صعوبات ومخاطر تواجه العاملات في الحصاد بإدلب

أكدت العاملات في الحصاد بإدلب على أن هناك صعوبات ومخاطر عدة تواجههن أثناء جني المحصول أبرزها انتشار العقارب والأفاعي داخل هذه المحاصيل مما يعرضهن للدغات قاتلة في بعض الأحيان.

هديل العمر

إدلب ـ تواجه العاملات في الحصاد صعوبات ومخاطر عديدة أبرزها تعرضهم للدغات العقارب والأفاعي وحوادث السير المتكررة والتي تتسبب بالعديد من الوفيات بين النساء في إدلب.

فاطمة الربيع (38) عاماً وهي نازحة من مدينة معرة النعمان ومقيمة في مخيمات مدينة سرمدا في إدلب، كادت أن تفقد حياتها إثر لدغة أفعى أثناء عملها الشاق في الحصاد، والتي تتخذها كمهنة مع قدوم موسم الحصاد في كل سنة.

وتعمل فاطمة الربيع في الأراضي الزراعية بعد وفاة زوجها الذي مات متأثراً بإصابته بفيروس كورونا منذ عامين، لإعالة أطفالها الأربعة، وسط ظروف معيشية واقتصادية صعبة، فتقول إن عملها في الأراضي الزراعية وخاصةً موسم الحصاد لا يخلوا من المخاطر، أبرزها انتشار العقارب والأفاعي داخل هذه المحاصيل، مما يعرضهن للدغات قاتلة في بعض الأحيان.

وأضافت أنها بينما كانت تقوم بعملها في جمع السنابل شعرت بألم شديد أفقدها الإحساس بأطرافها السفلية، لتدرك أنها تعرضت للدغة بعد أن شاهدت أفعى بالقرب من مكان عملها، لافتةً إلى أنه من حسن حظها كانت تعمل في أرض زراعية قريبة من أحد المشافي، ولولا ذلك "لكنت في عداد الموتى".

وأشارت إلى أنه في العام الفائت، تعرضت إحدى العاملات معها في الورشة للدغة عقرب أدت لوفاتها بسبب تأخر عملية إسعافها وانتشار السم في جسمها، علماً أنها تعاني من أمراض مزمنة ومنها الضغط والسكري، موضحةً أنها تتقاضى مبالغ زهيدة لساعات عمل طويلة، لا يمكنها من إعالة أطفالها، لكنه يبقى أفضل من "لا شيء" على حد وصفها.

لم تكن راميا الدالي (36) عاماً وهي نازحة من الغوطة الشرقية بريف دمشق ومقيمة في مخيمات دير حسان الحدودية في إدلب أفضل حالاً من سابقتها حين أصيبت إصابة بالغة كادت أن تودي بحياتها إثر حادث سير تعرضت له برفقة عشرة عاملات أخريات أثناء ذهابهن للعمل في الحصاد، منتصف الشهر الماضي.

وقالت إن السيارة التي كانت تقلهم انزلقت عن مسارها فجأة على طريق جسر الشغور بريف إدلب، ما أدى لانقلاب السيارة على جانب الطريق، وإصابتها بكسور خطرة في قدمها اليسرى تسببت لها بإعاقة دائمة، وصعوبة في الحركة والتنقل.

وعن لحظات إصابتها، فتقول "لم أشعر بإصابتي في بداية الأمر، صراخ النساء وأنات المصابات هي أكثر ما سمعت ورأيت، الجو كان مغبراً، توفيت إحدى العاملات التي كانت بجانبي على الفور"، مضيفةً أنها فقدت الوعي ووجدت نفسها في المستشفى والأسياخ المعدنية في قدمها، حيث تلقت خبر إعاقتها في عدم قدرتها على المشي بشكل طبيعي مجدداً.

"لقمة مغمسة بالدم" تقول راميا الدالي أنها كانت مجبرة على العمل، بمبالغ قليلة، لإعالة والديها المسنيّن اللذين لم يتبقى لهم سواها بعد أن توفي شقيقيها بغارة جوية قبل نزوحهم من الغوطة الشرقية.

وفي العام الماضي، توفيت امرأتان وأصيب تسعة آخرون بينهم ثمانية نساء، بسبب انحراف سيارة كانوا يستقلونها خلال ذهابهم إلى العمل في حصاد المحاصيل الزراعية في إدلب.

ورغم المخاطر المحاطة لا تتوانى الكثير من النازحات للعمل ضمن ظروف معقدة لمواجهة الفقر المدقع الذي يسود حياتهن في مخيمات النزوح، إذ وصلت معدلات الفقر في إدلب إلى مستويات قياسية تجاوزت الـ 90%، بحسب إحصائيات فريق "منسقو الاستجابة في سوريا".