رغم قلة إنتاجه... نساء دير الزور تجنين محصول القطن
منذ الموسم الماضي بدأت مناطق شمال وشرق سوريا مرحلة تعافٍ بطيئة فيما يخص إنتاج القطن الذي تراجع بشكل كبير خلال سنوات الحرب، مما أثر على اقتصاد المنطقة والمزارعين
زينب خليف
دير الزور ـ .
خلال سنوات الحرب العشرة تحولت سوريا من دولة مصدرة لخيرات الأرض من قمح وقطن إلى بلد مستورد، لكن بعد استتباب الأمن في مناطق الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا، بدأ دعم المزارعين لإعادة عجلة الاقتصاد، متحدين قلة المياه وموسم الجفاف الذي ضرب البلاد منذ نحو 7 سنوات. وانتجت سوريا خلال الموسم الماضي 2020 نحو 120 ألف طن.
وقبل عام 2011 كانت سوريا في المرتبة الثانية بعد الهند في سوق المنتجات النسيجية القطنية العضوية، حيث شكل الإنتاج نحو 8.3 من الإنتاج العالمي، ومعظم هذا الإنتاج من مدن الحسكة والرقة ودير الزور في شمال وشرق سوريا.
بدأت نساء دير الزور بجني محصول القطن رغم التحديات المتمثلة بتدني جودة الحقول وقلة الانتاج؛ بسبب تأثيرات انخفاض منسوب مياه نهر الفرات نتيجة قطع مياهه من قبل تركيا منذ بداية العام، ولجوء الأهالي لسقاية محاصيلهم من الآبار.
تقول عمشة الرجعة من بلدة هجين "بدئنا بجني محصول القطن لهذا العام لكن الانتاج ضعيف جداً بالمقارنة مع العام الماضي نتيجة انخفاض منسوب مياه نهر الفرات".
وأضافت "القطن من المواسم المهمة التي نتقيد بها في حياتنا والتي نعمل على زراعتها بالرغم من الصعوبات التي نواجهها؛ بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والمشقات التي تقع على عاتقنا اثناء جنيها تحت أشعة الشمس، وبداية هطول الأمطار".
ورغم مشقة العمل على النساء إلا أن العائلات لا تحصل على الوارد الذي تطمح اليه "أدى ارتفاع أسعار البذار والسماد والوقود وكذلك اليد العاملة إلى تناقص أرباح المزارعين"، مضيفةً "أثر انقطاع مياه الري بشكل كبير على الإنتاج الزراعي بدير الزور، مما انعكس سلباً على محاصيل عدة وليس فقط القطن".
نورا العلي التي تعمل أيضاً على جني محصول القطن قالت إن تدني جودة القطن يعود للاقتصاد في ري الأراضي نتيجة حبس تركيا لمياه نهر الفرات واللجوء للآبار الارتوازية التي ضاعفت التعب والتكاليف عليهم "لم نستفد أي شيء بسبب سقاية المحصول من المياه المالحة التي أدت إلى ضرر كبير على المحصول".
حسنة العلي قالت إنهم بدأوا بقطاف القطن منذ بداية أيلول/سبتمبر الجاري "سنستمر بالعمل طيلة شهرين"، مبينةً أن العديد من التحديات تواجههم "تواجهنا تحديات، فعلينا سقاية الحقول كل عدة أيام، ورش الأسمدة والأدوية لمحاربة الآفات التي من الممكن أن تصيبه".
فيما قالت تركية العبد اللطيف أن مساحة الأرض التي تعمل بها تبلغ 10 دونم، وعدا عن الاستفادة من بيع القطن الذي يستخدم في العديد من الصناعات يستخدمون نبتته بعد أن تجف للتدفئة شتاءً وإيقاد النار لصنع خبز التنور.
من جهتها قالت الرئاسة المشتركة لمديرية الزراعة في هجين آمنه السالم "بدأ الموسم الصيفي مع صعوبات عدة منها انخفاض مستوى منسوب مياه نهر الفرات الذي أدى إلى تردي عمل الجمعيات المختصة، والتي توقفت عدة مرات مما زاد الأمر سوءاً".
أما بالنسبة للموسم الصيفي العام الماضي فقد تم دعمه من قبل المنظمات والحديث لـ آمنة السالم "قدمت المنظمات أدوية وأسمدة لدعم المزارع بكل الطرق الممكنة حيث كان الموسم ناجح مقارنة بالموسم هذا العام".
واختتمت بالتأكيد على أن الإدارة الذاتية قامت بتحديد سعر القطن من المزارعين بأسعار مناسبة حيث وصل سعر الكيلو لـ 2500 ليرة سورية، حيث تقوم مديرية الزراعة في الإدارة الذاتية بمنح ورقة منشأ لتحميل القطن إلى مراكز تجمع لعدم استغلال التجار للمزارعين.