هل نستطيع القول أننا سوف نفعل كل شيء حتى النهاية!

في فترة الحجر والعزل الخاص بوباء كورونا، تزداد معاناة النساء، حيث أن شريحة ربات المنازل هن الأكثر عرضة لهذه المعاناة. لأن ربات المنازل تعتمدن عادة على رواتب أزواجهن من أجل إدارة شؤون المنزل

أوزكور قايا
إزمير - . وعليه فإن وباء كورونا المنتشر منذ أشهر، أثر بشكل كبير على حياة النساء، سواء في العمل أو المنزل. وبسبب حالات حظر التجوال والعزل التي رافقت وباء كورونا فقد تفاقمت المشاكل الاقتصادية في هذه الفترة بشكل خاص، وتحاول النساء بشتى الوسائل إيجاد وخلق فرص عمل لأجل تجاوز هذه الأزمة. سلين جانكول واحدة من النساء اللواتي عانت في هذه الفترة، فكيف تمكنت من إدارة شؤونها؟
 
قصة "صائد الأحلام" 
صائد الأحلام، من أدوات الديكور والزينة، يعتقد الهنود الحمر السكان الأصليين في أمريكا الجنوبية، إن هذه الأداة تفيد في طرد الكوابيس والحماية منها، والقضاء على الشرور. وصائد الأحلام عبارة عن طوق مصنوع يدوياً من أغصان الصفصاف، تنسج عليه شبكة. قد يتضمن أيضاً عناصر مقدسة مثل بعض الريش أو الخرز. وهي واحدة من المعتقدات الدينية المنتشرة في حياتنا. وهي أداة تجميلية تصنع يدوياً، حيث يفضلها الناس حتى يومنا هذا في تزيين المنازل نظراً لقيمتها المعتقدية وكذلك لشكلها الجمالي. وبحسب معتقدات الهنود الحمر فإن الدائرة المصنوعة من شجر الصفصاف، تبعث على الراحة وكذلك تطرح الأرواح الشريرة، وتمنحنا تفكيراً إيجابياً.
سلين جانكول تبلغ من العمر 39 عاماً، وهي أم لطفلين، تمكنت من كسب المال من خلال صناعة صائد الأحلام، التي بدأت بصناعتها كهواية. كما أنها تعمل في صناعة العديد من الأشغال اليدوية الأخرى، وخلال فترة الحجر الصحي بدأت بمزاولة هذا العمل.
 
الأشغال اليدوية تتطور من تلقاء نفسها
البداية كانت عندما اشترت سلين جانكول، قطعة صائد الأحلام من أجل صديقتها لإهدائها لها بمناسبة عيد ميلادها، ثم لمعت في ذهنها فكرة أنها أيضاً تستطيع أن تصنع واحدة مثلها. تقول سلين جانكول إن لديها هواية صنع الأشغال اليدوية، وتضيف أيضاً "ماذا كان هدفي؟ كنت في الأساس ومنذ بداية هذه الجائحة، أفكر بطريقة ما لقضاء أوقات الفراغ في المنزل. لقد كنت بحاجة لإشغال نفسي ببعض الأمور. لطالما كانت الأشكال والألوان تثير انتباهي. لذلك بدأت بصناعة أطواق صائد الأحلام. وبعد أن وجدت أنها تدر علي بالمال، تحمست أكثر في صناعتها".
وتحدثت سلين جانكول عن عملها في صناعة صائد الأحلام، وتقول إنها لم تكن تعلم أي شيء حول هذا العمل، ولكنها بعد أن بدأت بصناعة الأشغال اليدوية أجرت بحثاً ودراسة حول صائد الأحلام ومصدرها. ونوهت سلين إلى أن الهنود الحمر صنعوا أطواق صائد الأحلام من أجل حماية أنفسهم من الكوابيس، وعلقوا هذه الأطواق على أماكن نومهم. وبشكل خاص كانوا يعلقونها فوق رؤوس الأطفال الصغار وحديثي الولادة، من أجل طرد الكوابيس والأحلام السيئة. كانوا يعتقدون أن الكوابيس تخرج من الثقب الموجود في منتصفها، وأنها تحبس الكوابيس داخلها. وحول الرسوم والنقوش التي تستخدمها، تقول سلين جانكول أن العمل على صناعة صائد الأحلام يملي عليها صناعة أشكال ونقوش ورسوم مختلفة. وأنها لا تأطر عملها بنموذج واحد أو شكل واحد فقط، بل أنها أحياناً تحضر عدة نماذج وتحاول صناعة نموذج جديد منها، لأنها سوف تشعر بالملل إذا ظلت تصنع نفس النموذج في كل مرة. وعليه فإن أشغال سلين جانكول اليدوية تتطور من تلقاء نفسها.
 
شعرت بالراحة سواء من الناحية الاقتصادية أو النفسية
منذ أن بدأت سلين جانكول بصناعة صائد الأحلام، فإنها بدأت تشعر بالراحة النفسية، كما أنها بدأت بكسب المال أيضاً. وتدعو سلين جميع النساء وتطلب منهن أن يجدن لأنفسهن شيئاً تنشغلن به ليمنحهن الراحة النفسية، وتقول أيضاً "عليهن إيجاد عمل لأنفسهن. في البداية يجب عليهن البدء بالعمل ليس من أجل الربح المادي، بل من أجل الشعور بالراحة. مما لا شك فيه أن الجانب الاقتصادي أيضاً مهم. إذا كانت المرأة تشعر بالراحة النفسية، فإنها تستطيع مساعدة ومؤازرة عائلتها وأولادها وزوجها، بشكل أفضل. يجب على المرء أن يحاول، أنا لم أتلقى أية دورات تعليمية حول هذا العمل، سابقاً كنت أصنع أعمالاً يدوية مختلفة. ولكنني تابعت الموضوع، شاهدت الكثير من مقاطع الفيديو، وتمكنت من تعلم صناعتها. يجب ألا يقلن أننا لا نستطيع، بل يجب أن نقول سوف نعمل حتى النهاية، وسوف ننجح. تستطيع المرأة أن ترعى طفلاً، وأن تعمل في نفس الوقت، وأن تعتني بمنزلها أيضاً وأن تكون نشطة من الناحية الاجتماعية، المهم هي الإرادة والرغبة".