جمعية "جوليا" تعمل على تطوير وتدريب النساء وتمكينهن اقتصادياً

تحاول جمعية "جوليا" الخيرية عبر نشاطاتها ومشاريعها ودوراتها المختلفة المساهمة في التواصل والترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع ولا سيما النساء، لتمكينهن اقتصادياً.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ ساهمت جمعية "جوليا" من خلال برامجها المهنية والثقافية والبيئية والنفسية في تدريب وتطوير مهارات أكثر من 200 امرأة من مختلف الفئات العمرية والثقافية لترسيخ التقارب الاجتماعي بين أفراد المجتمع وتمكينهن في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.

استقطبت جمعية "جوليا" الخيرية من خلال دورة تعليم لحرفة الحياكة التقليدية على النول حوالي 20 امرأة وفتاة من مختلف الفئات العمرية، والتي يمكن لمن يتقن هذه المهنة ليس إنتاج قطع حرفية فنية مميزة فحسب، بل التخلص من بقايا الملابس التي يصعب التعامل معها في عملية تدوير النفايات، فتعتبر أحد خطوات التدوير من حيث الاستخدام، وبهذا يمكن للمشاركات تأمين دخل عبر تسويق منتجاتهن عبر الجمعية.

وحول هذا الموضوع تقول رئيسة الجمعية "جوليا" وهي إحدى مؤسسيها سلوى قيس يوسف "أنشئت جمعية جوليا الخيرية في شباط عام 2021، وقد اتخذت من اسم والدتي التي توفيت بعد صراع مع مرض السرطان، اسماً للجمعية، وكانت أولى نشاطات الجمعية إطلاق حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي شملت العديد من القرى في منطقة الشوف ليكون بإمكان النساء اكتشاف المرض مبكراً".

وأوضحت أن النساء تشكلن نسبة 70% من أعضاء الجمعية "لقد جمعتنا القيم الإنسانية وواحدة من أهدافنا دعم المرأة فهي ليست نصف المجتمع فحسب بل هي الجزء الأكبر منه"، مشيرةً إلى أنهم يعملون في العديد من المجالات ضمن الجمعية منها البيئية والتربوية والثقافية ودعم المسنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، لافتةً إلى أنهم يحاولون دعم النساء من خلال تأسيس مؤسسة خاصة تعنى بالحرف اليدوية المختلفة اسمها "خيطان من حب" تضم نساءً من مناطق مختلفة، حيث تعمل تقوم الجمعية بتوزيع المواد الأساسية على النساء لتعملن في منازلهن وتتمكن من دعم أسرهن.

وأشارت إلى أنه بالإضافة للأعمال اليدوية المختلفة من تجفيف النباتات والفواكه والمونة وغيرها والتي يتراوح عدد النساء في كل دورة منها ما بين 20 ـ50 امرأة، نعمل على إطلاق حملات توعية للمرأة مثل برمجة العقل وشيفرة العقل والروح والذكاء العاطفي.

ومن المنتجات التي صنعتها النساء الكروشيه، وحول كيفية إنجازه تقول "تقوم النساء باستخدام خيطان الصوف والمكرمة، معتمدات تقنية تعقيد الخيطان باستخدام اليدين"، مضيفةً "هناك أيضاً تطريز الحقائب التي تبرز وكأنها لوحات فنية من الصور والخط العربي، وفي الوقت الراهن نشارك كجمعية في مشروع "حرفيون"، تحت اسم "حرفيات الأرز" كون منطقتنا شهيرة بأشجار الأرز التي تمثل لبنان".

وفيما يتعلق بكيفية المساهمة في الحفاظ على البيئة تقول "افتتحنا في الوقت الحالي دورة حياكة على النول، والتي تتميز برؤية بيئية، حيث يمكن للنساء استخدام ثياب قديمة بصنع منتجات مميزة، والتخفيف من كمية النفايات التي تعتبر من الصعب التعامل معها، وأقمنا دورة تطريز وكروشيه وصناعة سلال القش، وبسبب صعوبة تسويق المنتجات، نساهم من خلال موقع "حرفيون" و"حرفيات الأرز" بتسويق منتجاتهن والحصول على مردود مادي يدعم عائلاتهن اقتصادياً".

 

 

وبدورها تقول عضو مؤسس في جمعية "جوليا" فدى أبو عز الدين "كناشطات مدنيات رأينا أنه من الأفضل البدء بعمل منظم وجديد في مجال التنمية والإدارة فقمنا بتأسيس الجمعية، كون العمل الاجتماعي يحتاج لمصدر ثقة لإفادة المجتمع، هناك جمعيات عدة لكننا تمكنا من خلال العمل التنظيمي ضمن الجمعية والتشبيك مع البلديات والجهات التنفيذية توسيع نشاطاتنا والتعرف على الكثير من الناس، وكذلك ساهمنا بتواجدنا في جميع المحافل".

 

 

وأضافت "وجدنا إمكانيات كبيرة لدى نساء لم تكن لديهن الفرصة لاكتشافها، فأصبحت الجمعية وسيلة للتعبير عن أنفسهن، وشجعناهن على تنمية مواهبهن بشكل أكبر وتطوير مهاراتهن عبر ورش العمل التي نقوم بها، لنساهم بذلك في تمكين النساء اقتصادياً لإعالة أسرهن"، لافتةً إلى أنه من أهداف الجمعية خلق مجال لتسويق منتجات النساء سواء المونة والخياطة أو الرسم أو الأعمال اليدوية لدعمهن وتحقيق أحلامهن.

أما هلا الأحمدية غانم من قرية الورهانية وهي ربة منزل تقول "أعمل في مجال الأعمال اليدوية من تطريز وشك على الخرز، والدانتيل بروتون وهو من أجود أنواع التطريز منذ فترة ليست بطويلة"، لقد منحتنا الجمعية حافزاً للعمل على مساعدة أسرنا ودعمها اقتصادياً في ظل ظروف اقتصادية صعبة، "تمكنت من خلال الجمعية من تسويق بعض منتجاتي بالإضافة توطيد العلاقات بين أفراد المجتمع".

 

 

وقالت نبيلة قيس وهي من بلدة بتلون في الشوف "أعمل كربة منزل، تعلمت العديد من المهارات الجديدة كالأعمال اليدوية من الإيتامين والكروشيه مثل أغطية للكؤوس وللطاولات وأنواع التطريز المختلفة من الميلان "أشغال الإبرة"، لقد كانت لجمعية جوليا الفضل في تعلمنا مهارات مختلفة لنحافظ على التراث".

 

 

من جانبها قالت  المختصة بالتعليم التربوي ماريانا أبو فخر "أشارك حالياً في دورة حياكة النول، وهو نوع من التراث، وأشجع النساء على المشاركة في مثل هذه الدورات ومواكبة المنتجات التقليدية وحتى لو اعتبرها البعض قديمة، إلا أنها تعزز تراثنا، فقد اتجهت لتعلم هذه الحرف ليكون لدي دافعاً لتجربة مجالات جديدة".

 

 

وقالت المشاركة في دورة التدريبية على النول نجوى عز الدين "نحن بحاجة لمثل هذه الدورات والمحاضرات الهامة، تعلمنا سابقا التطريز، وحالياً النسج على النول، خاصةً وأن الكثير من النساء لا يمكنهن العمل خارج المنطقة، وقد أتاحت هذه الدورات التي تقام في بلدتنا الفرصة لتطوير أنفسنا وإحياء التراث من الاندثار".