منبج... ستينية تفتتح معمل صغير لصناعة "سيف الجلي"
تسعى سلوى البكار إلى تطوير معملها الصغير الذي افتتحته في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا والمتخصص بصناعة السيف الذي يستخدم في تنظيف الأواني المنزلية، من أجل توفير فرص عمل لنساء المدينة.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ تنوعت المشاريع الصغيرة في مناطق شمال وشرق سوريا، التي يعتمد عليها البعض في تأمين قوت يومهم، ويعد معمل صناعة "سيف الجلي" الذي تديره امرأة في العقد السادس من عمرها الوحيد على مستوى مدينة منبج وأريافها.
تعمل سلوى البكار البالغة من العمر 65 عاماً من مدينة منبج، في صناعة السيف، واستطاعت أن تفتتح معمل صغير يوفر لها مصدر دخل لتأمين احتياجاتها الأساسية وإعالة أسرتها، وقالت إنها فكرت ملياً لافتتاح هذا المشروع وباشرت بالعمل في صناعة السيف منذ أكثر من عام.
وحول المشاكل التي واجهتها مع انطلاقتها في هذا المشروع، لفتت سلوى البكار إلى أنه "بعد أن عثرنا على الآلات المخصصة لصناعة السيف واجهتني صعوبة في استخدامها كوني لم استخدمها من قبل ولا أعلم طرق إصلاحها، ولكن بعد أن تعلمت بات العمل أسهل".
وبينت أنها كانت تمتهن الخياطة قبل البدء بمشروع صناعة السيف "كنت أعمل في الخياطة لتوفير مصدر دخل من أجل إعالة أسرتي، ولكن بعد بلوغي سناً كبيرة بدأت مهنة الخياطة تؤثر على صحتي، لذلك توقفت عن هذه المهنة وبدأت العمل في صناعة السيف".
وأشارت إلى أن "جميع المهن التي تمتهنها المرأة تعتبرها هواية ومهارة ومصدر دخل لها ولعائلتها، لهذا الأمر أحب عملي فهو يمثل جزء كبير من حياتي"، منوهةً إلى أن "العمل في صناعة السيف يحتاج إلى الدقة في استخدام الآلات كونها قد تتسبب بإيذاء الشخص الذي لا يتعامل معها بحذر".
وأوضحت سلوى البكار أن عملية صناعة السيف، تمر بثلاث مراحل، الأولى تتمثل بتأمين المواد الخام اللازمة للعمل أي أسلاك الألمنيوم، وفي المرحلة الثانية يجري خلالها سحب السلك ثم تقطيعه إلى قطع أصغر حجماً، وفي المرحلة الأخيرة تتم تعبأته في أكياس وفي هذه العملية تساعدها حفيداتها، لتصبح جاهزة للبيع.
وتصدر سلوى البكار بضاعتها إلى مقاطعة قامشلو عبر معتمد يشتري بضاعتها بعد صناعة كمية كبيرة من السيف "بعد إنتاج ما بين 300 ـ 400 كغ من السيف، يأتي المعتمد ليأخذ البضاعة ويصدرها إلى مدينة قامشلو"، وعن الكمية التي ينتجوها يومياً، تقول "إذا عملنا لساعات متأخرة من الليل ننتج ما بين 30 ـ 50 كغ من السيف".
وأوضحت أن المجتمع يرى بأن حياة ومستقبل المرأة لا يتجاوزان عتبة المطبخ والمنزل، والمشروع الذي حققته كان محط استهزاء للكثيرين، ولكنها لم تكن آبهة بالتعليقات السلبية كونها تعمل من أجل تحقيق ما ترغب به، كما أنها تسعى لتوسيع مشروعها وزيادة الآلات من أجل توفير فرص عمل للكثير من النساء.
وتعتبر سلوى البكار الوحيدة التي تعمل في إدارة مشروع معمل السيف على مستوى مدينة منبج وأريافها وفق ما أفادته مديرية الصناعة لوكالتنا.