ملتقى رياديات غزة يسعى لتمكين النساء اقتصادياً

في ظل الظروف الاقتصادية في قطاع غزة، يقدم "ملتقى رياديات غزة للزراعة الحضرية" الدعم للنساء اللواتي تطمحن بتأسيس عملهن الخاص.

رفيف اسليم

غزة ـ يسعى "ملتقى رياديات غزة للزراعة الحضرية" إلى تقديم خدماته للنساء وخاصة القاطنات في المناطق المهمشة، فقد بدأت الفكرة قبل ثلاث سنوات، وأصبحت تعمل فيه 250 امرأة من أجل أن تحصلن على دعم صغير، يمكنهن من الاستمرار في مشروعهن لمواجهة الظروف الاقتصادية الغير مستقرة في قطاع غزة.

ريم ارحيم إحدى المستفيدات من الدعم الذي يقدمه الملتقى، قالت إنها بدأت مشروعها الخاص وهو مزرعة الأرانب في عام 2020، ولجأت إلى الملتقى بعد أن شاهدت إعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليتم منحها مبلغ مادي والكثير من الدورات التدريبة واللقاءات التي جمعتها مع نساء لتبادل الخبرات معهن والاستفادة من المشكلات التي تقعن بها وآلية تعاملهن مع الأزمات.

وأشارت إلى أنها حولت مشروعها من تربية الأرانب إلى صاحبة مزرعة ناشئة توزع على تاجر جملة ما لديها لتحصل على المال الذي تسد من خلاله احتياجات عائلتها التي تكاد لا تنتهي، لافتة إلى أنها انتجت عقاقير خاصة ببعض الأمراض أو للتغذية بشكل أمثل.

وتعد من أهم العقبات التي تواجهها ريم ارحيم، هي التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير أو انخفاضها مما يؤدي إلى نفوق الحيوانات وقلة عدد المواليد لديها وهذا ما دفعها لابتكار وسائل تدفئة شتاءً وتبريد صيفاً كوضع أكياس الخيش المبللة بالماء أسفل الأقفاص مما يعطي الحيوان الإحساس بالبرودة ويجنبها هي خسارة محتمة باتت تلاحقها بلا هوادة.

ويعد الأثر الذي لاحظته ريم ارحيم، سبب في دعوتها لكافة النساء إلى البدء بمشرعهن الخاص وتبادل الخبرات مع نساء نجحن بالفعل خلال خوض تجربتهن مما يجنبهن الخسارة، متمنية نقل مزرعتها لمساحة مفتوحة من خلال أرض مجهزة وتلك الخطوة المقبلة التي ستنفذها خلال الأيام القادمة.

 

 

وأوضحت منسقة ملتقى رياديات غزة الزراعة الحضرية زينب عابد، أن الملتقى يضم 250 امرأة تمتلكن مشاريع ما بين إنتاج حيواني وغذائي، من فئات عمرية مختلفة، أي بدءاً من الخريجات الجامعيات اللواتي تطمحن بتأسيس عملهن الخاص وحتى النساء المعيلات.

وأشارت إلى أن الكثير من الظروف يمكن أن تكون سبباً في خسارة المشروع الصغير كالحصار والإغلاقات، وضعف القدرة الشرائية، والتغير المناخي، وما يمكن أن يسببه من آثار على المشاريع الزراعية الناشئة، لذلك وجد الملتقى كي يساهم بشكل أساسي في مساعدة النساء لتخطي تلك الإشكاليات.

ويُعنى الملتقى بحسب ما بينت زينب عابد، بتعزيز صمود النساء خاصة المهمشات وتبادل الخبرات، والتأثير في سياسات الضغط والمناصرة، وتقديم مساعدات كمدخلات لنهضة المشاريع الزراعية والاستمرار في عملها لدعم صمود النساء في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي.

وأضافت أن المركز يسعى دائماً إلى التشبيك مع وزارتي الاقتصاد والزراعة للوصول إلى اتفاق بينهما، لافتة إلى أنه نتج عن تلك الاتفاقات توفير 120 بطاقة بيان لمشاريع مختلفة منحوا على إثرها شرعية قانونية مكنت النساء من الترويج لمنتجاتهن في الأسواق الفلسطينية كون الوزارة أصبحت تعترف بمشاريعهنَّ الصغيرة، ولم تعد البطاقة حكراً على المشاريع الكبيرة.

وعن آلية الانضمام للملتقى ومعاييره، لفتت إلى أنه من المهم أن يكون المشروع قائم حتى يثبت أن النساء قادرات على إدارته بالشكل الأمثل لجني الأرباح فيما بعد، إضافة إلى قدرتهن على تطوير الأدوات للتكيف الإيجابي مع الأزمات الطارئة، ومواجهة التحديات كي تنجحن في تأمين احتياجات عائلاتهن بالدرجة الأولى.

وعمل الملتقى على عدة مبادرات وفقاً لزينب عابد، منها مبادرة التسويق التضامني والهادفة إلى، منافسة المستورد، وغلاء المواد الخام، وضعف القوة الشرائية، وعدم القدرة على إدخال الأجهزة والمعدات المطلوبة لتطوير المشروع، من خلال شراء المنتجات بسعر عادل، بعد فحصها والتأكد من جودتها بالتعاون مع وزارتي الزراعة والاقتصاد ومن ثم منحها لنساء أخريات مهمشات من خلال الجمعيات الأهلية في قطاع غزة.

والوصول لجميع المهمشات المعيلات صاحبات المشاريع في قطاع غزة والمقدر عددهن بـ 2000 مشروع خلال العام الحالي هو هدف الملتقى "الاقتصاد في العالم قائم على المشاريع التي تقودها النساء الهادفة لمواجهة الصعوبات"، بحسب ما أوضحته زينب العابد.