مشروع فلسطيني ريادي بدأ من شمعة أوروبية

"بدأت فكرة مشروعي من انجذابي لشمعة أوروبية وذلك في صيف 2016، والتي تحولت لإنتاج عدة مشروعات تهتم بالعناية بالبشرة والجسم" تقول بيان حسونه صاحبة مشروع "Bayan Natural Lab".

تحرير بني صخر 
رام الله ـ
تسلسلت منتجات مشروعها من شمعة لعدة منتوجات تهتم بالعناية بالبشرة والجسم "كل المنتجات التي صنعتها تحتوي على مواد طبيعية وعضوية 100% من دون إضافات كيميائية أو مواد حافظة".
بيان فراج حسونه البالغة من العمر 32 عاماً، صيدلانية وأم لثلاثة أطفال وُلدت وكبرت ودرست بكالوريوس الصيدلة في دبي، تقول "انتقلت للعيش في مدينة رام الله عام 2011 وتزوجت فيها، حصلت على مزاولة المهنة وعضوية في نقابة الصيادلة الفلسطينية عام 2012، عملت في صيدلية وفي مستودع للأدوية".
لكن بيان حسونه لم تكن تريد الاكتفاء بوظيفة فقط "كان شغفي أن أكمل دراستي وعلمي ليكون أكثر من مجرد اكتفائي بوظيفة لم أجد نفسي فيها ولم أجد أنها تطور مني شيئاً، فالتحقت بجامعة بيرزيت لأكمل دراساتي العليا فيها ضمن برنامج "تكنولوجيا الصناعة الدوائية" وحصلت على درجة الماجستير عام 2019، كانت رسالتي عن تطوير نفاذية واختراق أحد الأدوية المسكنة للألم من خلال الجلد".
وعن فكرة المشروع تقول "بدأت فكرة مشروعي من انجذابي لشمعة أوروبية وذلك في صيف عام 2016، عندما كنت وزوجي في ايطاليا، وصادف وجودي بالقرب من متجر لبيع الشموع، كانت الشموع مذهلة، للوهلة الأولى لم أصدق أنها شموع، جذبني الفضول لأن أشاهدها عن كثب وأدقق في تفاصيلها وانحناءاتها".
وأشارت إلى أن فضولها شد انتباه صاحبة المتجر لترحب بها وتشرح لها طريقة صنع تلك الشمعة "لقد أخبرتني أن تلك تعتبر شمعة تراثية بالنسبة لهم، بقيت الشمعة في بالي منذ ذلك الوقت، أصبحت أبحث عنها عبر الانترنت وعن أصولها وكيفية صنعها، كما وقمت بأبحاث حول الشمع وأنواعه، وتواصلت مع عدة جهات أوروبية لأشتري معدات صنع الشمع".
بيان حسونه بقيت على إصرارها في تعلم كيفية صنع الشمعة التي ظلت عالقة في مخيلتها "قمت باستيراد المعدات وقمت بصناعة الشمعة التي اتقنتها بعد جهد جهيد، وإحباط وتجارب كانت فاشلة في البداية، ولكن بعد شهرين من المحاولة تمكنت من النجاح، قمت بأبحاث حول أنواع الشموع حتى وصلت لشمع النحل الطبيعي الذي اعتبرته كنز ثمين".
وبعد التجارب والأبحاث التي توصلت إليها عملت على دمج عملها وخبرتها تقول "خلال هذه الفترة كنت أُكمل دراستي وأقوم بتجارب لرسالتي في مختبرات جامعه بيرزيت، قررت دمج علمي وخبرتي بتركيب الأدوية مع شغفي، وقمت بتركيب مرهم يحتوي على شمع النحل يعالج الحروق، ومرهم لترطيب الوجه وتهدئته، ومن ثم قمت بتركيب منتج لترطيب الشفاه يحتوي على شمع النحل أيضاً حتى أصبحت لدي منتجات عدة ذات جودة عالية تحتوي أغلبها على شمع النحل حالياً".
وهكذا تسلسلت منتجات مشروعها من شمعة لعدة منتوجات تهتم بالعناية بالبشرة والجسم "كل المنتجات التي صنعتها تحتوي على مواد طبيعية وعضوية 100% من دون إضافات كيميائية أو مواد حافظة".
وبيان حسونه حالياً تُدّرِس علم البشرة والعناية بها في أحد المراكز المهنية بمدينة رام الله، وملتحقة بدورة أون لاين مع مركز "Milady" للبشرة الطبية في أمريكا، كل ذلك من أجل تطوير مشروعها الخاص بها.
وحول اختيار اسم لمشروعها توضح "في البداية اطلقت اسم "Allure by Bayan"، استوحيت الاسم من الشمعة التي رأيتها خلال رحلتي إلى إيطاليا وشعوري بالانجذاب لها، فكلمة Allure تعني الجذاب، ولكن اضطررت إلى تغيير اسم المشروع إلى "Bayan Natural Lab"، بسبب إجراءات التسجيل الرسمية وتسجيل العلامة التجارية في وزارة الاقتصاد مع بداية العام الحالي 2021".
وتهدف بيان حسونه من خلال مشروعها إعادة الناس إلى الطبيعة ومحاولة الحفاظ على عمر البشرة وصحتها بتغذية سليمة "إن الجلد والبشرة جزء مهم جداً يجب أن نهتم به كما نهتم بصحتنا الداخلية من طعام ولياقة بدنية كذلك مظهرنا الخارجي، والاهتمام به بصورة صحية وسليمة مهم جداً".
وتؤكد على أن المشروع بحاجة مستمرة إلى التطوير والتوسع وكذلك بحاجة إلى معدات وأدوات جديدة "في كل مرحلة من مراحل المشروع كانت تواجهني صعوبات وتحديات عديدة، ففي البداية كانت مشكلة التوريد والحصول على المواد الخام بشهادات وجودة عالية تهيئني للعمل والحصول على المنتج المنشود، بالإضافة لعدم معرفتي بالإجراءات الرسمية للتسجيل".
وأشارت إلى أن المشروع قد تعرض من قبل منافسين له لتشويه صورة المنتجات الطبيعية أمام الزبائن، بسبب قلة معرفتهم بالأساسيات اللازمة لهذا المشروع "يحاول المنافسون صنع منتجات طبيعية ولكن بشكل فوضوي من دون أساس علمي أو تجربة أو فحص للمنتج، مما ينجم عنها آثار سليبة على المستهلك".
 وبالرغم من الانتقادات التي طالتها "لم أسمح لأي انتقاد أن يؤثر على إصراري وشغفي، يكفي أنني فتحت لهم المجال أن يفكروا في افتتاح مشاريع مشابهة، لا سيما وأنني لا زلت أتلقى الدعم والتشجيع من عائلتي".
وحول الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها في تسيير مشروعها تقول "أن شهاداتي وعلمي هي الركيزة الأساسية لمشروعي وملاذي لأي بحث، كما قدم منتدى سيدات الأعمال الدعم المعنوي والمادي لي والذي أثر بشكل إيجابي في شخصيتي ومشروعي".
وكانت للتدريبات العديدة التي تلقتها مع خبراء ومستشارين فائدة كبيرة على بيان حسونه "كانت التدريبات علمية في تطوير خطة العمل، تسعير المنتج، تطوير الخطة المالية، أهمية تطوير المشروع بشكل يحافظ على البيئة، النوع الاجتماعي".
بينما التدريبات العملية التي تلقتها بيان حسونه "كانت التدريبات حول كيفية التسويق والترويج بطريقة صحيحة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والتصوير الاحترافي، وتطوير المنتجات الخاصة بمشروعي، كما قام المنتدى بمساعدتي على تسجيل المشروع بشكل رسمي، وقام بتجهيز معملي بعدة معدات وأدوات ومواد خام ساهمت في نقله نقلة ممتازة وفتحت له أفاق جديدة".