ريميال نعمة رفضت الاستسلام وأطلقت مشروعها الخاص

لم تستسلم للواقع اللبناني الصعب، فاختارت مقاومة الصعوبات من خلال إنشاء مشروع يستطيع أن يؤمن لها مدخولاً مادي

كارولين بزّي 
بيروت ـ اً.
قامت الإعلامية اللبنانية ريميال نعمة بإطلاق خط إكسسوارات مطلية بالذهب، استوحتها من خريطة لبنان وعُملته التي فقدت قيمتها أمام الدولار الأميركي. 
تقول الإعلامية اللبنانية ريميال نعمة في حوار مع وكالتنا وكالة أنباء المرأة "في لبنان نعيش ظروفاً صعبة والعديد منا فقد وظيفته، ونحن كإعلاميين وإعلاميات الذين نقدم برامج تلفزيونية تأثرنا كثيراً بانفجار مرفأ بيروت في آب/أغسطس الماضي والأوضاع السياسية السائدة فوجدنا أنفسنا عاطلين عن العمل". 
 
"كورونا والانفجار والوضع السياسي عوامل شلّت عملنا"
ريميال نعمة تقدم برنامجاً تلفزيونياً يتعلق بالسفر والاغتراب، ما جعل مهمتها صعبة في الوقت الحالي في ظل انتشار وباء كورونا والشروط المفروضة، وارتفاع تكاليف السفر التي تُحتّم على المسافر بأن يحجر نفسه لفترة معينة، بالإضافة إلى فحوصات الـ PCR التي يتوجب على كل الفريق الاعلامي الخضوع لها، "بما أن البرنامج اغترابي اضطررنا لأن نتوقف عن تصويره، وحتى بث الحلقات المصورة بسبب الأوضاع المحلية التي لا تسمح بعرضها".
وتعتبر أن انفجار مرفأ بيروت وضع اللبنانيين أمام خيارين، إما الرضوخ للواقع والاستسلام للحزن والموت أو بالثورة على الواقع "كورونا والانفجار والوضع السياسي عوامل شلّت عملنا".
 
"لا مظلة تحمي الإعلامي في لبنان"
من ناحيتها قررت ألا تستسلم، وقامت بعدد من المشاريع التي تساهم من خلالها بالترويج لمدينتها بيروت، وأنفقت على هذا المشروع الكثير من المال.
فبعد توقفها عن العمل لفترة بحثت عن مصدر دخل يساعدها، بما أن الإعلامي في لبنان لا توجد مظلة تحميه ولا راتب تقاعدي يمكن أن يحصل عليه، كما تقول آسفة، وتؤكد أن "الشكل والحضور والسن هي المعايير التي تحدد عطاء الإعلامي في لبنان". 
وتشير إلى أنها اكتسبت خبرةً في عالم الموضة من خلال عملها كمستشارة إعلامية مع عدد من مصممي الأزياء، ومن هنا وُلدت لديها فكرة الدخول إلى عالم المجوهرات، فاقترحت على أحد أصدقائها بأن يموّل لها المشروع الذي تعتبره مرتبط بصورة لبنان الجميل المحفورة في قلبها. 
 
بين الليرة والخريطة إيمان بوطن
"بدأت برسم مجموعة من التصاميم فاقترحت على صديقي تنفيذ تلك المجموعة لأنها تحتاج لميزانية ولا أملك المال الكافي لذلك، فوافق على الفور. استوحيت التصاميم من خريطة لبنان، وأعلم بأن المغتربين يحبون كل ما يرمز إلى لبنان، أما المقيمون ومع كل أزمة فيلجؤون إلى مقتنيات توحدهم".
إلى جانب الهدف المادي خلف هذا المشروع إلا أنها تؤكد بأنه أيضاً إنساني ولتعبّر من خلاله عن محبتها وإيمانها بلبنان. 
تشير إلى أن تصاميمها لم تقتصر على الخريطة بل استعانت أيضاً بالليرة اللبنانية التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، فهي كما تقول جزء جميل من ذاكرتنا وماضينا الذي كانت فيه ذات قيمة، "كنت أحتفظ بمجموعة من الليرات اللبنانية المعدنية التي لم تعد موجودة الآن وحصلت على الباقي من أخوتي وأصدقائي".
تؤكد أنها تفاجأت بنجاح مشروعها والطلب الكبير على التصاميم "أنجزت المجموعة قبل عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وفي تلك الفترة كان لبنان في مرحلة الإقفال التام، إلا أنني تلقيت طلبات تتجاوز الكمية التي أنجزتها. أغلب الذين اشتروا الإكسسوارات كانوا من أصدقائي حتى أنني قمت ببيع كمية من مجموعتي إلى أشخاص يعيشون في الخارج مثلاً في هيوستن، أوتاوا، الإمارات العربية المتحدة، السعودية، أميركا وكندا.
 
الخوف من الفشل
أطلقت على علامتها التجارية اسم "Scent of Lebanon" لأنها تعتبر أن هذه المجموعة هي من رائحة لبنان.
وأكدت على أنها كانت خائفة جداً من هذه الخطوة، "في البداية أنفقت الكثير من المال على المواد الأولية لكي أقوم بتصميم هذه المجموعة، ولم أستطع بيع أي قطعة بعد إطلاق المجموعة بفترة، لا أنكر بأنني شعرت بالحزن وكنت خائفة من احتمال الفشل في بيع المجموعة علماً أنها نالت إعجاب كل من رآها. شعرت بأن كل شيء ذهب سدىً ولكن في ذلك اليوم تحديداً بدأت تنهال عليّ الطلبات حتى قبل أن أتفق مع شركات التوصيل، ثم اجتهدت بالتسويق لمجموعتي من خلال الترويج لها عبر الانترنت والواتساب".
وتشدد ريميال نعمة على أهمية التسويق، وتلفت إلى أن أصدقاءها قدموا لها المساعدة أيضاً في عملية الترويج للمجموعة التي قامت بتصميمها وعرضها بنفسها. 
 
"لن أبقى من دون عمل وأستجدي المساعدة من أحد"
طرحت مؤخراً وبمناسبة عيد الحب الذي يصادف 14 شباط/فبراير مجموعة جديدة تجمع بين القلب والخريطة. 
أما قناع الوجه أو الكمامة التي باتت تكمل إطلالاتنا اليومية؛ وذلك بهدف الحد من انتشار وباء كورونا، فكانت من ضمن مجموعتها التي تزينت أيضاً بخريطة لبنان.
تراعي ريميال نعمة الوضع الاقتصادي لأغلب الأسر اللبنانية، وتؤكد أن سعر الكمامة وحتى الإكسسوارات تناسب أغلب الطبقات الاجتماعية، على الرغم من ارتفاع أسعار المواد الأولية بشكل جنوني.
وختمت الإعلامية ريميال نعمة حديثها بالقول "لا خيار أمامي بألا أؤمن بلبنان فأنا أحب لبنان بكل ما فيه، ومن خلال مشروعي أثبت بأننا شعب مقاوم لا يستسلم للمآسي، ولو كنت إعلامية ذلك لن يمنعني بأن أقف وأبيع منتجاتي في المعارض، ولن أقبل بأن أبقى من دون عمل وأستجدي مساعدة من هنا أو هناك".