خبز الصاج موروث شعبي ومصدر دخل لنساء السويداء
الخبز العربي أو خبز الصاج موروث شعبي بمدينة السويداء السورية، تناقلت صناعته الجدات والأمهات لتورثنهن للأجيال وتصبح مهنة للكثير من النساء.
روشيل جونيور
السويداء ـ يعد خبز الصاج موروث شعبي ومن أهم الصناعات التراثية القديمة التي حافظت على ذاتها على الرغم من ظهور المطاحن والأفران والمخابز.
كان الخبز العربي مهدداً بالانقراض بسب اعتماد الناس على خبز الأفران الآلية، إلا أن صناعته تعتبر موروث شعبي في مدينة السويداء السورية، تناقلته العديد من النساء واتخذنه مصدر لتأمين دخلهن، حيث تقول ندى القضماني صاحبة أحد المخابز الذي يشهد إقبالاً من داخل المدينة والمدن المجاورة، أنها افتتحته منذ ما يقارب الـ 24عام، نظراً لشعبية خبز الصاج وكثرة الطلب عليه.
وعن سبب تأسيسها للمخبز قالت "لقد كنت أسكن في منزل بعيد عن القرية ولدي أطفال وفي ظل الظروف الجوية السيئة كان يصعب عليّ القيام بالأعمال المنزلية وفي ذات الوقت الحصول على الخبز من الأفران، لذلك قررت أن أكون من يصنع الخبز ويقوم بتوزيعه، فبدأت العمل على كمية الطحين التي أملكها في المنزل ولكنني لم أنجح في بداية الأمر".
وأضافت "لكن بعد التجارب الفاشلة نجحت إلا أنني عانيت من نظرة المجتمع، حيث كان الجيران يقولون ليّ ليس للمرأة سوى بيتها، مع العلم أنني كنت أخبز في منزلي داخل غرفة صغيرة، وعندما نجح مشروعي الصغير قمت بتوسيعه أكثر ودعيت نساء القرية للعمل معي بعد أن قمت بتعليمهن طريقة العجن والخَبز وبنيت مطحنة لنفرز القمح فيها قبل عجنه وخبزه ثم تغليفه وتجهيزه للبيع، كما قمت بشراء عدد من السيارات لتسهيل توزيع الخبز على المحال، يضم المخبز اليوم إحدى وعشرون امرأة، نبيع إنتاجنا ليس فقط على السويداء وقراها بل على المدن المجاورة أيضاً".
من جانبها قالت إحدى العاملات في المخبز تدعى هنية الحلبي مهمتها خَبز العجين، وهي تعمل منذ ثلاثة أيام وتم قبولها في العمل كونها تملك الخبرة الكافية فهي تخبز لأفراد أسرتها التي تعليها منذ زمن.
وتعمل إلى جانب هنية الحلبي زهيرة زريفة منذ خمسة عشر سنة التي تؤكد على تأقلمها بالرغم من التعب وساعات العمل الطويلة إيماناً منها أنه السبيل الوحيد لتحقق المرأة مكانتها واكتفائها الذاتي.
المخبز أعان الكثير من النساء ووفر لهن فرص عمل منهن نازحات من إدلب كياسمين عساف التي هُجرت قسراً من بلدتها لتقطن في السويداء، وسنحت لها فرصة العمل في المخبز ومهمتها طي أرغفة الخبز وتغليفه، لتحقق اكتفائها الذاتي خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في المدينة، ولتعيل ذاتها ووالدتها.
أما العاملة برجات ريدان مهمتها عجن الدقيق على العجانة ومن ثم تقطيعه وتركه فترة من المزمن حتى تتمكن بقية العاملات من رقه وتجهيزه للخبز، مؤكدةً أنه على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي تواجههن إلا أن العمل يبقى هو السبيل الوحيد لتحققن ذاتهن وتوفر دخل لهن ولعوائلهن.