عدم المساواة في الأجور والتحرش... انتهاكات عدة تواجه العاملات في إيران

تعمل العديد من النساء المهمشات في إيران بالأعمال الموسمية رغم مشقتها لتأمين قوت عائلاتهن مقابل أجور زهيدة، في ظل انعدام الضمان الاجتماعي.

لارا جوهري

مهاباد ـ في ظل عدم وجود فرص متكافئة والتمييز وعدم المساواة، تلجأ النساء المهمشات في إيران، واللواتي لم تتلقين التعليم، للعمل في الأعمال الموسمية لتأمين قوت يومهن.

العمل الموسمي يعني القيام بعمل مؤقت متعلق بموسم معين من السنة، وعادة ما يتم هذا النوع من العمل في المنتجات الزراعية والغذائية وأحياناً في قطاعي الخدمات والسياحة، ففي القطاع الزراعي، يمكن للمرأة أن تعمل خلال مواسم حصاد المنتجات المختلفة مثل قطف العنب والرمان والتفاح وما إلى ذلك، وتحضير الزيتون وتقشير الفواكه والخضروات وتعبئتها.

وفي قطاع الخدمات والسياحة، يمكن للمرأة أن تعمل كعاملة موسمية في الفنادق والمطاعم والمتاجر وأماكن الترفيه المختلفة خلال مواسم السياحة والعطلات.

تستيقظ سحر قادري وابنتها سارة محمدي البالغة من العمر 16 عاماً، كل يوم في الثالثة صباحاً وتتوجهن من مدينة سردشت إلى بوكان لحصاد الحمص والعدس والعودة في المساء، لا تتوقفن عن العمل حتى ليوم واحد.

وانفصلت سحر قادري مؤخراً عن زوجها، لتتولى هي رعاية ابنتها وابنيها الصغيرين، وتقوم باصطحاب ابنتها معها للعمل ليكون باستطاعتها تأمين قوت يومهم، ودفع إيجار المنزل الذي تقطنه، وبالرغم من الصعوبات التي تواجهها تسعى لتأمين مستقبل جيد لأبنائها.

وعن الظروف المعيشية وعملها الموسمي، تقول سحر قادري "حالياً نعمل في قطف البازلاء طوال اليوم مقابل أجر يومي يصل لـ 500 ألف تومان، إن هذا الأجر لا يسد احتياجات عائلتي وتوفير المستلزمات الضرورية".

وأضافت "أنا في الخامسة والثلاثين من عمري تلقيت التعليم حتى الصف الخامس الابتدائي، وتعلمت اللغة الكردية بنفسي وأكسب لقمة عيشي من العمل الموسمي، وبالرغم من أنه مرهق وشاق إلا أنه أفضل من البطالة"، مشيرةً إلى أنهن تحصلن على أجر زهيد مقابل عملهن، ولا تحصلن على وجبات الغذاء، حيث تقمن بإعداد الطعام بأنفسهن.

ومن المشاكل التي تواجه النساء خلال عملهن الموسمي التمييز وعدم المساواة في الأجور، وظروف العمل الغير مناسبة، فبعضها يتطلب العمل في مناخات قاسية ولا تتمتع بظروف معيشية مناسبة، بالإضافة إلى عدم وجود ضمان اجتماعي والتي قد تحرم المرأة في بعض البلدان من مزايا ما بعد التقاعد، والتي تخلق مشاكل مالية.

كما أنه يتم انتهاك حقوقهن في العمل، كعدم الامتثال لمعايير الصحة والسلامة وعدم حصولهن على رعاية الطفل والإجازة مدفوعة الأجر، فضلاً عن التمييز والتحرش الجنسي، هذه المشاكل ليست سوى بعض التحديات التي قد تواجهها في العمل الموسمي، وبالرغم من بذل جهود لتحسين ظروف المرأة، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به للقضاء على التمييز وخلق فرص متكافئة في الأعمال الموسمية.