ضمان الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية... دور المرأة في الزراعة

على الرغم من أن دور المرأة في الزراعة يختلف باختلاف ثقافة واقتصاد كل منطقة، إلا أنه من المهم للغاية في العديد من المجتمعات ضمان الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية، وخاصة في المناطق الريفية.

لارا جوهري

سردشت ـ في العصور القديمة، لعبت المرأة دور هام في الزراعة، ونظراً للمسؤولية التي كانت تحملها، أدركت تدريجياً أن النباتات صالحة للأكل واكتشفت زمان ومكان نموها نتيجة للزراعة، وعملت النساء كمزارعات نشيطات في مراحل مختلفة من زراعة وحصاد المنتجات الزراعية.

كمزارعات وعاملات ومالكات للمزارع والأراضي الزراعية، تلعب المرأة بشكل مباشر وغير مباشر دوراً في إنتاج المنتجات المنزلية من الفواكه والخضار مثل المربى والفواكه المجففة والتوابل وغيرها، ويعتمد اقتصاد البلد إلى حد كبير على النساء، لكن دور المرأة في معظم أنحاء العالم لم يُنظر إليه بقدر دور الرجل، ويرى الكثيرون أن الزراعة عمل الرجل، لكن الرجال أنفسهم يعتبرون وجود المرأة ودورها هام.

عادةً ما ترتبط التغيرات في دور المرأة في الزراعة بالتنمية الاقتصادية والتغيرات الاجتماعية. تعتمد النسبة الدقيقة للمزارعات في جميع أنحاء العالم على الثقافة والمنطقة والظروف الاقتصادية، وقد تتغير بمرور الوقت وفي العديد من البلدان تلعب المرأة دوراً مهماً في الزراعة. على سبيل المثال، في بلدان مثل الهند وبنغلاديش، تشكل النساء جزءاً كبيراً من المزارعين، خاصةً في بنغلاديش تشكل المزارعات نسبة 70% من النساء.

 

النساء المزارعات في إيران

وفي إيران، وبحسب الإحصائيات، تعمل 20% من النساء بشكل مباشر في الزراعة، ولكن يتم تقديم هذه الإحصائية في حين أن العديد من المزارعات والعاملات بالأجر اليومي لا يشملهن التأمين ولا يراعى قانون العمل لهن، وتحصل النساء على ما يقارب 60% من أجور الرجال.

لقد حدد قانون إيران حصة المرأة في الميراث بنصف حصة الرجل، لكن في الواقع، يأخذ الرجل معظم الأراضي الزراعية بغض النظر عن هذا القانون، لأن المجتمع التقليدي يعتبر الرجال هم ورثة الأراضي، وفي كثير من الأحيان تضطر النساء إلى بيع حصتهن بسعر أقل لأشقائهن أو أبناء عمومتهن.

وقد دفع ذلك المزارعات إلى العمل بشكل أكبر في مجالات أخرى أو كعاملات بأجر يومي، حتى لو كان لديهن خبرات وموهبة خاصة. ومع ذلك، لا تزال النساء تعملن في الزراعة.

وتتسبب الثقافة الأبوية وعدم المساواة بين الجنسين في عدم امتلاك النساء والمزارعين الريفيين هوية وقاعدة مستقلة فيما يتعلق بالعمل، ولكن ما لا يمكن إنكاره هو الإحصائيات التي تحدد الدور الفعال للمرأة في الزراعة. تقدر نسبة مشاركة المرأة في إنتاج الأرز بـ 65%، والقطن أكثر من 60%، والخضروات 80%، وفي تربية الحيوانات 49.8%، إلا أن الدور الإداري للمرأة في الزراعة وتربية الحيوانات صغير جداً ويتخذ قرارات رئيسية من قبل الرجال.

 

المرأة المزارعة في شرق كردستان

وتعتبر الزراعة والبستنة في شرق كردستان أحد الركائز الأساسية لاقتصاد المنطقة، وتلعب المرأة دوراً بارزاً في منطقة موكريان التي تشهد ازدهاراً كبيراً منذ عدة سنوات، وتعتبر زراعة الخضار والفواكه والقمح والقطن وحصادها وتجهيزها من بين المهام التي تقوم بها النساء بمفردهن أو مع الرجال.

مريم قادري امرأة في العقد الخامس من عمرها، وزوجها موظف متقاعد، يزرعون القمح في أوائل الصيف ويحصدونه في أواخره، وعن عملهما في الزراعة تقول "أنا وزوجي نأتي إلى أرضنا لحصاد القمح كل يوم، الذي شاركت في زراعته، كما أعددت الطعام للعمال واجتهدت كثيراً. يتقاضى العمال أجور باهظة لذلك لم يبق لدينا الكثير من المال الذي حصلنا عليه من بيع القمح، ولهذا السبب جلبنا عدد قليل من العمال وقمنا بمعظم العمل بأنفسنا".

وعن بيع القمح، أوضحت "نبيع القمح مقابل 15 ألف تومان، وهذا العام كان القمح جيداً ومعظم الناس زرعوه. التكاليف باهظة، لكن نحمل ديون كثيرة وندفع أموال القمح مقابل القروض"، مضيفةً "أقوم بالأعمال المنزلية بالإضافة إلى الزراعة".