فاطمة كركب: رغم الهيمنة الذكورية المرأة المغربية أثبتت دورها في ريادة الأعمال والمقاولات
يقدر عدد المقاولات التي تديرها النساء في المغرب بـ 12 ألف وحدة، أي 10 في المئة من مجموع المقاولات، في حين أن جل هذه المقاولات إما متوسطة أو صغيرة ما يجعلها بحاجة إلى المواكبة والدعم خاصة من قبل الشركات الكبرى لتوفر لها فرص إضافية في الاستثمار والحصول على المشاريع
حنان حارت
المغرب ـ ، فيما يعزى هذا الانخفاض إلى عدد من التحديات والإكراهات.
للحديث عن وضع المقاولات النسائية في المغرب، وإلى أي حد تضررت خلال هذه الفترة التي تتزامن مع انتشار وباء كورونا، وعن جهود المملكة في دعم المقاولات كان لوكالتنا حوار مع رئيسة جمعية الطموح للنساء المقاولات بمدينة العيون فاطمة كركب.
أسستم أخيراً جمعية الطموح للنساء المقاولات بمدينة العيون، لماذا هذه الجمعية؟
إن إنشاء جمعية الطموح للنساء المقاولات بمدينة العيون يعد خطوة لمواكبة الركب الاقتصادي والطفرة التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية في المغرب، ولعل خروج هذا المولود إلى الوجود هدفه بالأساس أن تمنح المرأة بالأقاليم الجنوبية فرصة للانخراط في الورش التنموية والاقتصادية المهمة، ومنح المرأة مساحة أوفر من أجل إبراز طاقتها وإبداعها في المجال الاقتصادي وكذا تبيان دور المرأة الصحراوية في التنمية، ورسم خارطة طريق للعمل البناء الذي جاءت به الخطب الملكية أخيراً.
عموماً كيف تقيمون وضع المقاولة النسائية بالمغرب، وماهي رهانات الجمعية في المستقبل؟
لا يزال وضع المقاولات النسائية في المغرب هش، فنسبة النساء المقاولات في المغرب لا تتجاوز 10 في المئة، رغم أن النساء أظهرن قدرات متميزة جعلت منهن مساهمات رئيسيات في تنمية الاقتصاد الوطني، ورغم وضع عدة تدابير تحفيزية لتشجيع النساء على دخول عالم المقاولة، ورغم رغبتهن القوية في ولوج المجال المقاولاتي، إلا أن حضورهن لا زال ضعيفاً؛ وهناك يأتي دورنا كجمعية في إيصال رسالة المرأة المقاولة حتى تصل إلى مبتغاها، أما الرهانات المستقبلية، فهي تتمثل في تطبيق برامج الجمعية والتي تتعلق بمواكبة المرأة المقاولة المتوسطة والصغيرة، والصغيرة جداً.
أثرت جائحة كورونا بشكل سلبي على النسيج المقاولاتي في المغرب، هل ترون التدابير التي اتخذها المغرب كافية لضمان استمرارية المقاولات؟
المغرب شأنه شأن باقي دول العالم، يمر بظروف استثنائية صعبة بسبب جائحة كورونا، والتي أثرت بشكل ملموس على عدة قطاعات اقتصادية، بحيث عرفت العديد من المقاولات في مختلف الأنشطة تراجعاً مهماً في معاملاتها، إلا أن التوجيهات الملكية عملت على التخفيف من التداعيات خاصة بعد إحداث صندوق لتدبير ومواجهة الوباء وإحداث لجنة اليقظة الاقتصادية، والعديد من الإجراءات المتخذة لدعم الأسر العاملة في القطاع غير المهيكل، ودعم الأجراء الذين تم توقيفهم مؤقتاً عن العمل، إلى جانب ذلك تم إقرار مجموعة من التدابير المرتبطة بمنح التعويضات ووضع قروض رهن إشارة المقاولة والمقاولين وتأجيل وضع التصريحات الضريبة.
ويعتبر برنامج "انطلاقة"، من أهم البرامج التي أطلقها العاهل المغربي، والذي يسعى إلى دعم وتمويل المقاولات، ومواجهة ظاهرة بطالة الشباب والشابات بتشجيعهم على المبادرة المقاولاتية الفردية والمقاولات الصغرى والمتوسطة، بهدف خلق القيمة ورفع الناتج الداخلي الوطني.
برأيي أن الإجراءات التي اتخذها المغرب خلال هذه الظروف، جاءت لإنقاذ وضمان استمرارية المقاولات الصغرى والمتوسطة لأنها بحاجة ماسة إلى الدعم والمواكبة.
رغم الرغبة القوية للنساء المغربيات في ولوج المجال المقاولاتي، إلا أن حضورهن يبقى ضعيفاً مقارنة بالرجل، ما تعليقكم على ذلك؟
ينبغي الإشارة إلى أن النساء المغربيات بشكل عام طموحات، بدون طموح لا يمكن للمرأة الوصول إلى مبتغاها، ورغم الحيف الذكوري المسيطر على جميع المناصب، لكن بفعل المواكبة الملكية للمرأة والسعي نحو إنصافها تمكنت من تحقيق دورها في ريادة الأعمال والمقاولات.
والمرأة المقاولة لديها ما يكفي من المؤهلات والكفاءات التي تخولها الولوج إلى مراكز القرار وتولي المسؤوليات على رأس إدارة المقاولات بناءً على معيار الكفاءة والاستحقاق، لقد حان الوقت لتتغير نظرة المجتمع، لأننا اليوم بحاجة إلى كافة مكوناته من أجل تحقيق التقدم المنشود من خلال تغيير الأحكام النمطية، وذلك ببلورة منظومة تربوية جديدة تمنح للمرأة مكانتها التي تستحق.
كجمعية ماهي استراتيجيتكم التي وضعتموها من أجل تحفيز وتشجيع النساء على دخول عالم المقاولة؟
وضعت الجمعية استراتيجية على مدى ثلاث سنوات وتحمل أهداف أساسية أولاً تعزيز ظهور الجمعية، وتنمية قدرات المرأة المقاولة، وتنظيم دورات تكوينية، ومواكبة النساء في إنجاز مشاريعهن، وإدخال النساء المقاولات في جملة من التحديات لإثبات الذات أولاً، وليبرهن على أنهن يقدمن إضافات نوعية من شأنها أن تقوي الاقتصاد الوطني وترفع من قدراته التنافسية.