"مصنع جمعية سيدات بدغان" مشروع تنموي لخدمة المجتمع وتمكين المرأة

شكل مصنع جمعية سيدات بدغان الخيرية نقلة نوعية لهذه الجمعية النسائية والمنطقة، حيث ساهم في تأمين المنتجات الغذائية ذات الجودة والنوعية وتصريف الإنتاج الزراعي، وذلك بالجمع بين تمكين النساء وخدمة المجتمع المحلي.

سوزان أبو سعيد    

بيروت ـ بعد أن تلقت عضوات جمعية سيدات بدغان الخيرية في محافظة جبل لبنان، تدريبات في مجال التصنيع الغذائي، بدءاً من الإنتاج إلى تأسيس وحدة إنتاجية، تمكنّ مؤخراً من افتتاح مصنع للتصنيع الغذائي.     

منذ إنشائها في قضاء عاليه بمحافظة جبل لبنان عام 2017، اقتصرت نشاطات جمعية سيدات بدغان الخيرية على فعاليات تستقطب وتجمع أفراد المجتمع في المناسبات العامة والأعياد إضافةً لتنظيم المحاضرات والندوات التوعوية المختلفة، لكن الحال تغير منذ عدة أشهر.

تقول رئيسة الجمعية لارا شيا أن لدى نساء القرية منتوجات فريدة من نوعها مثل خبز الترمس، وتحضير صحن الحمص التقليدي، لذلك انضمت عدد من النساء إلى مشروع رائدات الريف، لتعلم كيفية تأسيس مصنع والتسويق.

وأشارت إلى أن افتتاح المصنع تأخر لأن الهدف هو تأسيس مشروع ناجح "كان من المقرر تجهيز وافتتاح المصنع وهو الأول من نوعه في منطقة جرد عاليه خلال العام السابق، ولكننا آثرنا الانتقال إلى موقع جديد، يتسع لتطوير المصنع في المستقبل، لنتمكن من توسيع رقعة نشاطاته بهدف توظيف النساء بصورة دورية وتصريف الإنتاج الزراعي بصورة شاملة، وخدمة المجتمع المحلي في بلدتنا بدغان والقرى المجاورة".

وبينت أن المصنع ضمن عدة مشاريع تحت اسم "رائدات الريف" نظمتها وزارة الزراعة ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو، بهدف دعم الجمعيات التعاونية والجمعيات النسائية اللبنانية، كما قمنا بترميم المبنى، وساهم التمويل من الجهات المانحة في شراء المعدات اللازمة للتصنيع وقمنا بافتتاح المصنع صيف 2022".

ولفتت إلى أن هناك تحديات كبيرة أبرزها المبالغ الكبيرة التي يجب دفعها للاشتراك بالمعارض، وكذلك تأمين الطاقة اللازمة التي هي من أكبر العوائق التي تواجه عملهم، مشيرةً إلى أن "معظم إنتاجنا نبيعه ضمن المصنع أو بمساعدة العضوات ومن يدعمنا، وقد لاقت منتوجاتنا إقبالاً كبيراً، بسبب الجودة والنوعية والاحترافية سواء في التصنيع أو التعليب، خصوصاً وأننا نشتري المنتوجات الزراعية من المزارعين/ات المحليين ومن كافة المناطق المجاورة وصولاً إلى منطقة الشوف، وبالتالي نساهم في تفعيل العجلة الاقتصادية". لافتةً إلى أن مشروع تصنيع خبز الصاج من ضمن هذه المشاريع.

 

 

تأمين الطاقة من أبرز العوائق

وأكدت لارا شيا أن تأمين الطاقة يعد أحد أبرز العوائق التي تواجه عملهم "العوائق الأساسية أمام الإنتاج وتطويره والتوسع به هو تأمين الطاقة، حيث اضطررنا خلال الموسم إلى استئجار مولد للكهرباء وتكلفته عالية سواء للوقود أو دفع قيمة الإيجار، لذا نحاول حالياً تقديم مشروع للجهات المانحة لتجهيز المصنع بالطاقة المتجددة، خصوصاً وسط الانقطاع المستمر للكهرباء، لا سيما وأن معظم المعدات تتطلب جهد مرتفع، فلم نتمكن من استخدام الفرن الكهربائي حتى الآن، كما أثرت الأزمة الاقتصادية على كافة المجالات ومنها تسويق منتجاتنا".

 

انطلاقة قوية

من جهتها قالت عضو الجمعية سوزان فياض أن "مصنع جمعية سيدات بدغان الخيرية هو الأول من نوعه في جرد عاليه لخدمة المنطقة بأكملها ولكن الأولوية لأهل القرية، وقد بدأنا بالإنتاج هذا العام، وشاركنا بالعديد من المعارض".

 

 

أما عضو الجمعية لينا عز الدين وصفت الانطلاقة بـ "القوية للغاية"، مشيدةً بدعم أهالي القرية، "من خلال عملنا التطوعي، تمكنا من شراء المواد الأولية والتصنيع، وقد اضطررنا خلال ذروة العمل أن نعمل ضمن دوامي عمل وكل ذلك بشكل تطوعي".

 

 

وقالت عضو الجمعية سناء شيا "شكل حصولنا على منحة رائدات الريف نقلة نوعية بعد أن كنا نقوم بنشاطات مجتمعية عادية، وشكل تأسيس المصنع دافعاً لنا جميعاً".

 

 

واتفقت جنان طربيه مع ما قالته سناء شيا أن افتتاح المصنع نقلة نوعية في عمل الجمعية، مبينةً أنه "كنا نشارك وننظم المناسبات الجامعة لأهل القرية، لكن اليوم نملك المعدات المختلفة مثل العجانة والفرامة والفرن ومكبس الباذنجان ومحضرة البندورة وآلة لتعقيم العبوات وغيرها، ولا يزال ينقصنا الكثير". موضحةً أن المنتجات لا تحتوي على مواد حافظة، "نأمل أن نتمكن من التصدير للخارج".