صناعة العقودة سبيل النساء لتأمين اقتصادهن الخاص

مع بداية ثورة روج آفا والتي عرفت بثورة المرأة تمكنت النساء في إقليم شمال وشرق سوريا من إثبات أنفسهن في كافة المجالات ومنها الاقتصادي، فعملت مجموعة من النساء بجهد لتحقيق استقلالهن الذاتي في مشروع لصناعة حلوى العقودة.

شيرين محمد

قامشلو ـ مع ساعات الصباح الباكرة تجتمع خمس نساء لصناعة الملبن والعقود في مشروع صغير لتأمين استقلالهن الاقتصادي، مؤكدات أن العمل بروح التعاون أساس النجاح.

بهية أحمد في العقد الخامس من عمرها تقطن في ناحية عامودا التابعة لمدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، أسست مشروعها الخاص منذ عشرة أعوام وجمعت النساء من حولها بهدف توفير فرص عمل لهن، من خلال العمل في صناعة حلوى العقودة وبيعها في الأسواق "العقودة حلويات محلية موروثة عن الجدات لقد ورثتها الأجيال إلى بعضها البعض"، هذا ما قالته في بداية حديثها.

وتعمل بصناعة العقودة والملبن منذ ما يقارب الـ 25 عام وتعلمت المهنة من والدتها عندما كانت صغيرة في السن "عندما بدأت بهذا المشروع كنا فقط ثلاث نساء ومع مرور الوقت لجأت العديد من النساء للعمل معنا"، مبينة أن المشروع يبدأ العمل عليه من الشهر العاشر وحتى نهاية العام.

وعن المكونات وطريقة عمل العقودة والملبن، أوضحت "تتكون هذه الحلويات من مواد أولية محلية وذات فوائد صحية وهي (الطحين، السكر، الدبس، الجوز، بالإضافة إلى توابل متنوعة منها القرفة)، في البداية نقوم بتعليق حبات الجوز على الخيط حتى تجف، وبعد ذلك يتم غمسها داخل المكونات"، مشيرة إلى أن تجهيز العقودة يتطلب عمل يوم كامل من الصباح حتى المساء.

وقالت "أحب مشروعي جداً لأنني من خلاله اعتمد على ذاتي وأقوم بمساعدة عائلتي وأولادي في تأمين مستلزماتهم لبناء اقتصاد خاص بي دون الحاجة إلى أحد"، مؤكدة أنه يجب على جميع النساء أن تعملن من أجل بناء اقتصادهن الخاص والاعتماد على أنفسهن وتأمين مستلزماتهن "فالنساء هن الكادحات وقادرات على بناء مستقبل مزهر خاصة من الناحية الاقتصادية ولكن يتطلب ذلك جهد وجسارة للمضي نحو المستقبل".

وبينت أنه "نقوم ببيع العقودة في رأس السنة لأنه موسمها وتباع بكثرة في الأسواق، كما أبيعها في المنزل أيضاً بكميات قليلة".

هدى العلي ولدت في بلدة مركدة التابعة لمدينة الحسكة في مقاطعة الجزيرة، وانتقلت إلى ناحية عامودا منذ ما يقارب الخمس سنوات، تعمل في هذا المشروع منذ أعوام، فهي تستيقظ في الصباح الباكر وتتجه إلى عملها مع صديقاتها اللواتي تعملن معها، وتقول "رغم التعب والإرهاق إلا أنه من المهم أن تعمل المرأة من أجل بناء اقتصادها الخاص".

وبينت أنها انتقلت من بلدتها من أجل تأمين مستقبلها، وهي الآن تعيش في منزل لا تتوفر فيه مستلزمات العيش "لو كان هناك عمل في بلدتي لما كنت سأنتقل".