معمل نايا للمنظفات يؤمن فرص عمل للنساء المعيلات
وفر معمل "نايا للمنظفات" فرص عمل للنساء اللواتي ليس لديهن معيل، ويحصلن على 40% من أرباح المعمل، بينما الـ60% المتبقية ستسهم في افتتاح مشاريع أخرى تدعم اقتصاد المرأة.
غفران الحسين
الرقة ـ
بعد أربع أشهر من الدراسة، افتتح معمل "نايا للمنظفات" في 15 شباط/فبراير 2021، في منطقة الرميلة الواقعة شرقي مدينة الرقة في شمال وشرق سوريا، بعد أن غطت بلدية الشعب العامة في الرقة جميع التكاليف، وحَضرت جميع التقنيات من "آلة كهربائية لخلط المنظفات، وآلة لتصفية الكلور، وبراميل كبيرة وخزانات مياه، إضافة للعلب الفارغة لتعبئة المنتجات".
تقول عضوة مكتب المرأة في بلدية الشعب بالرقة، والمشرفة على المعمل هلا العبد الله "افتُتح المعمل بناءً على اقتراح مكتب المرأة في البلدية، وبإشراف مكتب الصحة لمراقبة نسب المواد الكيميائية التي يتم خلطها".
وتتابع "سعينا من خلال هذا المشروع إلى تأمين فرص عمل للنساء، ولا سيما المطلقات والأرامل منهن، وهن يعملن على الآلات لإنتاج المنظفات، من دون الحاجة لمساعدة الرجل، ويضم المعمل من 7 إلى 10 عاملات، يداومن على العمل يومياً من الساعة الـ 8 صباحاً حتى الـ2 ظهراً، وسيتم في الأيام المقبلة زيادة عدد العاملات".
وتؤمن هلا العبد الله أن المرأة قادرة على العمل ضمن كافة المجالات، إلا أنها بحاجة للدعم والتشجيع، وهذا ما يقدمونه من خلال المعمل "منتجاتنا اليوم تنافس المنظفات في الأسواق، ولهذا نفكر في افتتاح مشاريع أخرى تدعم اقتصاد المرأة، وتتيح لأكبر فئة من النساء فرصاً للعمل".
وتذهب نسبة الأرباح التي يحققها المعمل بنسبة 40% للنساء العاملات و60% لصندوق المرأة في بلدية الشعب في الرقة، لتوظيفها في إنشاء مشاريع تخدم مصلحة المرأة والمجتمع كما تقول هلا العبد الله.
تقول خولة عبد الوهاب الطعمة (39) عاماً، وهي إحدى العاملات من مدينة الرقة وأم لخمس أطفال، وفُقد زوجها أثناء ذهابه إلى مدينة دمشق لتقلي العلاج من مرض القلب في 2013، "بعد اختفاء زوجي، ازدادت المسؤوليات الملقاة على عاتقي، لهذا قررت العمل من أجل تربية أطفالي وتأمين احتياجاتهم الضرورية".
وتبين أنها عملت في العديد من المجالات كـ الزراعة ومساعدة النساء في أعمال المنزل، "أعمل في خلط المواد بنسب محددة، ومن ثم تعبئة المنتج في العبوات".
ودعت خولة الطعمة جميع النساء اللواتي لا يملكن معيلاً، بأن يتوجهنًّ إلى المراكز التي تعنى بدعم المرأة، من أجل أن يحصلنًّ على عمل مناسب لهنًّ، ليكن قادرات على أن يحققنًّ اكتفائهن الذاتي.
ومن جانبها تقول العاملة ياسمين أحمد العلي (18) عاماً، أنها من أسرة مكونة من 13 شخصاً "لدي ثلاث أشقاء اصيبوا بإعاقات بعد انفجار لغم أثناء محاولتنا الفرار من مرتزقة داعش في عام 2017، ففقدت أختي ذات الـ 8 أعوام القدرة على السمع، بينما أصيب اثنين من أشقائي، بترت يد أحدهما والآخر ساقه".
تقول إن والدها يعمل بأجر زهيد، لا يكفي لتأمين احتياجاتهم اليومية، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وارتفاع الأسعار "والدي وحده لا يستطيع حمل هذه المسؤولية الكبيرة، لذا تركت المدرسة وبدأت البحث عن عمل أعينه به، فاخترت المعمل، لأن الهدف من افتتاحه لم يكن فقط لدعم المرأة مادياً، وإنما لتثبت أنها قادرة على إدارة وتدبير أي مشروع".
وتمنت ياسمين العلي من النساء اللواتي يواجهن الصعوبات في تأمين مستلزمات الحياة، بأن لا يستسلمنًّ ويعملنًّ بجد، معتمدات على أنفسهنًّ، فهن قادرات على تجاوز الأزمات.