"صناعة الشمع" مشروع اقتصادي لتحقيق الاكتفاء الذاتي
تمزج ضحى أبو الروس بين دراستها وهوايتها لتفتتح مشروعها الخاص فيها لاستثمار الوقت وتطوير مهاراتها وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
نغم كراجة
غزة ـ في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في قطاع غزة، تصنع الشابة ضحى أبو الروس البالغة من العمر 23 عاماً شموع ملونة ذات أحجام متعددة وروائح مختلفة، لتفتتح متجرها الخاص بصناعة الشمع.
حول فكرة صناعة الشموع قالت ضحى أبو الروس إن فكرة المشروع جاءت بمحض الصدفة عندما كانت تتصفح عبر الإنترنت فأعجبت بفكرة مقطع فيديو حول كيفية صناعة أشكال من الشموع، ومن ثم قررت تجربة صناعة أول شمعة ولم يكن بهدف مادي. نجحت الفكرة ونالت إعجاب عائلتها وصديقاتها مما دعاهم إلى اقتراح إنشاء متجر متخصص بصناعة الشموع وتسويق المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وافتتحت متجرها الخاص بصناعة الشمع تحت اسم "شموع ضحى" عام 2020 وبدأت بعرض منتجاتها وتزيينها بطرق تجذب عين المشاهد عبر صفحتها، مضيفةً أن أسعار الشمع مناسبة للجميع في ظل الأوضاع الراهنة.
وعن آلية تصنيع الشمع أوضحت ضحى أبو الروس أنه "في البداية نبدأ بتكسير القوالب ووضعها في حمام مائي على الغاز، أما الخطوة الثانية هي تسييح المواد الخام، ومن ثم إضافة اللون والرائحة المطلوبة وصولاً إلى المرحلة الأخيرة التي تكمن في سكب المادة في القالب المراد تشكيل الشمع حسب الطلب"، منوهة إلى ضرورة تعريض القوالب للبخار حتى لا يحدث تفريغ هوائي أو تشققات.
وأوضحت أنه ليس من الغريب أن نجد الفتيات تعملن في غير تخصصهن الدراسي في سبيل تحقيق أهدافهن وإيجاد مصدر دخل يساعدهن في تلبية احتياجاتهن الأساسية "عبرت مجال العمل الحر وأنا لا أزال استكمل دراستي الجامعية فلا يوجد سبب يمنع الفرد أن يعمل ويدرس في نفس الوقت، كذلك ليس هناك معضلة في أن نبدع في مجال آخر بعيداً عن التخصص. عملت على المزج ما بين تخصصي في مجال هندسة الديكور وهوايتي".
كما تشجع ضحى أبو الروس الفتيات على العمل بجانب الدراسة فهذا يساعد على إبراز شخصياتهن وتعزيز ثقتهن بأنفسهن، إضافة إلى خلق مصدر دخل يحقق مردود مادي ويساهم في استثمار أوقات الفراغ وتطوير قدراتهن ومهاراتهن "النساء هن أصل الإنتاج والإبداع وتفاصيل الجمال، لأنهن استطعن أن تتركن بصمتهن في كافة المجالات".
وأوضحت أنها تهوى الفنون والحرف اليدوية فقد افتتحت مشروع تصميم المجسمات على السيراميك بأشكال مختلفة، وشاركت في العديد من المعارض من بينها معرض مرايا فلسطينية عام 2019 ولاقت إقبال ودعم كبير على تصاميمها وأعمالها مما شجعها ذلك على افتتاح متجر يتعلق بالرسم والتخطيط لكن الفكرة لم تدوم كثيراً بل اقتطعت الطريق حتى تسلك درباً آخر ألا وهو صناعة الشموع.
ولفتت إلى أنها واجهت جملة من الانتقادات والتنمر كونها فتاة وتعمل بالنحت على الرخام والسيراميك لكنها استكملت مسيرتها وعملها دون الالتفات والاهتمام لهذه الانتقادات.
لم يكن الأمر سهلاً بل واجهت بعض الثغرات في مشروعها أولها غلاء المواد الخام وعدم توافر بعضها في القطاع نظراً لأن المشروع لم يلقى رواجاً كافياً مما يجعلها تستخدم البدائل الموجودة، كذلك صعوبة التسويق والترويج للمنتج لكنها تخطت هذا العائق بدعم الأصدقاء والمعارف من خلال نشر صفحة متجر الشمع.
وتطمح ضحى أبو الروس بانتقال المشروع من عالم التواصل الاجتماعي إلى أرض الواقع والتوسع بأشكال المنتجات وتنوعها ووصولها لأكبر فئة ممكنة من الأفراد، وتأمل أن تتوفر المواد الخام الأساسية للمشروع بحيث تقدم المنتج بالشكل المنافس والجودة الفائقة التي ترغب بها.