"على الحطب" مشروع بنكهة تراثية وعصرية لمحاربة البطالة
استطاعت الشابة الفلسطينية منى عكيلة تحقيق حلمها في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة في قطاع غزة، وافتتحت مطعمها الخاص "على الحطب".
نغم كراجة
غزة ـ بصورةٍ غير مألوفة تقف الشابة الفلسطينية منى عكيلة التي تبلغ من العمر 26 عاماً، في منتصف مطعمها الذي حلمت بتنفيذه وتحقيقه على أرض الواقع بأسلوب عصري يتخلله البساطة والسلاسة ويغزوه معالم التراث القديم لتحارب به الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
حول افتتاح مطعم "على الحطب" قالت المهندسة منى عكيلة "كان افتتاح المطعم بتفاصيلٍ تراثية حلم يراودني منذ صغري، وإصراري على تحقيق أمنيتي زادني قوة نحو استكمال دراستي وصولاً إلى تخرجي من كلية هندسة الديكور، حيث تمكنت من استثمار التخصص في تنسيق ألوان المطعم وتنفيذ ديكورات حديثة وملفتة للانتباه، كما أنني أشرفت على إنشائه دون الاستعانة بأحد".
وأوضحت "كنت حريصة جداً في اختيار اسم المطعم بحيث يجمع ما بين الماضي والخفة باعتبار هذه العوامل إحدى أسباب جذب الزبائن لذلك أطلقت عليه اسم "على الحطب" مصطلح يوحي بالراحة والدفء حال سماعه، كذلك اخترت أصناف معينة غير متوافرة في السوق بكثرة حتى أضمن نجاح المشروع وتميزه".
وأضافت أن الأحوال السيئة في غزة تجعل الغالبية يفكر خارج الصندوق من خلال إنشاء مشاريع صغيرة والعمل في الأسواق الحرة بالرغم أن هنالك فئة تعتقد أن العمل في غير التخصص الجامعي هو إهانة أو تقليل شأن بعد أعوام طويلة من دفع الرسوم الباهظة واجتياز المراحل الصعبة، وفئة أخرى تنظر للمرأة نظرة دونية في حال عملها في مهن تحتكر على الرجال فقط.
وأوضحت "لا أرى أن هنالك مانع من مواكبة التطورات العصرية والخروج عن المألوف بأفكارٍ منافسة وغير تقليدية من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقرار المادي والمعنوي خاصة أننا نعيش وسط أفكار تقليدية ومتكررة"، لافتةً أن إلى الفتيات هذا العام حققن الكثير من الابداع في الأسواق الحرة وتنوع أفكارهن ووصول أعمالهن إلى الخارج.
وقالت "إن المدهش والمثير في فكرة المشروع تعجب المجتمع من إدارة امرأة وفي مقتبل العمر لمطعمٍ وهذا الأمر ليس معتاداً في مجتمعنا الفلسطيني الذي تحكمه العادات المضللة والتقاليد أكثر من الصورة العصرية، ولا سيما أن النساء هن المعيلات لأسرهن في التوقيت الحالي بنسبة عالية وهذا مؤشر صريح على أنهن صانعات ومنتجات"، لافتةً إلى أنها أصبحت تشرف على طاقم عمل مكون من 12 موظف يعمل في المطعم وتعتبر ذلك الانجاز الأكبر لها.
وأشارت إلى إن المشكلات التي واجهتها في البداية مثل عدم توافر المواد اللازمة للتصاميم والديكورات نتيجة إغلاق المعابر وارتفاع الأسعار مما اضطرها لاستخدام مواد بديلة وذات جودة جيدة تتلاءم مع المخطط الذي قامت بتصميمه "الفتيات تستطعن تجاوز العقبات والعراقيل بعدة طرق ولكن في ظل وجود أسرة داعمة وبيئة مشجعة بعيدة عن الثقافة النمطية التي تقلل من شأنهن ومعنوياتهن".
وأوضحت أنها تطمح إلى توسيع مشروعها وافتتاح فروع متعددة تحمل ديكورات جديدة وأفكار مميزة؛ لتصل بذرة مجهودها أرجاء غزة، وتتمكن من توظيف عدد أكبر من الأيادي العاملة ومحاربة البطالة والفقر.