"رابطة إدلب الخضراء" تعزز مشاركة النساء لتحقيق نهضة اقتصادية
يعمل مركز "رابطة إدلب الخضراء" بمشاريعه المختلفة على رفع القدرات المهنية وتنمية المهارات الفكرية والتوعوية لدى النساء للمساهمة في تقوية الروابط الاجتماعية والحل السلمي.
يسرى الأحمد
الرقة ـ بمشاريع عدة ومتنوعة يسعى مركز رابطة إدلب الخضراء في مدينة الرقة بشمال وشرق سوريا، إلى تنمية المهارات الفكرية والعملية للنساء، لفتح المجال أمامهن للمشاركة في إنشاء مشاريع للنهوض بالمجتمع وتطوريه، ويتم ذلك عبر عقد جلسات حوارية وتقديم خدمات ترفيهية وتعليمية وتوعوية صحية وجسدية ونفسية، للأطفال وأسرهم.
تأسست رابطة إدلب الخضراء عام 2019 وسميت بهذا الاسم للدمج بين جميع النساء من كافة المكونات، وعن أنواع المشاريع وبرامج التدريبات وأهدافها قالت إدارية رابطة إدلب الخضراء صفاء طه "افتتحنا تدريبات فكرية لتوعية المرأة وزيادة ثقافتها الاجتماعية ومعرفتها بحقوقها ودورها البناء وتمكينها سياسياً"، مبينة أنه "من أهداف الرابطة دمج النساء المقيمات والنازحات المتضررات من النزاعات معاً تحت شعار واحد لتعزيز التماسك المجتمعي والحماية والتوعية المجتمعية للمرأة والطفل، ودعم المرأة لتعزيز دورها في عملية البناء والتغيير والمشاركة، كما نسعى إلى بناء السلام بين جميع المكونات السورية، وتعزيز العلاقات بين المجتمعات المحلية والمجتمعات المتضررة من النزاعات للمساهمة بتعزيز التماسك المجتمعي والسلم الأهلي".
وحول الصعوبات والتحديات التي واجهتهم، أشارت إلى أنه "فكرة أن تدير امرأة مشروعاً بنفسها، وتقوم بصفقات بيع وشراء والمشاركة في مختلف المناقصات، كانت أكبر عائق، فهذا النوع من العمل صنف واحتكر على الرجل فقط بنظر المجتمع، ولكن المرأة بإرادتها القوية استطاعت كسر هذه الصورة النمطية".
وأوضحت أنه "تمكنا من تقديم الدعم والمساعدة للنساء اللواتي تملكنّ مشاريع صغيرة وعملن على تنميتها، من خلال عقد جلسات حوارية وطرح القضايا والمشاكل، وكل فئة من النساء لها نمط برنامج مختلف من العمل والتدريبات والمهن وما يحتجنه من دعم نفسي أو مادي".
وبدورها قالت المسؤولة في لجنة المتابعة والتقييم والإرشاد النفسي فاطمة حلبي "فتحت تدريبات لدعم الأطفال صحياً ونفسياً من خلال جلسات بناء قدرات ومهارات، إضافة إلى جلسات ترفيهية وتعليمية للأطفال تسلط الضوء على المشاكل التي يتعرضون لها للقضاء على العنف ضدهم وحمايتهم، وركزت الجلسات على أهم طرائق التعامل مع الأطفال والاندماج المجتمعي، وكان هناك إقبال كبير من الأطفال وذويهم من النساء، لانعكاس نتائجها الإيجابية على أرض الواقع".
خضعت النساء لتدريبات تنظيمية واجتماعية كما أوضحت، وتمحورت حول برامج عدة منها ورشة الوساطة والتفاوض لتعزيز وتمكين دور النساء كوسيطات محليات في حل النزاع وطرح القضايا المجتمعية والدولية وطرق وأساليب حلها، بهدف الرفع من قدرات المتدربات في بناء السلام المجتمعي، مضيفةً أن ورشة التماسك المجتمعي عززت تقوية الروابط الاجتماعية والإصلاح المجتمعي وبناء السلم الأهلي، إضافة إلى اكتساب مهارات وأساليب الحشد والمناصرة لصناعة التغير والتأثير المجتمعي، وتعزيز دور المرأة في التنمية والمسؤولية في قيادة المجتمع وصياغة أفكارهن الإبداعية بابتكار خطط وحلول للقضايا المجتمعية والاحتياجات المجتمعية، إلى جانب تعليم النساء لمهارات تصميم المبادرات، حيث تمكنت هؤلاء النساء من الإشراف على تنفيذ عدة مشاريع تخدم المنطقة منها تأهيل الحدائق، وإنارة بعض الطرقات لبعض الأحياء".
وعن أنواع التدريبات المهنية التي تم إعطائها وأهدافها قالت المدربة في لجنة التدريبات المهنية فاطمة حلاج "تم فتح عدة أنواع من التدريبات والمهن كالتدريب على مهنة الخياطة وصالون التجميل واتقان فنون النسيج اليدوي المتنوع، إلى جانب اكتساب مهارات صنع المعجنات والحلويات المتعددة، ونتيجة الحروب التي أدت إلى انقطاع التسلسل الدراسي والتعليم عن الأطفال، تم فتح دورات محو أمية للأطفال والكبار، فنحن نسعى لتأمين فرص عمل للنساء وتشجيعهن للاعتماد على ذواتهن، حيث تمكنت النساء من اكتساب مهن وخبرات ما جعلهن قادرات اليوم على الانخراط في سوق العمل والقطاعات الخاصة".
وبدورها قالت المدربة في المجال الإلكتروني أريج القدور "ركزنا على المجال الإلكتروني، حيث تم فتح دورة تدريبية، استمرت لشهرين، تم خلالها إعطاء دروس عن أساسيات برامج الحاسوب مثل برامج الإكسل والوورد، والبور مون، استهدفنا الفتيات اللواتي لم تكملن تعليمهن بسبب الأوضاع الراهنة من أزمات وحروب، حيث تم اختيار خمسة عشر فتاة من مختلف الأعمار، لبناء قدراتهم العملية والعلمية، لتأهيلهم وإعدادهم ليتقنوا أساليب وطرق المهارات الآلية، وليتمكنوا من مواكبة تقنيات عصر الحداثة الإلكترونية المتطورة، لتقدم والرقي بالمجتمع والنهوض به، ولتتاح لهن فرصة الانخراط ضمن قطاعات العمل العامة كالمؤسسات والمراكز الخاصة".