فرح شعبان... ابتكرت خطها في التصميم وتحدت الصعاب

لم يمنعها الواقع الاقتصادي الصعب من إطلاق خطها في التصميم وترجمة شغفها بالمهنة التي اختارتها لتتميز فيها وتدخل من خلالها كل منزل.

كارولين بزي

بيروت ـ جمعت فرح شعبان قشور الخشب من المشاريع التي ينتجها مصنع الخشب الذي أسسته العائلة، وابتكرت خطاً خاصاً بها بأشكال هندسية مختلفة، واستطاعت أن تطوّر من تصاميمها لتحوز ثقة الذوق العام وتؤكد بأن المرأة قادرة طالما أنها تريد أن تنجح.

 

هكذا ولدت فكرة "تصميم فرح"

تعمل فرح شعبان في التصميم الداخل والمنتجات، وعن خطها "تصميم فرح" تقول لوكالتنا "افتتحنا مصنعاً للخشب ونصنع فيه المفروشات ونصمم الديكورات المنزلية وكل ما هو مرتبط بهذا المجال. لكنني تفردت بالخط الخاص بي والذي أطلقت عليه اسم تصميم فرح".

وأوضحت أنه "عندما كنا نستلم مشاريع كبيرة، كان ينتج عن هذه المشاريع بعض المواد التي تذهب إلى التلف مثل قشور الخشب، وكي لا نتلف هذه المواد قررت أن استخدمها بمشروع خاص بي وأن أحوّل هذه المواد إلى منتج جديد يمكن أن يستفيد الفرد في استخداماته اليومية، أو في الديكور مثل الطاولات والمقاعد وغيرها. وكأنني ابتكرت أسلوباً جديداً للخشب المطعّم، من خلال جمع قشور الخشب مع بعضها البعض بأشكال هندسية مختلفة".

وأشارت إلى أن "القطعة التي نصنعها تتميز بأنها صناعة يدوية كما أنه لا يوجد تكرار للقطعة فكل مرة أحاول أن أجدد بتصاميمي لكي نحصل على قطع فريدة من نوعها".

وعن فكرة إطلاق خط تصاميم خاص بها، تقول فرح شعبان "أنا مناصرة شرسة للطبيعة، أحب كل ما يتعلق بالخشب والألوان الترابية وألوان الطبيعة. كما أننا ندرك أن كل بيت يتضمن منتجات خشبية إن كان في المفروشات أو الديكورات أو غيرها، لذلك قررت أن أبتكر خط تصميم يتناسب مع كل المنازل والديكورات إن كانت كلاسيكية أو عصرية، وأن تكون كل قطعة أصممها مميزة وكل من يرى هذه القطعة يدرك أنها من تصميمي، وبما أن كل البيوت تتضمن قطعاً خشبية قررت أن يكون خطي الخاص من الخشب".

وحول المنتجات التي تبتكرها تقول "نصنع الأواني المنزلية الخشبية، صناديق المناديل، صناديق الشاي، طاولات زهر وشطرنج، طاولات ومفروشات ومقاعد وغيرها، كما نصمم للزبون كل ما يريده وفقاً لأسلوبنا، أي أننا ندخل لمسة الخشب الخاص بتصميمنا بطلبه".

وأكدت بأنها تجد صعوبة في التجدد بشكل دائم "كما تلاحظون أنا لا أدخل ألواناً في التصاميم، بل أترك الخشب وقشوره على طبيعتهما، ولكنني أمزج أكثر من نوع قشرة مع بعضهم البعض وأصنع القطعة، أي أنه لا يوجد ألوان مثل الأحمر والأخضر والأزرق، لذلك الصعوبة تكمن في أن أمامنا هذه المواد وعلينا أن نستخدمها في كل مرة بتصميم جديد، وبالتالي الصعوبة تكمن بما هو الجديد الذي سنبتكره ويكون مختلفاً عن التصاميم السابقة، هذا الأمر يحتاج إلى وقت وراحة بال وهدوء وتركيز".

طوّرت فرح شعبان من خطها وانتقلت من القطع الصغيرة إلى المفروشات المنزلية، وتقول "بدأت العمل على قطع صغيرة لكي أختبر الذوق العام، إذ بدأت العمل على اكسسوارات صغيرة مرتبطة بالمنزل، ثم طوّرت نفسي من خلال تصميم المفروشات وتلبيس الجدران من الخط نفسه، بالإضافة إلى أننا أصبحنا نعمل على ديكورات محلات الألبسة والمتاجر ونصمم غرفاً كاملة من هذا الخط، فلم يعد Farah Design يقتصر على الإكسسوارات المنزلية".

 

"قررنا أن نستمر مع كل الأزمات التي تلت افتتاح المصنع"

أطلقت فرح شعبان خط التصميم في مرحلة المجهول التي دخل بها لبنان في العام 2019، وتقول "افتتحنا المصنع وأطلقنا الخط في مرحلة كانت من أصعب المراحل في لبنان، وتحديداً قبل انطلاقة ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وتغير سعر صرف الدولار، ولكننا قررنا أن نستمر مع كل الأزمات التي تلت افتتاح المصنع".

وأضافت "قررنا أن نستمر مع فريق العمل المحترف، عملنا، ابتكرنا واستطعنا أن نصدّر قطعنا إلى الخارج ولاسيما إلى دول الخليج وفرنسا وأوروبا".

تعترف أنه لا يمكن لأحد في الوقت الراهن أن يتجاوز كل الصعوبات التي تواجه الواقع اللبناني، تقول "نحاول أن نتجاوز هذه الصعوبات من خلال الاستمرارية، من خلال إعجاب الناس بعملنا، من خلال النجاح المعنوي عبر دعوتنا إلى المعارض والبازارات، كل هذه الأمور تغطي نوعاً ما على الصعوبات، ولكن بالتأكيد نتمنى أن يتحسن الوضع".

وأكدت فرح بأنها "توقعت أن يحقق خط التصميم الخاص بها هذا النجاح"، وتوضح "عندما ابتكرت هذا الخط وضعت كل مجهودي وكل ما أحبه بهذه التصاميم، والهدف لم يكن الربح المادي بقدر رغبتي بأن أترك بصمة من خلال هذه الخط، وعندما يرى الناس تصاميمي يدركون أنها من Farah Design".

وعن المعارض التي شاركت فيها، تقول "شاركنا بالكثير من المعارض خارج لبنان، شاركنا بمعرض في جدة بالسعودية اسمه Home Grown، شاركنا بمعرض بيروت للفن "بيروت آرت فير"، كذلك بمعارض في مناطق مختلفة في لبنان، وأيضاً تواجدنا بمعرض إكسبو دبي 2020. إذ كانت مشاركتنا في إكسبو دبي من خلال مجموعة نساء تشاركن من متجر "جازمين" في منطقة الأشرفية، ويضم هذا المكان منتوجات متنوعة لأكثر من امرأة موهوبة وكنت جزءاً من هذا المشروع".

 

"لا قيود تحدّ من قدرات المرأة"

وتعتبر أنه "بمجرد تصدير المنتج الذي تصممه إلى الخارج، يعني أن المرأة تستطيع أن تشارك بتطوير الاقتصاد وتثبت بأنها قادرة على أن تكون رائدة في المجال الذي تحترفه حتى لو كانت متزوجة أو لديها أولاد، إذ لا قيود يمكن أن تحد فنها وإمكانياتها وقدرتها"، لافتةً إلى أنها "شاركت بالعديد من المعارض لدعم المرأة ولأؤكد بأن المرأة قادرة على فعل المستحيل ان كان في لبنان أو في الخارج".

لطالما تُسأل المرأة عن كيفية موازنتها بين نجاحها المهني ونجاحها العائلي، نظراً لأنها ترعى أولادها وتهتم بمنزلها وكذلك تخوض مجالات مهنية خارج المنزل، تعلق فرح شعبان على الأمر وتقول "عندما تتخذ المرأة قرار النجاح فهي ستنجح بالفعل. ولكن في الوقت نفسه بما أنني متزوجة ولدي طفلة، فالعائلة بالنسبة إلي هي الأولوية. وبالتالي أحاول أن أوجد توازناً بين الاهتمام بعائلتي وتحقيق طموحي في المجال الذي أعمل فيه".