'عندما تسوء حالتنا الصحية يتم تهديدنا بالفصل من العمل'

ذكرت سونا جبجي بأن مشكلتهم الوحيدة ليست في ارتفاع الأسعار، إنما هناك ظروف العمل القاسية، لافتةً إلى أنه "عندما تسوء حالتنا الصحية، نتعرض للمضايقات في كل مرة، ويقولون لنا بإمكانكم الاستقالة من العمل عندما تمرضون".

بيلين أوزكابتان

مركز الأخبار ـ أعلنت نقابة عمال المعادن Metal-Iş التابعة لاتحاد نقابات العمال الثوريين عن توقعاتها بشأن الزيادات والمطالب قبل عقد لقاءات اتفاقية المفاوضة الجماعية (TIS) مع اتحاد الصناعات المعدنية، مشيرةً إلى أنها طالبت بزيادة قدرها 140.5% للأشهر الستة الأولى، أما بالنسبة للأشهر الستة التالية فطالبت النقابة بزيادة الأجور بما يتناسب مع نسبة التضخم.

ورد في البيان الذي أصدرته نقابة عمال المعادن أن ظروف العمل بالنسبة للعمال تزداد سوءاً وأرباب العمل يجنون ويزدادون ثراء، وطالب بزيادة أجر الساعة لعامل المعادن، كما وأن زيادة الراتب وفق الأقدمية قد أصبحت ضرورة.

 

يتقاضون الآن الحد الأدنى للأجور

تحدثت عضوة نقابة عمال المعادن، سونا جبجي، عن انعكاس الأزمة الاقتصادية على حياتهم والصعوبات التي تواجههم في أماكن عملهم، مؤكدة أن رواتبهم فقدت معناها في مواجهة الأزمة الاقتصادية، وأن معدلات الزيادة التي تمت في الفترة السابقة قد "تبخرت" في مدة قصيرة أمام التضخم.

وأشارت إلى أن الجميع يتقاضون الآن الحد الأدنى للأجور "الأزمة الاقتصادية وكما هو المعتاد تحل على العامل، نحن في ظروف صعبة، كيلو الخضار والفواكه يبدأ من 50 ليرة وما فوق، فالأسعار بارتفاع، ولا يمكننا تحمل تكلفة أي شيء، الراتب لا يكفي حتى الإيجار الذي يبدأ من 15 ألف وهذا المبلغ أعلى من الرواتب، وإذا قمنا بذكر الفواتير وارتفاع الأسعار فإننا لا يمكننا تحمل تكلفة المعيشة".

ولفتت سونا جبجي إلى توقعاتهم من عقد لقاءات اتفاقية المفاوضة الجماعية، هو الحصول على أجر كافٍ لتأمين حياة أفضل، مبينةً أن مشكلتهم الوحيدة ليست في ارتفاع الأسعار فحسب، بل هناك ظروف العمل المشددة.

وأكدت بأنهن كنساء تواجهن صعوبات أكبر بكثير من الرجال في أماكن العمل "على الرغم من أن إذن الدورة الشهرية مقبول رسمياً، إلا أنهم يحولونه لإذن غير قابل للتطبيق على أرض الواقع، لا تقابل كل الشركات هذا الإذن بالقبول، وحتى إن أعترف بهذا الأذن فلن يقوموا بتوظيف امرأة كونها وبحسب قولهم إنها (تخفض من الإنتاج). نعم، بإمكاننا الحصول على هذا الإذن، ولكنهم ماذا لو كفوا عن توظيف العاملات بالمقابل؟".

 

"يقومون باضطهاد النساء"

وذكرت سونا جبجي أن أحد أهم المشاكل التي تواجههم هو المرض المهني، فعندما يحصلون على تقرير طبي يشير المدراء لهم إلى الباب، معبرةً عن تجربتها قائلة "نصاب بأمراض مهنية، ولكن المدراء لا يفهموننا على الإطلاق، إنهم لا يفكرون فيما تعاني منه النساء والعمال بشكل عام، كل ما يفكرون فيه هو رأس المال فحسب، إنهم يضطهدون النساء، فمثلاً تؤلمنا رقبتنا وذراعنا، ولكن لا يمكننا شرح ذلك لأرباب العمل".

وأضافت "أننا في وضع صعب جداً، فبسبب الأمراض المهنية، نضطر لزيارة الطبيب بشكل دوري وتلقي المعالجة الفيزيائية، عادة ما يرسل الطبيب المتواجد في مكان عملنا الأدوية، من الصعب أن تتلقى العلاج في الخارج، فعندما نتلقى تقرير يتخذون إجراءات بحقنا ويقولون (لقد تلقيتِ تقارير كثيرة. هذا ليس من شأننا، إنها مشكلتكِ"، ويقولون أيضاً (إذا كان لديكِ مثل هذه المشكلة، يمكنكِ الاستقالة من عملكِ)، ماذا سأفعل بعد أن أستقيل؟ كيف سأتمكن من العثور على عمل في ظل هذه الظروف؟".

وعن العمال الغير منظمين، قالت سونا جبجي "هناك صمت تام، لا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم بأي شكل من الأشكال، فعلى الأقل لدينا نقابة ونقوم بالتعبير عن أنفسنا بشكل ما، إننا لا نملك خيار آخر سوى النضال، وعلى كافة العمال أن يتفهموا الأمر جيداً"