"بتقدري" لتمكين النساء اقتصادياً في السودان

تعمل عضوات مؤسسة "بتقدري" الاجتماعية على إعداد النساء وتدريبهن وتمكينهن اقتصادياً من أجل صنع التغيير، سائرات على شعار "امرأة قوية تعني سودان قوي".

ميساء القاضي

الخرطوم ـ تعد مؤسسة "بتقدري" الاجتماعية واحدة من المنصات النسوية في السودان التي تعمل على تدريب النساء وتطوير مهاراتهن ليكون بإمكانهن الولوج إلى سوق العمل.

أوضحت مؤسِسة "بتقدري" الاجتماعية منتهى عبد الله أن المؤسسة تهدف إلى تعزيز مشاركة النساء على جميع المستويات "السودان بلد متعدد الثقافات وتختلف احتياجات النساء فيه، فالعديد منهن تعانين من الفقر الاقتصادي والصحي والمعرفي، لذا نسعى إلى تدريب النساء للتمكن من تطوير مشاريعهن وكيفية دخول سوق العمل والاستمرار فيه".

وأشارت إلى أن مؤسسة بتقدري تقدم كذلك الدعم النفسي والمهارات التي تمكنهن من لعب دورهن في المجتمع لتكون لهن مشاركة فاعلة في جميع المجالات".

 

توفير مساحات آمنة

بالإضافة إلى التدريب المهني تقوم مؤسسة بتقدري بتوفير فرص عمل للنساء من خلال التعاون مع شركات حاضنة للمشاريع الكبيرة والصغيرة، وحول البرامج التي تقدمها المؤسسة تقول منتهى عبد الله "لتوفير فرص عمل للنساء اللواتي تم تمكينهن اقتصادياً وتدريبهن أطلقنا برنامج "ادعمها"، ومن خلال البرامج التي نطلقها نقدم الاستشارات للنساء لتطوير مشاريعهن".

ولفتت إلى إنه "عندما تتقارب مفاهيم المشاريع التي تنجزها المتدربات نقوم بدمجها معاً، كما لدينا برنامج أطلق عليه اسم "ضواية" وهو بالإضافة إلى توفير فرص عمل، يعمل على حل العديد من المشاكل الاجتماعية التي تواجه النساء خلال عملهن".

وأشارت إلى أن المؤسسة توفر كذلك مساحات آمنة للنساء تتيح لهن فرص للتعلم وتبادل المعارف والتطور عبر العديد من النشاطات، من بينها "ونسة البنات" وهو نادي السينما وكذلك هناك نوادٍ للقراءة والبازارات تشارك فيها النساء لتبادل تجاربهن".

 

توسع نطاق دعم النساء

النساء خارج العاصمة خرطوم لم تكن بعيدات عن نشاطات عضوات مؤسسة بتقدري كما توضح منتهى عبد الله "لقد عملت عضوات المؤسسة على تعزيز المشاركة السياسية في منطقة مروي وهي واحدة من المناطق التي تتعرض للتهميش والإقصاء الممنهج، وهو ما أحدث فجوة كبيرة بين النساء في هذه المنطقة وقريناتهن في بقية المناطق"، لافتةً إلى أنه "لا يسمح للنساء في منطقة مروي بالخروج من البيوت والمشاركة في الفعاليات المتنوعة، إلا أننا تمكنا من إقناع العديد منهن للمشاركة في النشاطات التي تطلقها المؤسسة هناك، فقد كان هدفنا أن نعمل مع 350 امرأة ولكن استجابت أكثر من 1800 امرأة للأنشطة التي قمنا بها، وتكونت جمعيات في الأحياء".

 

وضع أمني وسياسي هش

وأوضحت منتهى عبد الله أن الوضع الأمني والسياسي الحالي في السودان من أبرز التحديات التي تواجههم حالياً فهو يلقي بظلاله على الوضع الاقتصادي مما يشكل تحدياً كبيراً فالوضع الأمني الهش يحول دون وصول الكثير من النساء إلى مؤسسة بتقدري للمشاركة والاستفادة من البرامج التي يقدمونها بالإضافة إلى أن الوضع الاقتصادي المتردي يؤثر على الأسعار ويجعلهم في أحيان كثيرة غير قادرات على توفير المواد والأدوات التي تحتجن لها للعمل ولا يشجع الكثيرات على دخول أسواق العمل.

ولفتت إلى أن العديد من النساء لا تدركن أهمية مشاركتهن في كافة المجالات "هنالك تحديات كثير تقف عائقاً أمام النساء منها عدم إدراكهن أنه من حقهن أن تشاركن بناء المجتمع والنهوض به، حيث تقلن أنه ما دمن مكتفيات مادياً فهن لسن بحاجة للعمل أو ليس من حقهن المشاركة السياسية، بالإضافة إلى عدم وجود التشاركية بين الجمعيات النسوية وهذا ما يشتت الجهود، إذا اتحدنا ووجدنا منصة واحدة تجمعنا فإن أهدافنا ستكون واحدة وسنكون قادرين على إحداث تغيير حقيقي يبني السودان الذي نحلم به ويبرز المرأة السودانية القادرة والرائدة التي تضع بصمتها داخل وخارج السودان".