عرق السوس علاج للعديد من الأمراض

بينت دويرية خضر التي تتدبر أمور معيشتها من استخراج جذور نبات السوس من على ضفاف نهر الخابور أن جذور السوس بالإضافة إلى مذاقها اللذيذ علاج للعديد من الأمراض.

سوركل شيخو 
الحسكةـ
السوس هو نبات شجري ينمو في أجزاء ومناطق كثيرة من سوريا ومصر وآسيا وأوروبا وهو أكثر استخداماً في آسيا وأوروبا. تُستخدم جذور نبات السوس منذ آلاف السنين كعلاج للأمراض. كما تنمو بعض الأصناف الأخرى في الولايات المتحدة الأمريكية وتستخدم جذورها في صنع الشاي. وهناك 12 لوناً لجذور السوس وتختلف في الطعم والمذاق. 
بالإضافة إلى مذاقه اللذيذ له فوائد عديدة، فهو مفيد أيضاً للصحة. حيث يستخدم لعلاج التهاب الحلق وتسكين آلام الصدر والسعال وتقوية الجهاز المناعي للإنسان، والقضاء على الآلام، كما أنه مضاد لالتهاب وتشنج القصبات. أيضاً يساعد أنسجة الجسم ويحارب الخلايا السرطانية. كما أن له دور فعال في التوازن الهرموني في جسم المرأة. ومثل أي نبات آخر له أضرار إلى جانب فوائده، وعلى سبيل المثال يمكن أن يسبب الولادة المبكرة في حالات الحمل بسبب تأثيره على الهرمونات. كما أنه ليس جيداً لصحة الأطفال.  
ومع قدوم الربيع تتجه دويرية خضر البالغة من العمر 50 عاماً إلى ضفاف نهر الخابور وتجمع جذور السوس. هي من سكان قرية أم الكيف التابعة لناحية تل تمر في مقاطعة الحسكة، لكنها نزحت بسبب اعتداءات الاحتلال التركي وتعيش الآن مع عائلتها في قرية تل نصري، لكن حيثما تكون تواصل عملها ومع حلول فصل الربيع تجمع جذور السوس. جلست دويرية خضر أمام جذور السوس التي جمعتها وأخذت تنظفها بالسكين التي في يدها وأخبرتنا عن فوائد نبات السوس. 
 
منذ عشرين عاماً تستخرج جذور السوس من تحت الأرض
قالت دويرية خضر حول فوائد نبات السوس "إن جذور السوس مفيدة جداً كما أنها علاج للأمراض. وغالباً ما تنمو على ضفاف الأنهار والجداول والمناطق التي تكثر فيها المياه. فحيث توجد المياه تنمو جذور نبتة السوس. ولجمع هذا النبات أحفر الأرض بقدر ما أستطيع، أتعب كثيراً في الحفر وأثار ذلك واضحة على يدي. فجذور السوس طويلة جداً، لذا يجب عليّ أن أحفر حتى أصل إلى نهاية تلك الجذور وبهذه الطريقة أقوم باستخراجها. والفرق بين جذو السوس وجذور الأشجار الأخرى هو لونها الأصفر. بعد أن نقوم باستخراجها وجمعها نبيعها للتجار. حيث يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد 500 ليرة سورية. منذ 20 عاماً استخرج جذور السوس من تحت الأرض وأتدبر أمور معيشتي وأعيل أطفالي بذلك. لا أستطيع العيش إذا لم أعمل". 
 
"لا يستطيع أحد إيقافي عندما يحين موعد جمع السوس"
وتسترسل دويرية خضر حديثها عن جذور السوس "يتوفر هذا النبات أكثر في فصل الشتاء، لأن التربة تمتص الماء بشكل أفضل وتصبح هي نفسها أكثر نعومة وطراوة. ولكن في أي موسم كان وحيثما ينمو نبات السوس أتبعه وأبحث عنه. وعندما يتم التحدث عن العثور على السوس في مكان ما، أتوجه فوراً إلى هناك، لقد جبت كل المناطق الواصلة بين تل تمر وزركان والحسكة وقامشلو. بعيداً عن المرض لا يمكن لأحد أن يوقف بحثي عن السوس، لأنه عملي وأنا أحبه. كثير من الناس يقومون بهذا العمل وهو موجود في كل مكان، لكن ما يميزني عنهم هو عمري. فأنا الخمسينية الوحيدة التي تقوم بمهمة استخراج نبات السوس في المنطقة. وما يجعلني سعيدة أكثر هو مساعدة أطفالي لي عند العودة إلى المنزل. فدفء قلوبهم يُنسيني التعب". 
 
"سأصنع شراب السوس"
لفتت دويرية خضر الانتباه إلى قدوم شهر رمضان حيث ينشط موسم بيع نبات السوس "مع قدوم شهر رمضان سأجرب السوس الذي جمعته هذا العام لأول مرة وأصنع شراب السوس. فبعد أن أغسل النبات وأنظفه سأقوم بتقشيره ووضعه في الماء الساخن وغليه. ومن ثم أقوم بتبريده وسكبه في إناء وأضعه في الثلاجة وبهذه الطريقة يكون قد أصبح جاهزاً للشرب. وأفضل ما في الأمر هو طعمه الحلو فلا نضيف إليه أي سكر. وبعد أن يتحول لون الجذور إلى الأبيض وتختفي كل حلاوته نقوم برميه. تاريخ هذا النبات قديم جداً ومذاقه لذيذ للغاية. يجب أن أتحرك، إذا لم أتحرك وأعمل لا أشعر بأنني على قيد الحياة. أنا امرأة قوية أعمل بلا كلل. ولست تلك المرأة التي تضع يدها على خدها وتندب حظها".