المعتمدية لن تعوّض دور وزارة الأسرة والمرأة ولا دور وزارة التشغيل والتكوين المهني، بل ستساهم في مزيد من تكريس برامج الدولة في هذا الإطار.
وتابعت "حاولنا بإمكانيات بسيطة وبفكرة غير مكلفة مادياً تكوين النساء حرفيّاً، خاصة أن لدينا فضاءً مناسباً لهذا الغرض، فقمنا بتهيئته ووضعه على ذمة معلمات متمرسات لتكوين أخريات في مجالات مرتبطة بالصناعات التقليدية، بالتشارك مع جمعية 'هن' وجمعية 'نساء تونس الحديثة' وجمعية 'آدام'، وقد بلغ عدد المنضمات 20 امرأة وشابة والعدد مرجّح للارتفاع، وسيتم تقسيم النساء ضمن فرق لتكوينهن في اختصاصات لا تتطلب لوجستياً إمكانيات كبيرة كصناعة الإكسسوار والرسم على محامل مختلفة كالحرير والخشب والتزويق بالورد وغيرها من الصناعات التي تتولى القيام بها في منزلها".
وأضافت "أسعدنا الإقبال الكبير على التسجيل لتعلم حرف تساعدهن في توفير رزق من بيوتهن"، مشيرةً إلى أن التكوين سيدوم أسبوعين وسينتهي بتكوين في التسويق الرقمي حتى يتمكنّ من بيع منتوجاتهن عبر الإنترنت بأساليب حديثة ورقمية "سننظم معرض لتحفيز المتكونة وتشجيعها".
وأكدت سوسن بالشيخ أن المتكونة ستحصل على شهادة في الكفاءة المهنية من وزارة التكوين المهني والتشغيل والتي ستخولها للحصول على قرض بنكي لتنفيذ مشروعها "نسعى إلى التخفيف من وطأة ما خلّفته جائحة كوفيد 19، والتغلب على تداعياتها".
وأكدت محدثتنا أن "بصنعة اليدين نحارب الفقر، ويرتكز مشروعنا على التطوع حيث توجهنا إلى شركائنا في المجتمع المدني الفاعل في مجال الدفاع عن حقوق النساء وتمكينهن اقتصادياً، لجلب بعض المتطوعات للتكوين والأغلبية، ودورنا هو التنسيق فقط في إطار معاضدة جهود تمكين النساء اقتصادياً، وقمنا بتجنيد شركائنا في إطار مقاربة تشاركية لهدف نبيل".
واختتمت بالقول "نسعى للتنسيق لتوفير المواد الأولية بعزيمة وإرادة فولاذية، ونعول على مواظبة المتدربة لاكتساب مهارة والتخلي عن عقلية الاتكال".
بدورها تؤكد إيمان الشريف رئيسة جمعية "هنّ" النسوية، وهي شريكة في هذا المشروع، في حديث مع وكالتنا، على أهمية العمل والتنسيق بين مختلف الأطراف لتمكين النساء اقتصادياً عبر خلق فرص عمل لتحفيزهنَّ وإخراجهن من دائرة الفراغ والبطالة.
وأفادت أن التمكين الاقتصادي وتحقيق الاستقلالية المادية للنساء سيمكّنان من الضغط على نسب العنف، مُرجعة تزايد هذه النسب في الفترة الأخيرة إلى افتقار بعض النساء لموارد رزق وكثرة الضغوط المادية والنفسية في العائلة بسبب الفقر والحاجة.
وذكرت أن هذا المشروع ستتم متابعته من قبل الداعمين ومعتمدية "باب سويقة" أساساً التي تبذل جهوداً كبيرة لمساعدة النساء ودعمهن، ودعت إلى مزيد من توعيه الجهات العمومية والخاصة لأهمية الارتقاء بدور النساء وإسهامهن في الحركية الإنتاجية، وعدم التعويل في توفير متطلبات الحياة فقط على الرجل.