نساء كوباني يشتكين من ضعف موسم الزيتون

باشرت نساء مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا بقطاف حبات الزيتون، مؤكدات أن قلة هطول الأمطار الخريفية هذا العام أثرت بشكل كبير على الموسم مقارنة بالموسم الماضي

نورشان عبدي  
كوباني - .
يعتمد معظم أهالي مقاطعة كوباني على الزراعة كمصدر أساسي لإعالة أسرهم وذلك لخصوبة التربة، وتحتل زراعة القمح والشعير في كوباني المرتبة الأولى، وبعدها تأتي زراعة أشجار الزيتون والفستق الحلبي واللوز في المرتبة الثانية.  
وفي الآونة الأخيرة بات غالبية أهالي كوباني يزرعون الأشجار كونها ذات إنتاج جيد وأكثر ما يستفيدون منه هو موسم الزيتون الذي يعد من الموارد الأساسية للعائلات، حيث يبلغ عدد أشجار الزيتون في المقاطعة ما يقارب مليون و635 ألف شجرة، ويبدأ الأهالي بجني هذا المحصول في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر من كل العام.
 
"الموسم جيد ولكن ليس بالقدر الكافي"  
 
 
حول جودة الموسم لهذا العام تقول آهين حسن (28) عاماً من قرية زرافك جنوبي مقاطعة كوباني "موسم هذا العام جيد ولكن ليس بالقدر الكافي بالمقارنة مع العام المنصرم، وكان الموسم سيئاً لعدد من المزارعين نتيجة الأمراض التي أصيبت بها المحاصيل وقلة الأمطار ومياه الري". 
وأضافت "في منتصف فصل الخريف كل عام نبدأ بجني محصول الزيتون، ولكن في هذا العام بدأ مبكراً بسبب قلة الأمطار التي جعلت حباته ذات لون أسود قبل أوان قطافها". وهنالك أنواع من أشجار الزيتون وهي الزيتي والمكسل، خلخالي ونافلي.
للزيتون نوعان أسود يسمى عطون والزيتون الأخضر "نقطف حبات الزيتون السوداء ومن ثم النوع الأخضر، وفي حقلنا أكثر من 300 شجرة زيتون تتراوح أعمارها ما بين الـ 15 و16 عاماً". 
تقول عن الاهتمام الذي يقدمونه للأشجار "بالتأكيد تحتاج الأشجار للاهتمام بشكل جيد من بداية الموسم حتى النهاية لكي تعطي إنتاج وفير، فمع بداية فصل الربيع نحرث الأرض حول جذور الأشجار لتجديد التربة وأيضاً يتم دعمها بالسماد الكيميائي". مضيفةً "كل مزرعة للزيتون تحتاج للسقاية من 4 إلى 5 مرات في العام، وبعد الانتهاء من الموسم تحرث الأرض مرة أخرى حول الأشجار وتقلم استعداداً للموسم الجديد".   
تحتفظ الأسر بمونتها من الزيتون من أجل فصل الشتاء "بعد قطاف حبات الزيتون نفرز العطون عن الأخضر ونرسل قسماً منه إلى المعصرة من أجل استخراج الزيت، والقسم المتبقي نقوم بتحليته بعدة طرق فلكل منطقة طريقتها الخاصة".  
تقول آهين حسن عن حفظ حبات العطون "بعد أن يكتمل نمو حبات الزيتون تترك في الأشجار ليصبح لونها أسود لتصبح العطون الذي نعرفه، ونحليها بنفس الطريقة التي يحلى بها الزيتون الأخضر أو بطرق أخرى"، مبينةً أن طريقتها تكون بـ "جرح الحبات بالسكين ووضع المياه المغلية عليها والملح وتضغط في أكياس وبعد أن تفقد الطعم المر أضيف إليها الزعتر البري والليمون، أما طريقة تحلية الزيتون فتكون بتغيير المياه بشكل مستمر بعد جرحه بالسكين". 
تحتل قرية بوبان الواقعة جنوبي المقاطعة وخرخوري الواقعة غربية المقاطعة المرتبة الأولى بعدد الأشجار وجودة الزيتون، أما قرية زافك تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد الأشجار على مستوى المقاطعة. 
 
 
ومن جانبها قالت أفين بكي (36) عاماً من قرية زرافك جنوبي المقاطعة "هنالك العديد من الصعوبات التي تواجهنا أثناء جني موسم الزيتون، فلكوننا نعيش في المدنية نستيقظ في كل صباح ونتجه للقرية لكي نجني موسمنا أنا وأولادي"، وتضيف "ليس باستطاعة جميع المزارعين جلب العمال للعمل لأن الموسم هذا العام يكفي فقط لتأمين المستلزمات المنزلية من زيت وزيتون وبيع ما تبقى للتجار". 
وأضافت "تجاوزت أعمار أشجارنا الـ 16 عاماً وهذا العام الثاني التي تنتج فيه ثمار الزيتون ولكن الموسم هذا العام ليس جيداً، وبالطبع عمر الأشجار ليس له علاقة بالجودة والإنتاج يوجد لدينا أشجار كبيرة جداً ولكنها لا تعطينا إنتاج". مبينةً سبب ضعف الموسم هذا العام "واجهتنا صعوبات كجميع المزارعين وهي قلة الأمطار وقلة مياه الري والكهرباء وهذا يعود لنقص منسوب نهر الفرات بعدما قامت تركيا بحرماننا من حصتنا بالمياه منذ بداية هذا العام".
وأكدت أن المرأة أكثر من يهتم بالزراعة والعمل بالأراضي وجميع اليد العاملة التي تعمل بجني المواسم والزراعة هن نساء "المرأة تستطيع تحمل تعب ومشقة العمل في الأراضي الزراعية أكثر من الرجل". 
للزيتون العديد من الفوائد بكونه يحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن والصوديوم والبوتاسيوم وغيرها وتحتوي على مضادات أكسدة نظراً لاحتوائها على الكثير من المعادن والفيتامين.
أما لزيته فوائد عدة ومنها "تحسين صحة البشرة والشعر والأظافر ويعمل على تحسين بنية العظام ويقوي المعدة، ويساعد على تسهيل عملية الهضم".