صاحبات المشاريع الصغيرة: نحن نمر بوضع صعب لا يمكننا جلب الخبر لأطفالنا

أشارت صاحبات المشاريع الصغيرة في ديرسم بشمال كردستان أنه بسبب الأزمة الاقتصادية لم تعد أرباح العمل كافية لجلب الخبز لمنازلهن، ولفتن إلى أنهن لم تعدن تحصلن على أجور ساعات عملهن.

مدينة مامد أوغلو

ديرسم ـ تضغط الأزمة الاقتصادية المتزايدة والتكلفة المرتفعة على صغار المتداولين أكثر من غيرهم. بسبب الزيادة في الأسعار مقارنة بالسنوات السابقة، فإن الحرفيين وأصحاب المهن، الذين لم يتمكنوا من تحقيق ربح، يعودون إلى منازلهم خالين الوفاض بعد وردية عملهم. وفي إشارة إلى أنهم مروا بأشد الفترات إيلاماً في السنوات الأخيرة، دعا الحرفيين وأصحاب المهن أولئك الذين جعلوا هذا البلد غير قابل للإدارة التدخل العاجل في حالة الفقر المتزايد.

 

"لا يمكن للمتداولين تحقيق ربح"

لفتت غزال كارابوغا التي تعمل في مشروع صغير في ديرسم لمدة 20 عاماً، الانتباه إلى حقيقة أنهم لم يواجهوا هذه الصعوبة حتى أثناء الوباء. مشيرةً إلى أنهم لا يستطيعون البيع رغم وجود زبائن، وأن دخلهم لا يمكن أن يغطي نفقاتهم لأنهم لا يستطيعون البيع. موضحة أن المساومة كانت أول وضع يلجأ إليه الناس بسبب انخفاض القوة الشرائية، مرجعة السبب الأبرز في تأزم الوضع إلى مستلمي السلطة.

 

"نعمل دون أن نتقاضى رواتبنا مقابل عملنا الشاق"

حول ظروف العمل قالت غزال كارابوغا "نذهب إلى السوق من السابعة صباحاً حتى العاشرة مساءً. نقضي أيامنا وليالينا هنا. لدينا طلاب ولدينا إيجارات منازل. ليس لدينا أي مكسب، نحن نحاول فقط كسب قوت اليوم. لم يعد لدينا هدف يدعى "الادخار" لأنه لا يوجد ربح أساساً. الوحدة والتضامن والسلطة مهمة للغاية بالنسبة للمرأة. نحن نعمل دون أن نتقاضى رواتبنا مقابل عملنا الشاق. ليس هناك مكان لنصل إليه. لا نطلب الكثير، نريد فقط أن نعيش، لكن حتى هذا الطلب لا يتم تحقيقه".

 

"لا يمكننا إحضار الخبز لأطفالنا"

من جانبها قالت ديرين كوتش وهي صاحبة مشروع صغير، أن أرباحهن انخفضت بشكل كبير مقارنة بالسنوات السابقة، وأنهن لم تتمكن حتى من إحضار الخبز لأطفالهم بسبب التكلفة المتزايدة. لافتةً إلى أنه عندما يشترون منتجين، يضطررن إلى إعادة أحدهما بسبب السعر "أنا أعتني بأولادي بنفسي ولا يرتدي طفلي حذاء في قدميه. دعوهم يغادرون البلاد، اتركوهم يذهبون. دعنا نعيش قليلاً براحة في بلدنا، في جغرافيتنا".

 

"نحن نبكي دماً"

قالت ديرين كوتش "لا ينبغي أن يكون هناك فقر بعد الآن. سندخل العام 2023، لكن ما زال هناك بطالة وفقر. حتى أطفالنا لم يعودوا يتحدثون عن مستقبلهم، بل يتحدثون عن هذه الأزمة وتكلفتها. كأصحاب مهن فنحن نبكي دماً. في الماضي كانت الأسعار أرخص، كان كل شيء أفضل. الآن لا يمكننا فعل أي شيء. أصبحت الـ 300 ليرة تركية تساوي 10 ليرة تركية، أي شيء يجب علينا شرائه؟. ماذا سيفعل العاطلون عن العمل؟ نعمل لمدة ثلاثة أشهر، وبعد ثلاثة أشهر الشتاء قادم فكيف سنكسب رزقنا؟ لندع كل شيء جانباً، لا يمكننا حتى أكل الخبز بعد الآن. أنا لا أسامحهم بحقي. من حقنا أن نعيش في هذا البلد". 

 

"الوضع سيء للغاية"

بدورها ذكرت حسنية آيدن وهي أيضاً تعمل ضمن المشاريع الصغيرة، أن المبيعات كانت منخفضة جداً وأن الناس ينفقون الأموال فقط على أولوياتهم "سعر الحقيبة في يدي 200 ليرة تركية، لكن لا أحد يشتري هذه الحقيبة حتى مقابل 50 ليرة تركية. لا يمكننا العمل هنا حتى المساء بأجر الأوروبيين بالساعة هذا العام. الوضع الاقتصادي سيء للغاية. الناس لديهم أولويات مثل الأطفال والصحة والغذاء. حتى يحين وقت الحلي يريد الناس شراء أشياء أخرى".

 

https://www.youtube.com/watch?v=CIftIt92N9s