خرسان... موطن الذهب الأحمر في إيران
تعتمد زراعة الزعفران أو الذهب الأحمر في إيران على جهود المرأة بشكلٍ خاص، فهي من تقوم بالزراعة والحصاد والتنظيف والتعبئة، حتى أنها مؤخراً أصبحت تسوق للمنتج على مواقع التواصل.
سویدا خراساني
خراسان ـ اسمر علي آبادي "اسم مستعار" وهي إحدى النساء العاملات في زراعة الزعفران في بجنورد إحدى قرى إيران، استطاعت بموهبتها وخبرتها في مجال الزراعة ابعاد التجار عن قريتها، وتحقيق الأكفاء الذاتي لهم، مع العلم أن الأرباح قد ازدادت في الآونة الأخيرة مقارنةً بالسنوات السابقة.
وعن عملها في زراعة الزعفران قالت "أحب زراعة الزعفران وحصاده، فاللون الأرجواني للحقل يمنحني راحة نفسية كنت اشعر بها منذ طفولتي"، وأضافت أنهم كانوا يبيعون المحصول للتجار بأسعار منخفضة، لكن منذ عامين قررت أن تبيع محصول عائلتها بنفسها للمستهلك مباشرةً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن قوبلت فكرتها بالرفض من قبل والدها في البداية إلا انه قبل فيما بعد.
واستطاعت فتح حساب على مواقع التواصل الاجتماعي وتسويق منتجها من الزعفران مباشرةً للمستهلكين والذي نال اعجابهم لدرجة أنهم يقومون بشراء محاصل الأعوام القادمة، وهذه الطريقة حققت أرباح مضاعفة للمزارعين مقارنةً بالسنوات السابقة، حتى أنها قامت ببيع منتجات أقاربها عبر المواقع.
تعد إيران هي أكبر دولة منتجة للزعفران في العالم، ومحافظة خراسان هي المنطقة الرئيسية والأكثر أهمية في إنتاج الزعفران والذي يعتبر مصدر رزق للكثير من القرويين، فهذا البهار القيم بخصائصه الطبية الفريدة وطعمه المميز، يلقب بـ "الذهب الأحمر"، فهو اقتصادي في زراعته حيث أنه لا يحتاج للماء بكميات كبيرة، كما أن زراعته وحصاده يخلق فرص عمل كثير للنساء، لكن نتيجة الافتقار للبنية التحتية وطريقة التصدير وسوء الإدارة في هذا القطاع، فإن التجار هم المستفيدين الوحيدين من زراعته، كونهم الوسيط بين المنتج والمستهلك وهم من يتحكمون بالأسعار.
دور المرأة في زراعة وإنتاج الزعفران
على الرغم من التقدم التكنولوجي فإن الزعفران الملقب "الذهب الأحمر" لا يزال يزرع بالطريقة التقليدية التي تحتاج للكثير من العمالة البشرية، وتلعب المرأة الدور الرئيسي في جميع مراحل الزراعة والحصاد والتنظيف والتعبئة، باستثناء مرحلة الري التسميد وحرث الأرض يقوم بها الرجال.
قبل غرس بصيلات الزعفران في الأرض تقم النساء بتنظيفها وتعقيمها، وبعدها تحضير الأرض من خلال حفر خطوط لزراعة البصيلات، إلا أن المرحلة الأهم التي تقوم بها النساء هي قطف الأزهار من الأرض وتنظيفها ومن ثم تجفيفها والمحافظة عليه، وكل هذا هو مسؤولة المرأة بشكل أساسي، لذا فإن مكانة ودور المرأة في إنتاج الزعفران أمر لا يمكن تجاهله.
تعود مزايا المرأة على الرجل في إنتاج الزعفران إلى سرعتها ودقتها عند حصاد الزعفران ومعالجته، لكن رغم أهمية دور المرأة في انتاج الزعفران إلا أنه هنالك فجوة كبيرة بين الجنسين من حيث القوانين والأجور، حيث يتم استخدام المرأة كعاملة يومية فقط.
حفنة أو دستة أحد أنواع الزعفران المفضل للعائلات
حفنة أو دستة نوع من أنواع الزعفران تطلق عليه أسماء أخرى مثل الخيط الأم، أو الزعفران من الدرجة الرابعة، وهذا النوع ذو سعراً قليل في السوق وذلك لكثرة اللون الأبيض الأصفر فيه مما يخفف من اللون الارجواني.
يتكون زعفران حفنة أو دستة من ثلاث أجزاء الأبيض "البصلة" والأصفر "العلم" أما الجزء الأحمر فيدعى "البتلات" بذلك فهو يشمل جميع خصائص الزعفران، يعتقد المزارعين والسكان المحليين أن هذا النوع بسبب خصائصه هو المناسب للعائلات.
ويعود سبب تسمية هذا النوع بـ " حفنة أو دستة الزعفران" إلى التقاليد الخاصة التي كانت موجودة في الماضي خلال حصاده وتنظيفه في محافظة خراسان، ويمكن اعتباره من أهم أنواع الزعفران في ثقافة خراسان. منذ زمن بعيد وحتى اليوم تقوم النساء بفرز خيوط زعفران حفنة أو دستة في المنازل، وبسبب اعتيادهم على فعل ذلك معاً ضمن مجموعات أطلق عليه اسم حفنة أو دستة الزعفران أو "بنت الزعفران".
تلعب المرأة في جميع المجتمعات ولا سيما المجتمعات الريفية دورًا مهمًا في الأسرة لكسب لقمة العيش، وفي إيران تؤمن زراعة الزعفران فرص العمل للنساء، ولكن هناك فجوات بين الجنسين والتمييز القانوني واضح بشكل كبير في جميع مجالات العمل في إيران، لكن بسبب وجود مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام الإنترنت، فهناك الكثير من النساء اللواتي أصبحت يخلقن لذواتهن عملاً أو يطوراً اعمالهن السابقة بعيداً عن السلط الذكورية.